×
أخبار الدجال وابن صياد: قال المصنِّف - حفظه الله -: «فهذه رسالة مختصرة تحمل كما من حديث سيد المرسلين في أخبار الدجال وصفته وما معه والمخرج من فتنته، وألحقنا بآخرها جملة أحاديث تتعرض لابن صائد الذي كان موجودًا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهل ابن صائد هذا هو الدجال أم لا؟ ثم عقبنا ذلك بذكر حديث الجساسة مع بعض التعليقات التي قد يحتاج إليها».

أخبار الدجال وابن صياد

مصطفى العدوي


المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار... وبعد:

فإن النجاة كل النجاة في اتباع كتاب الله وسنة مصطفاه رسول الله محمد بن عبد الله والسير على هديه ونهج صحبه ومن والاه، وموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين لا يجادل في ذلك إلا كل ختار كفور.

هذا وقد ثبت من غير وجه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما يصل إلى حد التواتر – أنه - عليه السلام - قال: «نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها ثم أداها كما سمعها» فيدعو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحملة حديثه وحفاظ أقواله العاملين بها المؤدين لها بإتقان كما سمعوها وعلموها بنضارة الوجه، التي بدورها تؤدي إلى أفضل مراد وقرار الفؤاد ألا وهو رؤية رب العباد في يوم المعاد لقوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾([1]).

فمن هذا المنطلق شرعنا في تقريب سنته - صلى الله عليه وسلم - لعوام أمته بما يكون سببًا في عونهم على حفظها وإتقانها وخاصة الثابت الصحيح منها فتنضر وجوههم وتزكو نفوسهم وترتفع درجاتهم، ومع ذلك كله العمل بها الذي ينجي صاحبه في الدارين دار الدنيا والدار الآخرة، وكذلك إذا وضع في قبره وتلقته ملائكة الرحمن فيفرشون له من فرش الجنة فيأتيه من طيبها ونسيمها ويلبس من سندسها وإستبرقها.

ثم بعد ذلك فهذه رسالة مختصرة تحمل كما من حديث سيد المرسلين في أخبار الدجال وصفته وما معه والمخرج من فتنته، وألحقنا بآخرها جملة أحاديث تتعرض لابن صائد الذي كان موجودًا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهل ابن صائد هذا هو الدجال أم لا؟ ثم عقبنا ذلك بذكر حديث الجساسة مع بعض التعليقات التي قد يحتاج إليها. كل ذلك على سبيل الاختصار للتسهيل على المؤمنين في وقت شغل كثير منهم بدنياه عن أخراه وبغير النافع وقليله عن أكيد النفع وكثيره فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فرجعة يا عباد الله إلى كتاب ربكم وسنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وإلى نهج سلفكم الصالح، هلموا وأقبلوا والله في عونكم وإن تنصروه ينصركم ويثبت أقدامكم.

هذا ومن أراد التفصيل في الأبواب المذكورة فعليه بمراجعة كتابنا الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة([2]).

نسأل الله أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وما عظم منها وما حقر إنه ولي ذلك وهو القادر عليه.

والحمد لله رب العالمين.

كتبه

أبو عبد الله/ مصطفى بن العدوي

مصر – الدقهلية – منية سمنود


الرموز المستعملة في هذا الكتيب

الرمز

ما يشير إليه

خ

صحيح البخاري

م

صحيح مسلم

د

سنن أبي داود

ت

سنن الترمذي

س، ن

سنن النسائي

جه

سنن ابن ماجه

حم

مسند الإمام أحمد بن حنبل

يع

مسند أبي يعلي الموصلي

ك

مستدرك الحاكم

طب

معجم الطبراني الكبير

خت

البخاري تعليقًا


أصل اشتقاق الدجال

أصل الدجل هو التغطية، وقد أورد صاحب لسان العرب ما يفيد ذلك فقال رحمه الله (ص1329): دجل الدجيل والدجالة: القطران، والدجل: شدة طلي الجرب بالقطران، ودجل البعير: طلاه به، وقيل: عم جسمه بالهناء ثم قال رحمه الله: ودجل الرجل وسرج، وهو دجال: كذب، وهو من ذلك لأن الكذب التغطية، ثم قال: والداجل: المموه الكذاب وبه سُمّي: الدجال، والدجال هو المسيح الكذاب، وقال أيضًا: الدجال المموه يقال: دجلت السيف: موهته وطليته بماء الذهب.

* وقال النووي (في شرح خطبة مسلم ص66): الدجالون جمع دجال، قال ثعلب: كل كذاب فهو دجال، وقيل: الدجال: المموه، يقال: دجل فلان، إذا موه، ودجل الحق بباطله إذا غطاه، وحكى ابن فارس هذا الثاني عن ثعلب أيضًا.

* وقال الحافظ في الفتح (13/91): الدجال هو فعال بفتح أوله والتشديد من الدجل وهو التغطية، وسُمّي الكذاب دجالاً لأنه يُغطّى الحق بباطله، ويقال دجل البعير بالقطران إذا غطاه، والإناء بالذهب إذا طلاه، وقال ثعلب: الدجال: المموه، سيف مدجل إذا طُلِى، وقال ابن دريد: سُمّى دجالاً لأنه يُغطّى الحق بالكذب، وقيل: لضربه نواحي الأرض، يقال: دجل مخففًا ومشددًا إذا فعل ذلك، وقيل: بل قيل ذلك لأنه يغطى الأرض، فرجع إلى الأول، وقال القرطبي في التذكرة: اختلف في تسميته دجالاً على عشرة أقوال.

