الحور العين
التصنيفات
المصادر
الوصف المفصل
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فلأهل ِ الجنات فيها زوجات.قال تعالى:{ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ }[الدخان: ٥٤]
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t:أَنَّ النَّبِيَّﷺ قَالَ:(وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَب). رواه مسلم([1])
والحوراءُ: هيَ المرأةُ البيضاءُ , والعيناءُ هيَ المرأةُ واسعةُ العين ِ شديدةُ بياضِها شديدة ُ سوادِها فيهنَّ مِنَ الحُسْن ِ ,والجمال مالا يعلَمُهُ إلا الله .
قال تعالى:{فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ }[الرحمن: ٧٠ ]
وردَ في الأثر ِ خيراتُ الأخلاق ِ حِسَانُ الوجوه .
وقالَ بنُ القيم رحمه الله:
فِيْهِنَّ حُوْرٌ قَاصِرَاتُ الْطَّرْف ِ خَيْ
رَاتٌ حِسَانٌ هُنَّ خَيْرُ حِسَان ِ
خَيْرَاتُ أَخْلاَق ٍ حِسَانٌ أَوْجُهَا
فَالحُسْنُ والإحْسَانُ متفقانِ
والمرأة :ُ في الجنَّه كأنَّها في الصفاء , و الرِّقَه الغشاوة ُ التي تأتي على ظهر ِ البيض ِ مما يلي القشرَ إذا سُلِقَ , وكُسِرَ سواءٌ مِنَ الحور ِ في الأخرى , أو مِنْ المؤمنات ِفي الدنيا . قال تعالى:{وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ{48}كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ{49} الصافات:
وكأنَّها في الحُسْنِ, والبهاء , والجمال ِ, والصفاء الياقوتُ , والمرجان سواءٌ مِنَ الحور ِ في الأخرى , أو مِنَ المؤمنات ِفي الدنيا قال تعالى:{كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ[الرحمن: ٥٨ ]
وقالَ ابنُ القيم ِ رحمه ُ الله:
الرِّيْحُ مِسْكٌ وَالجُسُومُ نَوَاعِمٌ
واللونُ كالياقوت ِوالمَرْجَان ِ
و عن أبي سعيد الخدريt أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ في تفسير : كأنهن الياقوت والمرجان قال: «ينظر إلى وجهه في خدها أصفى من المرآة ، و إن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق , والمغرب ، وإنها يكون عليها سبعون ثوبا ينفذهابصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك » رواه الحاكم([2])وقال« صحيح الإسناد ,ولم يخرجاه »
وقالَ بنُ القيم رحمه ُ الله:
وَكِلاَهُمَا مِرْآةُ صَاحِبِهِ إِذَا
مَا شَاءَ يُبْصِرُ وَجْهَهُ يَرَيَان ِ
فَيَرَى مَحَاسِنَ وَجهِهِ في وَجْهِهِا
وتَرَى مَحَاسِنَهَا بِه ِبِعَيَان ِ
و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَال: ( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ لَحْمِهَا مِنْ الْحُسْنِ )
رواه البخاري([3])
فا لمؤمن: يَرَى مخَّ ساقِ زوجتِهِ من وراءِ سبعينَ ثوباً.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري t: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ:( لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً يَبْدُو مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَائِهَا). رواه الترمذي ([4])وصححه الألباني([5])
ويَرَى مخَّ ساقِ زوجتِهِ منْ وراءِ اللحم والعظم ِ كما نَرَ ي الشرابَ الأحمرَ منْ وراءِ الزجاجةِ البيضاءِ .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ:( يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْعَظْمِ وَاللَّحْمِ ). رواه البخاري([6])
و عَنْ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍt أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: « يُرَى مُخُّ سَاقِها مِنْ وراءِ اللحم ِكما يُرَى الشراب ُ الأحمر ُفي الزجاجةِ البيضاء ِ»رواه الطبراني([7])