تحذير الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أممهم من الدجال

عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، وإن بين عينيه مكتوب كافر».

(خ و م([3]) و د و ت)

(صحيح)

الحث على العمل الصالح تحسبًا للدجال

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بادروا([4]) بالأعمال ستًا: طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة([5]) أو خاصة أحدكم([6]) أو أمر العامة»([7]).

(م)

(صحيح)

من أين يخرج الدجال؟

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «أحدثكم ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصادق المصدوق، إن الأعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقة فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض في أربعين يومًا الله أعلم ما مقدارها الله أعلم ما مقدارها (مرتين) وينزل عيسى ابن مريم فيؤمهم فإذا رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، قتل الله الدجال وأظهر المؤمنين».

(حب)

(صحيح)

من صفات الدجال

عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا، إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج([8]) جعد أعور مطموس العين، ليس بناتئة ولا جحراء([9]) فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور».

(د و س)

(صحيح)

صفة عين الدجال

عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الدجال أعور العين اليسرى([10]) جفال([11]) الشعر معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار».

(م و جه)

(صحيح)

عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الدجال أعور بعين الشمال بين عينيه مكتوب كافر يقرؤه الأمي والكاتب».

(حم)

(صحيح)

عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر الدجال فقال: «إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء، وتعوذوا بالله تبارك وتعالى من عذاب القبر».

(حم)

(صحيح)

عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا بين ظهري الناس([12]) المسيح الدجال. فقال: «إن الله ليس بأعور ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية([13])، وأراني الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجل آدم([14]) كأحسن ما يرى من أدم الرجال تضرب لمته بين منكبيه رجل([15]) الشعر يقطر رأسه ماء واضعًا يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا المسيح ابن مريم ثم رأيت رجلاً وراءه جعدًا قططًا([16]) أعور عين اليمنى كأشبه من رأيت بابن قطن واضعًا يديه على منكبى رجل يطوف([17]) بالبيت فقلت: من هذا؟ قالوا: المسيح الدجال».

(خ و م)

(صحيح)


جملة علامات للدجال وما معه ومدة لبثه في الأرض

عن جنادة بن أبي أمية أنه قال: أتيت رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت له: حدثني حديثًا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الدجال ولا تحدثني عن غيرك وإن كان عندك مصدقًا فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أنذرتكم فتنة الدجال فليس من نبي إلا أنذره قومه أو أمته وإنه آدم جعد أعور عينه اليسرى وأنه يمطر ولا ينبت الشجر وأنه يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها ولا يسلط على غيرها وإنه معه جنة ونار ونهر وماء وجبل خبز وإن جنته نار وناره جنة وإنه يلبث فيكم أربعين صباحًا يرد فيها كل منهل إلا أربع مساجد مسجد الحرام ومسجد المدينة والطور ومسجد الأقصى، وإن شكل عليكم أو شبه عليكم فإن الله عز وجل ليس بأعور».

(حم)

(صحيح)

الدجال مكتوب بين عينيه كافر ([18])

عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يومئذ للناس وهو يحذرهم فتنة الدجال: «تعلمون أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت وإنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه من كره عمله».

(م و حم و ت)

(صحيح)

كبر خلق الدجال وعظم فتنته

عن هشام بن عامر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال».

(م).

(صحيح)

عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: «ذكر الدجال عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لنا: «لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال ولن ينجو أحد مما قبلها إلا نجا منها وما صنعت فتنة منذ كانت الدنيا صغيرة ولا كبيرة إلا لفتنة الدجال».

(حم)

(صحيح)

ومن عظم فتنة الدجال

عن النواس بن سمعان - رضي الله عنه - قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع([19]) حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا عرف ذلك فينا فقال: «ما شأنكم»؟ قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال: «غير الدجال أخوفني عليكم([20]) إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة([21]) بين الشام والعراق فعاث([22]) يمينًا وعاث شمالاً يا عباد الله فاثبتوا» قلنا: يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال: «أربعون يومًا يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم» قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: «لا. اقدروا له قدره»([23]) قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال: «كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرًا وأسبغه ضروعًا وأمده خواصر([24]) ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب([25]) النخل ثم يدعو رجلاً ممتلئًا شبابًا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض([26]) ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين([27]) واضعًا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ([28]) فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات نفسه ينتهي حين ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لدٍّ فيقتله ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه([29]) فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادًا لي لا يدان([30]) لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء([31]) ويحضر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرًا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه([32]) فيرسل الله عليهم النغف([33]) في رقابهم فيصبحون فرسى([34]) كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملاه زهمهم ونتنهم([35]) فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرًا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرًا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر([36]) فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة([37]) ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها([38]) ويبارك في الرسل حتى إن اللقحة([39]) من الإبل لتكفي الفئام([40]) من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ([41]) من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحًا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبص روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر([42]) فعليهم تقوم الساعة».

(م و ت و جه)

(صحيح)

ومن فتن الدجال

عن حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الدجال: «إن معه ماء ونارًا فناره ماء بارد وماؤه نار».

(خ و م و د)

(صحيح)

وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض، والآخر رأي العين نار تأجج فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارًا وليغمض ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد وإن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب».

(تقدم تخريجه)

(صحيح)

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أحدثكم حديثًا عن الدجال ما حدث به نبي قومه: إنه أعور وإنه يجيء معه بمثال الجنة والنار فالتي يقول إنها الجنة هي النار وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه».

(خ و م)

(صحيح)

عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: ما سأل أحد النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الدجال ما سألته وإنه قال لي: «ما يضرك؟» قلت: لأنهم يقولون: إن معه جبل خبز ونهر ماء؟!! قال: «بل هو أهون على الله من ذلك»([43]).

(خ و م و جه)

(صحيح)

الدجال لا يدخل المدينة

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج الله كل كافر ومنافق».

(خ و م)

(صحيح)

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «على أنقاب([44]) المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال».

(خ و م)

(صحيح)

عن أبي بكرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان».

(خ)

(صحيح)

موقف للدجال عند باب المدينة

عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا حديثًا طويلاً عن الدجال فكان فيما يحدثنا به أنه قال: «يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس – أو من خيار الناس – فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثه فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله ثم يحييه فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة من اليوم فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه».

(خ و م)

(صحيح)

وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح مسالح الدجال فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج قال: فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء، فيقولون: اقتلوه فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدًا دونه قال: فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول - صلى الله عليه وسلم -، قال: فيأمر الدجال به فيشبح([45]) فيقول: خذوه وشجوه([46]) فيوسع ظهره وبطنه ضربًا قال: فيقول: أو ما تؤمن بي؟ قال: فيقول: أنت المسيح الكذاب قال: فيؤمر به فيؤشر([47]) بالمئشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه قال: ثم يمشى الدجال بين القطعتين ثم يقول: قم. فيستوى قائمًا قال: ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة قال ثم يقول: يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس قال فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته([48]) نحاسًا فلا يستطيع إليه سبيلاً قال فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار وإنما أُلقِي في الجنة» فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين».

(م)

(صحيح)

يوم الخلاص

عن محجن بن الأدرع - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس فقال: «يوم الخلاص وما يوم الخلاص؟!! يوم الخلاص وما يوم الخلاص؟!! يوم الخلاص وما يوم الخلاص؟!! ثلاثًا فقيل له: وما يوم الخلاص؟ قال: يجيء الدجال فيصعد أحدًا فينظر المدينة فيقول لأصحابه: أترون هذا القصر الأبيض هذا مسجد أحمد ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب منها ملكًا مصلتا فيأتي سبخة الحرف فيضرب رواقه ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه فذلك يوم الخلاص».

(حم و ك)

(صحيح لشواهده)

بنو تميم أشد الناس على الدجال

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولها فيهم «هم أشد([49]) أمتي على الدجال»، وكانت فيهم سبية عند عائشة فقال: «أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل»، وجاءت صدقاتهم فقال: «هذه صدقات قوم أو قومي».

(خ و م)

(صحيح)

أكثر أتباع الدجال من النساء

عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ينزل الدجال في هذه السبخة بمرّ قناة فيكون أكثر من يخرج إليه النساء حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطًا مخافة أن تخرج إليه ثم يسلط الله المسلمين عليه فيقتلونه ويقتلون شيعته حتى إن اليهودي ليختبئ تحت الشجرة أو الحجر فيقول الحجر أو الشجرة للمسلم هذا يهودي تحتي فاقتله».

(حم)

(صحيح لغيره)

اليهود أتباع الدجال

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفًا عليهم الطيالسة»([50]).

(م)

(صحيح)

فرار الناس من الدجال في الجبال

عن أم شريك رضي الله عنها قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ليفرن الناس من الدجال في الجبال»، قالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: «هم قليل».

(م و ت)

(صحيح)


مدة لبث الدجال في الأرض ([51])

عن يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي قال: سمعت عبد الله بن عمرو، وجاءه رجل فقال: ما هذا الحديث الذي تحدث به؟ تقول: إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا، فقال: سبحان الله أو لا إله إلا الله أو كلمة نحوها، لقد هممت ألا أحدث أحدًا شيئًا أبدًا إنما قلت: إنكم سترون بعد قليل أمرًا عظيمًا، يحرق البيت ويكون ويكون ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين لا أدري أربعين يومًا أو أربعين شهرًا أو أربعين عامًا فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يرسل الله ريحًا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل([52]) لدخلته عليه حتى تقبضه» قال: سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام([53]) السباع لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان وهم في ذلك دار([54]) رزقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا([55]) ورفع ليتًا قال: وأول من يسمعه رجل يلوط([56]) حوض إبله قال: فيصعق ويصعق الناس ثم يرسل الله – أو قال: ينزل الله – مطرًا كأنه الطل([57]) أو الظل (نعمان الشاك) فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: يا أيها الناس هلم إلى ربكم وقفوهم إنهم مسؤولون قال: ثم يقال أخرجوا بعث النار فيقال: من كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين قال فذاك يوم يجعل الولدان شيبًا وذلك يوم يكشف عن ساق».