وقالَ بنُ مَسْعُودٍt :"إِنَّ الْمَرْأَةَ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ لِيُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ، وَالْعَظْم ِ، وَمِنْ تَحْتِ سَبْعِينَ حُلَّةٍ كَمَا يُرَى
الشَّرَابُ الأَحْمَرُ فِي الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ". رواه الطبراني([8])وقالَ بنُ القيم ِ رحمهُ الله:
سَبْعُوْنَ مِنْ حُلَلٍ عَلَيْهَا لا تَعُوْ قُ
الْطَرْفَ عَنْ مُخ ٍّ و رَا السِيْقَان ِ
لَكِنْ يَرَاه ُ مِنْ وَ رَ ا ذَا كُلِّه ِ
مِثْلَ الشَّرَاب ِ لَدَى زُجَاج ِ أَوَان ِ
والمرأة ُ في الأخرى لو خرجتْ إلى الدنيا: لأضأتْ ما بينَ السماءِ , والأرض , ولملأتْ ما بينَهما ريحاً طيبا ولنصيفُها على رأسِها خيرٌ مِنَ الدنيا وما فيها ؛ سواءٌ مِنَ الحُور ِ في الأخرى أو مِنَ المؤمناتِ في الدنيا.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍt: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ:( وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلَأَتْهُ رِيحًا وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) رواه البخاري([9])
وقالَ بنُ القيم رحمه الله:
ونَصِيْف ُ إِحْدَاهُنَّ وَ هُوَ خِمَارُهَا
لَيْسَتْ لَهُ الدُّنْيَا مِنَ الأَثْمَان
ِوالمرأة ُ في الجنَّةِ: سواءٌ مِنَ الحورِ في الأخرى أومِنَ المؤمناتِ في الدنيا قدْ طَهُرَتْ مِنَ الحيض ِ والنُّفاس ِ والبول ِ والغائط ِ والبصاق ِ
وكلِّ أذىً وقذىً . قال تعالى:{وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة:٢٥]
قالَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ وبنُ مسعود ٍ رضيَ الله ُ عنهما:(قدْ طهرنَّ منَ الحيضِ والبصاقِ وغيرِ ذلكَ ). وقالَ بنُ القيمِ رحمهُ الله:
لاَ الحَيْضُ يَغْشَاهَا وَلاَ بَوْلٌ وَلاَ
شَيءٌ مِنَ الآفَاتِ فِي النِّسْوَان ِ
وكلامُ الحوراء سحرٌ بلا مِراء . قالَ بنُ القيمِ رحمهُ الله:
وكلامُها يسبي العقولَ بنغمة ٍ
زادتْ على الأوتَارِ والعِيْدَان ِ
وتتغنى الحوراء للزوجِ بغناء: تطربُ لهُ القلوبُ وتلتذُّ بِهِ الأرواح جعلَهُ اللهُ للمؤمنينَ في الأخرى الذينَ تركوا الغناءَ في الدنيا. قالَ بنُ القيمِ رَحِمَهُ الله:
قَالَ ابْنُ عَبَّاس ٍ ويُرْسِلُ ربُّنا
رِيْحَاً تَهُزُّ ذَوَائبَ الأغْصَان ِ
فَتثُيرُ أصْوَاتاً تلذُّ لمَسْمَع ِ الإ
نْسَان ِ كالنَّغَمَاتِ بالأوزَان ِ
يا لذَّةَ الأسماع ِ لا تتعوض ِ
بلذَاذَة ِ الأوتارِ والعِيدَان ِ
والمؤمن يجامع زوجته في الجنة كما يجامع زوجته في الدنيا.قال تعالى:{إِنَّ أَصْحَابَ
الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ{55}هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ{56}لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ}[يس: ٥٥ - ٥٧]
وعن أبي هريرةt قال: سئل النبي ﷺ هل يمس أهل الجنة أزواجهم فقال نعم بذكر لا يمل وفرج لا يحفى وشهوة لا تنقطع).رواه البزار، والطبراني وأبو نعيم . وقالَ بنُ القيم ِ رحمهُ الله:
ولقدْ روينا أنَّ شُغْلَهُمُ الذي
قدْ جاءَ في يا سينَ دونَ بيان ِ
شُغْلُ العروس ِ بعُرْسِهِ مِنْ بعدِ ما
لَعِبَتْ بِهِ الأشواقُ طولَ زمان ِ
والشوقُ يُزْعِجُهُ إليهِ ومالَه
بوصالِهِ سَبَبٌ مِنَ الإمْكَان ِ
غَابَ الرقيبُ وغَابَ كلُّ مُنَغِص ٍ
فهُمَا بثوب ِ الوَصْل ِ مُشْتمِلان ِ
وليس لأهل الجنة عمل سوى الطعام والشراب وفك الأبكار على شواطىء الأنهار.