(م)

(صحيح)

الحث على الفرار من الدجال والبعد عنه

عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سمع بالدجال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات أو لما يبعث به من الشبهات».

(د و حم و ك)

(إسناده صحيح)


حرز من الدجال

عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من حفظ عشر آيات من أول([58]) سورة الكهف عصم من الدجال».

(م و د و ت و ن)

(إسناده صحيح)

حرز آخر من الدجال

عن أبي قلابة - رضي الله عنه - قال: رأيت رجلاً بالمدينة وقد طاف الناس به وهو يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فسمعته وهو يقول: «إن من بعدكم الكذاب المضل وإن رأسه من بعده حبك([59]) حبك حبك ثلاث مرات وإنه سيقول أنا ربكم فمن قال لست ربنا لكن ربنا الله عليه توكلنا وإليه أنبنا نعوذ بالله من شرك لم يكن عليه سلطان»([60]).

(حم)

(صحيح)


الاستعاذة من الدجال

عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو في الصلاة «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم»، فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: «إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف».

(خ و م و د و ن)

(صحيح)

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر([61]) فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال».

(م و د و ن و جه)

(صحيح)

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن يقول: «قولوا اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات».

(م)

(صحيح)

مصرع الدجال ([62])

عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي فقال: «ما يبكيك؟» فقلت: يا رسول الله ذكرت الدجال. قال: «فلا تبكين فإن يخرج وأنا حي أكفيكموه وإن مت فإن ربكم ليس بأعور، وإنه يخرج معه اليهود فيسير حتى ينزل بناحية المدينة وهي يومئذ لها سبعة أبواب على كل باب ملكان فيخرج الله شرار أهلها فينطلق يأتي لدًا فينزل عيسى ابن مريم فيقتله ثم يلبث عيسى في الأرض أربعين سنة إمامًا عدلاً وحكمًا مقسطًا».

(حب)

(صحيح)

فصل في ابن صياد وما جاء فيه وهل هو الدجال أم لا؟


مواقف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع ابن صياد

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر انطلق في رهط من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة وقد قارب يومئذ ابن صياد يحتلم فلم يشعر بشيء حتى ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - ظهره بيده ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أتشهد أني رسول الله؟» - صلى الله عليه وسلم - فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين فقال: ابن صياد للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أتشهد أنى رسول الله؟ قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - «آمنت بالله ورسله»، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ماذا ترى؟» قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب([63]) قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خلط عليك الأمر»([64]) قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إني قد خبأت لك خبيئًا»([65]) قال ابن صياد: هو الدُّخّ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اخسأ([66]) فلن تعدو قدرك»([67]) قال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله».

(خ و م و د و ت)

(صحيح)

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن صائد: «قد خبأت لك خبيئًا فما هو؟» قال: الدخ. قال: «اخسأ».

(خ)

(صحيح)

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه أبي بن كعب قبل ابن صياد فحدث به في نخل فلما دخل عليه رسول الله النخل طفق يتقي بجذوع النخل وابن صياد في قطيفة له فيها رمرمة([68]) فرأت أم صياد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا صاف هذا محمد فوثب ابن صياد فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لو تركته بيّن»([69]).

(خت و م)

(صحيح لغيره)

عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن صائد: «ما تربة الجنة؟» قال: درمكة([70]) بيضاء مسك يا أبا القاسم قال: «صدقت».

(م)

(صحيح)


الصحابة القائلون بأن ابن صياد هو الدجال

عمر بن الخطاب وجابر بن عبد الله y

عن محمد بن المنكدر قال: رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن صياد الدجال قلت: تحلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم ينكره النبي - صلى الله عليه وسلم -.

(خ و م و د)

(صحيح)

ابن عمر رضي الله عنهما

عن نافع قال: كان ابن عمر يقول: والله ما أشك أن المسيح الدجال ابن صياد.

(د)

(حسن)

ابن مسعود - رضي الله عنه -

عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله بن مسعود: لأن أحلف بالله تسعًا أن ابن صائد هو الدجال أحب إليّ من أن أحلف واحدة، ولأن أحلف تسعة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل قتلا أحب إليّ من أن أحلف واحدة وذلك بأن الله اتخذه نبيًا وجعله شهيدًا([71]).

(يع و طب)

(صحيح)

ابن صياد لا يكره أن يكون هو الدجال

عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال لي ابن صائد وأخذتني منه ذمامة – هذا عذرت الناس ما لي ولكم؟ يا أصحاب محمد! ألم يقل نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنه يهودي» وقد أسلمت([72]) قال: «ولا يولد له» وقد ولد لي وقال: «إن الله قد حرم عليه مكة» وقد حججت قال: فما زال حتى كاد أن يأخذ في قوله قال: فقال له: أما والله إني أعلم الآن حيث هو وأعرف أباه وأمه، قال: وقيل له: أيسرك أنك ذاك الرجل؟ قال: فقال لو عرض علي ما كرهت.

(م)

(صحيح)

ابن صياد يزعم أنه يعرف مولد الدجال ومكانه

عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: صحبت ابن صائد إلى مكة فقال لي: أما قد لقيت من الناس يزعمون أني الدجال، ألست سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول «إنه لا يولد له؟» قلت بلى. قال: فقد ولد لي، أو ليس سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخل المدينة ولا مكة»؟ قلت: بلى. قال: فقد ولدت بالمدينة وهذا أنا أريد مكة قال، ثم قال في آخر قوله: إني لأعلم مولده ومكانه وأين هو قال: فلبسني([73])».

(م)

(صحيح)

عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: خرجنا حجاجًا أو عمارًا ومعنا ابن صائد قال: فنزلنا منزلاً فتفرق الناس وبقيت أنا وهو فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه قال: وجاء بمتاعه فوضعه مع متاعي فقلت: إن الحر شديد فلو وضعته تحت تلك الشجرة قال: ففعل قال: فرفعت لنا غنم فانطلق فجاء بعس فقال: اشرب أبا سعيد فقلت: إن الحر شديد واللبن حار ما بي إلا أني أكره أن أشرب عن يده، أو قال: آخذ عن يده – فقال أبا سعيد: لقد هممت أن آخذ حبلاً فأعلقه بشجرة ثم أختنق مما يقول لي الناس يا أبا سعيد، من خفى عليه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما خفى عليكم معشر الأنصار ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «هو كافر»؟ وأنا مسلم؟ أو ليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «هو عقيم لا يولد له» وقد تركت ولدي بالمدينة؟ أو ليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لا يدخل المدينة ولا مكة» وقد أقبلت من المدينة وأنا أريد مكة قال أبو سعيد الخدري حتى كدت أن أعذره ثم قال: أما والله إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن، قال: قلت: تبًا لك سائر اليوم».

(م)

(صحيح)

ومن دجل ابن صياد

عن نافع قال: كان نافع يقول: ابن صياد قال: قال ابن عمر: لقيته مرتين قال: فلقيته فقلت لبعضهم: هل تحدثون أنه هو؟ قال: لا والله! قال: قلت: كذبتني والله! لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثرهم مالاً وولدًا، فكذلك هو زعموا اليوم قال: فتحدثنا ثم فارقته قال: فلقيته لقية أخرى وقد نفرت([74]) عينه قال: فقلت: متى فعلت عينك ما أرى؟ قال: لا أدري. قال: قلت: لا تدري وهي في رأسك؟ قال إن شاء الله خلقها في عصاك هذه. قال فنخر كأشد نخير حمار سمعت. قال: فزعم بعض أصحابي أنِّي ضربته بعصًا كانت معي حتى تكسرت، وأما أنا فوالله ما شعرت. قال: وجاء حتى دخل على أم المؤمنين فحدثها فقالت ما تريد إليه ألم تعلم أنه قد قال([75]) «إن أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه»؟.

(م)

(صحيح)


متى فقد ابن صياد

عن جابر - رضي الله عنه - قال: فقدنا ابن صياد يوم الحرة([76]).

(د)

(صحح إسناده الحافظ ابن حجر)

بعض أقوال أهل العلم في ابن صياد

قال الخطابي رحمه الله: (معالم السنن مع أبي داود تحقيق الدعاس 4/503): وقد اختلف الناس في ابن صياد اختلافًا شديدًا وأشكل أمره حتى قيل فيه كل قول، وقد يسأل عن هذا فيقال: كيف يقر النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يدعي النبوة كاذبًا، ويتركه بالمدينة يساكنه في داره ويجاوره فيها وما معنى ذلك؟ وما وجه امتحانه إياه بما خبأه له من أنه الدخان؟ وقوله بعد ذلك: اخسأ فلن تعدو قدرك؟ والذي عندي: أن هذه القصة إنما جرت معه أيام مهادنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليهود وحلفائهم، وذلك أنه بعد مَقْدمه المدينة كتب بينه وبين اليهود كتابًا صالحهم فيه على أن لا يهاجوا وأن يتركوا على أمرهم وكان ابن صياد منهم أو دخيلاً في جملتهم، وكان يبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبره وما يدعيه من الكهانة، ويتعاطاه من الغيب فامتحنه - صلى الله عليه وسلم - بذلك ليزور به أمره ويخبر به شأنه، فلما كلمه علم أنه مبطل وأنه من جملة السحرة أو الكهنة، أو ممن يأتيه رَئِيّ من الجن أو يتعاهده شيطان فيلقى على لسانه بعض ما يتكلم به، فلما سمع منه قوله الدخ زبره فقال: «اخسأ فلن تعدو قدرك» يريد أن ذلك شيء اطلع عليه الشيطان فألقاه إليه وأجراه على لسانه وليس ذلك من قبل الوحي السماوي، إذ لم يكن له قدر الأنبياء الذين أوحى الله إليهم من علم الغيب، ولا درجة الأولياء الذين يلهمون العلم، فيصيبون بنور قلوبهم وإنما كانت له تارات يصيب في بعضها ويخطئ في بعض، وذلك معنى قوله (يأتيني صادق وكاذب) فقال له عند ذلك: «قد خلط عليك» والجملة أنه كان فتنة قد امتحن الله به عباده المؤمنين ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة، وقد امتحن قوم موسى - عليه السلام - في زمانه بالعجل فافتتن به قوم وهلكوا ونجا من هداه الله وعصمه منهم وقد اختلفت الروايات في أمره وما كان من شأنه بعد كبره، فروى أنه قد تاب عن ذلك القول ثم إنه مات بالمدينة، وأنهم لما أرادوا الصلاة عليه كشفوا عن وجهه حتى رآه الناس وقيل لهم اشهدوا.