قال تعالى:{جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ{50}مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ
كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ{51}وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ{52}هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ
الْحِسَابِ{53}إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ }[ص: ٥٠ -٥٤ ] فمنْ رَغِبَ فيهِنَّ فَلْيُقَدِّمِ اليومَ مُهُورَهُنَّ. قالَ بنُ القيمِ رحمهُ الله في الميمية:
ياخاطبَ الحسناء إنْ كنتَ راغِباً
فهذا زَمَانُ المهر ِ فهو المُقَدَّمُ
وكنْ مُبْغِضَاً للخائنات ِلحبِّهَا
لتحظى بِها منْ دونِهِنَّ وَتَنْعَمُ
وقالَ رحمهُ الله ُ في النونية:
يا خاطبَ الحور ِالحسان ِوطالبِاً
لوصالِهنَّ بجنَّةِ الحَيَوَان ِ
لو كنتَ تدري مَنْ خَطَبْتَ ومَنْ طلَبْ
تَ بذلتَ ما تحوي مِنَ الأثمان ِ
أو كنتَ تدري أينَ مسكنُها جعلْ
تَ السعيَّ منكَ لَها على الأجفان ِ
ومهرُ النِّساءِ في الجنَّات هو الأعمالُ الصالحات
فاسْمُ بعينيكَ إلى نِسْوةٍ
مهورُهُنَّ العملُ الصالحُ
وحدِّثِ النَّفْسَ بِعِشْق ِ الأُوْلَى
في عِشْقِهِنَّ المَتْجَرُ الرابِح ُ
واعملْ على الوصل ِ فقدْ أمْكَنَتْ
أسبابُهُ ووقتُها رَائِحُ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الحور العين
تأليف
محمد بن أحمد بن محمد العماري
عضو الدعوة والإرشاد
بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
بالمملكة العربية السعودية
موقع المؤلف على الإنترنت
http://www.alammary.net
البريد للإكتروني
تهدى ولاتباع
للطبع الخيري
[مئة ألف نسخة بسبعة آلاف وخمسمائة ريال ]
جوال 0504737304 هاتف 025574344
([1])-مسلم رقم5062 (ج 13 / ص 467) بَابٌ أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ
(2-المستدرك على الصحيحين للحاكم رقم3733 (ج 8 / ص 458)
(3-البخاري رقم 3007 (ج 11 / ص 24) بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ
(4الترمذي رقم2458 (ج 9 / ص 80) بَاب فِي صِفَةِ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
(5-صحيح وضعيف سنن الترمذي رقم 2535 (ج 6 / ص 34)
(6-البخاري رقم3014 (ج 11 / ص 31) بَاب مَا جَاءَ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ
(7-المعجم الأوسط للطبراني رقم927 (ج 2 / ص 426)
(8-المعجم الكبير للطبراني رقم 8773 (ج 8 / ص 90)
(9-البخاري رقم2587 (ج 9 / ص 362) بَابُ الْحُورِ الْعِينِ وَصِفَتِهِنَّ