(قلت: لم نقف على هذا السياق الأخير في حديث مسند صحيح). ثم قال الخطابي رحمه الله: وروي عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه قال: شتمت ابن صياد فقال ألم تسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يدخل الدجال مكة» وقد حججت معك، وقال: «لا يولد له» وقد ولد لي.

وكان ابن عمر وجابر بن عبد الله y - فيما روي عنهما – يحلفان أن ابن صياد هو الدجال لا يشكان فيه، فقيل لجابر: إنه أسلم، فقال: وإن أسلم، فقيل له إنه دخل مكة، وكان بالمدينة قال: وإن دخل.

وقد روي عن جابر أنه قال: فقدنا ابن صياد يوم الحرة. قلت: وهذا خلاف رواية من روى أنه مات بالمدينة والله أعلم (خطابي).

قال النووي رحمه الله:

باب ذكر ابن صياد

يقال له ابن صياد وابن صائد وسُمّى بهما في هذه الأحاديث، واسمه صاف.

قال العلماء: وقصته مشكلة، وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره؟! ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة، قال العلماء: وظاهر الأحاديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يوح إليه بأنه المسيح الدجال ولا غيره، وإنما أُوحِي إليه بصفات الدجال، وكان في ابن صياد قرائن محتملة فلذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره، ولهذا قال لعمر - رضي الله عنه -: «إن يكن هو فلن تستطيع قتله»، وأما احتجاجه هو (أي ابن صياد) بأنه مسلم والدجال كافر، وبأنه لا يولد للدجال، وقد ولد له هو، وألا يدخل مكة والمدينة وأن ابن صياد دخل المدينة وهو متوجه إلى مكة فلا دلالة له فيه لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أخبر عن صفاته وقت فتنته وخروجه في الأرض.

ومن اشتباه قصته وكونه أحد الدجاجلة الكذابين قوله للنبي - صلى الله عليه وسلم - (أتشهد أني رسول الله؟)، ودعواه أنه يأتيه صادق وكاذب وأنه يرى عرشًا فوق الماء، وأنه لا يكره أن يكون هو الدجال، وأنه يعرف موضعه، وقوله: إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن، وانتفاخه حتى ملأ السكة.

وأما إظهار الإسلام وحجه وجهاده وإقلاعه عما كان عليه فليس بصريح في أنه غير الدجال.... ثم قال النووي رحمه الله:

قال البيهقي في كتابه البعث والنشور: اختلف الناس في أمر ابن صياد اختلافًا كثيرًا هل هو الدجال؟ قال: ومن ذهب إلى أنه غيره احتج بحديث تميم الداري في قصة الجساسة، الذي ذكره مسلم – قال ويجوز أن توافق صفة ابن صياد صفة الدجال كما ثبت في الصحيح أنه أشبه الناس بالدجال عبد العزى بن قطن، وليس كما قال، وكان أمر ابن صياد فتنة ابتلى الله تعالى بها عباده فعصم الله تعالى منها المسلمين ووقاهم شرها.

قال: ليس في حديث جابر أكثر من سكوت النبي - صلى الله عليه وسلم - لقول عمر فيحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - كان كالمتوقف في أمره ثم جاءه البيان أنه غيره كما صرح به في حديث تميم. هذا كلام البيهقي، وقد اختار أنه غيره وقد قدمنا أنه صح عن عمر وعن ابن عمر وجابر y أنه الدجال والله أعلم.

فإن قيل: كيف لم يقتله النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أنه ادعى بحضرته النبوة؟

فالجواب: من وجهين ذكرهما البيهقي وغيره: «أحدهما»: أنه كان غير بالغ واختار القاضي عياض هذا الجواب.

«الثاني»: أنه كان في أيام مهادنة اليهود وحلفائهم. وجزم الخطابي في معالم السنن بهذا الجواب الثاني. ثم أورد بعض كلام الخطابي الذي قدمنا ذكره.


حديث الجساسة

عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت.... فصليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال: «ليلزم كل إنسان مصلاه». ثم قال: «أتدرون لم جمعتكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميمًا الداري كان رجلاً نصرانيًا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثًا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال؛ حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجل من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرًا في البحر ثم أرفؤوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أقرُب([77]) السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب([78]) كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقالوا: ويلك من أنت؟ فقالت: أنا الجساسة، قالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق. قال: لما سمّت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانة قال: فانطلقنا سراعًا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقًا وأشد وثاقًا، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد. قلنا: ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم؟ قالوا: نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرًا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر. فقلنا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة؟ قلنا: وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق. فأقبلنا إليك سراعًا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة فقال: أخبروني عن نخل بيسان قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا له: نعم. قال: أما إنه يوشك أن لا تثمر. قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء، قالوا: هي كثيرة الماء. قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب، قال: أخبروني عن عين زغر([79]) قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها. قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب، قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم. قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه. قال لهم: قد كان ذلك. قلنا: نعم، قال: أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني، إني أنا المسيح وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة([80]) فهما محرمتان عليّ كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدًا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتًا([81]) يصدني عنها وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها». قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطعن بمخصرته في المنبر: «هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة – يعني المدينة – ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟» فقال الناس: نعم. «فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو([82]) من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو» وأومأ بيده إلى المشرق قالت: فحفظت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

(م و د و ت و جه و ن)

(صحيح)


الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للكائنات وبعد:

فبهذا القدر تنتهي هذه الرسالة الخاصة بأخبار الدجال وصفاته أعاذنا الله منه ومن كل دجال فلا يقتصر الدجال على الدجال الذي بين يدي الساعة بل ثم دجاجلة آخرون([83])، وإن كان هو أعظمهم فتنة وشرهم مسلكًا وأخبثهم مذهبًا عصمنا الله من شره ومن شرهم وحفظ سائر المسلمين.

ونسأل الله أن ينفعنا والمسلمين بهذه الرسالة وأن يرفع راية الإسلام والمسلمين عالية خفاقة وأن يعيد للمسلمين مجدهم وهمتهم وينصرهم على من عاداهم كما نسأله سبحانه أن يوحد كلمتهم ويجمع شملهم ويفرج كربهم ويأخذ بأيديهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور.

كما نسأله سبحانه أن يجعل هذا العمل المتواضع في ميزان حسناتنا يوم نلقاه وأن يخلص أعمالنا دومًا لوجهه الكريم ويتقبلها منا ومن المسلمين بقبول حسن. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم سبحانك اللهم بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

كتبه

أبو عبد الله مصطفى العدوي

رمضان سنة 1412هـ



([1]) وقد ثبت من طرق متعددة أن رسول الله ﷺ‬ قال: «إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب...».

([2]) تقوم بنشره دار الهجرة بالثقبة بالمملكة العربية السعودية.

([3]) في رواية لمسلم مكتوب بين عينيه ك ف ر، وفي أخرى الدجال ممسوح العين مكتوب بين عينيه كافر ثم تهجاها ك ف ر يقرؤه كل مسلم.

([4]) المعنى – والله أعلم – اجتهدوا في الأعمال واسبقوا بها قبل أن تأتي عليكم هذه الستة أو أحدها.

([5]) هي الدابة التي تكلم الناس وهي الواردة في قوله تعالى: }وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ{.

([6]) خاصة أحدكم قال بعض أهل العلم: هو الموت.

([7]) أمر العامة فسرها بعض أهل العلم بالقيامة.

([8]) الأفحج هو بعيد ما بين الساقين، وقيل تباعد ما بين الفخذين وقيل تباعد ما بين الرجلين، وقيل هو الذي إذا مشى باعد بين رجليه.

([9]) قال الخطابي: الجحراء هي التي قد انخسفت فبقى مكانها غائر كالجحر، يقول: إن عينه سادة لمكانها مطموسة، أي ممسوحة ليست بناتئة ولا منخسفة.

([10]) في حديث ابن عمر المتفق عليه أن الدجال أعور العين اليمنى وقد رجحها بعض أهل العلم وجمع آخرون بين الروايتين بما حاصلها أن كلتا عيني الدجال معيبة فإحداهما معيبة بذهابها أصلاً والأخرى بعيبها. ولمزيد انظر كتابنا (الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة).

([11]) جفال الشعر أي كثير الشعر.

([12]) أي كان جالسًا وسط الناس.

([13]) طافية أي بارزة.

([14]) آدم أي أسمر.

([15]) رجل الشعر أي مرجله قد سرحه ودهنه.

([16]) القطط شديد جعودة الشعر.

([17]) الدجال محرم عليه دخول مكة والمدينة لكن قد حمل بعض أهل العلم ما ورد في هذا الحديث على أن ذلك قبل خروجه أو على أن ذلك رؤيا منامية لا يلزم تحققها، والأول أولى والله أعلم.

([18]) وانظر جملة الأحاديث المتقدمة.

([19]) (خفض) بتشديد الفاء أي حقر، و (رفع) أي عظمه وفخمه فمن تحقيره وهوانه على الله تعالى عوره، ومنه قول النبي ﷺ‬: «هو أهون على الله من ذلك» وأنه لا يقدر على قتل أحد إلا ذلك الرجل ثم يعجز عنه وأنه يضمحل أمره ويقتل بعد ذلك هو وأتباعه، ومن تفخيمه وتعظيم فتنته والمحنة به هذه الأمور الخارقة للعادة وأنه ما من نبي إلا وقد أنذره قومه. هذا قول، والقول الثاني: أنه - عليه السلام - خفض من صوته في حال الكثرة فيما تكلم فيه فخفض بعد طول الكلام والتعب ليستريح ثم رفع ليبلغ صوته كل أحد. قاله النووي رحمه الله.

([20]) معناه والله أعلم أن الأشياء التي أخافها على أمتي أحقها بأن يخاف الدجال وثم أقوال أخر انظرها في الصحيح المسند من أحاديث الفتن.

([21]) يعني في طريق بين الشام والعراق.

([22]) عاث: العيث أشد الفساد.

([23]) معناه – والله أعلم – إذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون بينه وبين الظهر كل يوم فصلوا الظهر ثم إذا مضى بعده قدر ما يكون بينها وبين العصر فصلوا العصر..

([24]) تروح أي ترجع والسارحة هي الماشية التي تسرح أي تذهب أول النهار إلى المرعى، وأما (الذرى) فبضم الذال المعجمة وهي الأعالي والأسنمة جمع ذروة بضم الذال وكسرها وقوله (وأسبغه) أي أطوله لكثرة اللبن، وكذلك أمده خواصر لكثرة امتلائها.

([25]) يعاسيب النخل ذكور النخل.

([26]) جزليتن أي قطعتين، ومعنى رمية الغرض أنه يجعل بين الجزلتين مقدار رميته.

([27]) مهرودتان معناه لابس ثوبين مهرودتين أي مصبوغين بورس ثم بزعفران وقيل هما شقتان والشقة نصف الملاءة.

([28]) جمان: حبات من الفضة تصنع على هيئة اللؤلؤ الكبار، والمراد يتحدر منه الماء على هيئة اللؤلؤ في صفائه فسمى الماء جمانًا لشبهه في الصفاء.

([29]) أي قد عصمهم الله من الدجال.

([30]) لا يدان أي لا قدرة ولا طاقة.

([31]) في رواية لمسلم بعد قوله ماء... ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر وهو جبل بيت المقدس فيقولون لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء (أي بسهامهم) فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دمًا. (والخمر هو الشجر الملتف الذي يستر من فيه وقد فسر جبل الخمر بأنه بيت المقدس قاله النووي).

([32]) أي يدعو الله عز وجل.

([33]) هو دود يكون في أنوف الإبل والغنم.

([34]) فرسى: أي قتلى.

([35]) الزهم والنتن أي الدسم والرائحة الكريهة.

([36]) أي لا يمنع من نزول المطر بيت المدر وهو الطين الصلب. ولا وبر وهو الخيام المصنوعة من وبر الأنعام.

([37]) الزلفة بالفاء قيل فيها كالمرآة، وفيها أقوال أخر.

([38]) القحفة هي مقعر القشر، شبهها بقحف الرأس وهو الذي فوق الدماغ، وقيل ما انفلق من جمجمته وانفصل.

([39]) اللقحة القريبة العهد بالولادة، واللقوح ذات اللبن وجمعها لقاح.

([40]) الفئام الجماعة الكثيرة من الناس.

([41]) الفخذ الجماعة من الأقارب وهم دون البطن والبطن دون القبيلة.

([42]) يتهارجون تهارج الحمر أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير ولا يكترثون لذلك.

([43]) قال النووي رحمه الله: قال القاضي: معناه هو أهون على الله من أن يجعل ما خلقه الله تعالى على يده مضلاً للمؤمنين ومشككًا لقلوبهم، بل إنما جعله له ليزداد الذين آمنوا إيمانًا ويثبت الحجة على الكافرين والمنافقين ونحوهم، وليس معناه أنه ليس معه شيء من ذلك.

([44]) الأنقاب المداخل.

([45]) يشبّح: أي يمد على بطنه.

([46]) الشج: الجرح في الرأس والوجه.

([47]) فيؤشر قال النووي رحمه الله: قال العلماء: والمئشار بهمزة بعد الميم هو الأفصح ويجوز المنشار.

([48]) الترقوة هي العظمة التي بين ثغرة النحر والعاتق.

([49]) في رواية هم أشد الناس قتالاً في الملاحم، والجمع ممكن بأن يقال إن قتال الدجال من أكبر الملاحم.

([50]) الطيالسة: نوع من أنواع الثياب.

([51]) وانظر ما قد تقدم عن جنادة بن أبي أمية.

([52]) كبد جبل: أي وسط الجبل.

([53]) قال النووي: قال العلماء: معناه يكونون في سرعتهم إلى الشرور وقضاء الشهوات والفساد كطيران الطير وفي العدوان وظلم بعضهم بعضًا في أخلاق السباع العادية.

([54]) أي أن الله يدر عليهم الرزق بوفرة.

([55]) الليت صفحة العنق، وأصغى معناها أمال أي أمال صفحة عنقه (يعني أنه يموت).

([56]) أي يصلحه ويطينه.

([57]) قال النووي: قال العلماء: الأصح الطل بالطاء بالمهملة وهو الموافق للحديث الآخر أنه كمنى الرجال.

([58]) هناك رواية أخرى (من آخر سورة الكهف) وثالثة (من سورة الكهف).

([59]) في اللسان وفي الحديث في صفة الدجال رأسه حبك حبك أي شعر رأسه منكسر من الجعودة مثل الماء الساكن أو الرمل إذا هبت عليهما الريح فيتجعدان ويصيران طرائق. وفي رواية أخرى محبك الشعر بمعناه.

([60]) في رواية لأحمد: ونعوذ بالله منك فلا سبيل له عليه.

([61]) في رواية إذا فرغ أحدكم من التشهد ولم يذكر الآخر، ورواية من زاد الآخر فيها فائدة ألا وهي أن التشهد الأوسط دونه في الطول، ولذلك شواهد أخر ليس هذا مكان بسطها.

([62]) وانظر حديث النواس بن سمعان في باب عظم فتنة الدجال.

([63]) أي يأتيه الشيطان بما يسترقه من السمع فيصدق فيه ويأتيه مع ذلك بالكذب فيكذب عليه والله أعلم.

([64]) أي: ليس عليك الحق الذي يسترقه الشيطان بالباطل الذي هو كذب إبليس والله أعلم.

([65]) في رواية لأحمد بإسناد صحيح: إني قد خبأت لك خبيئًا وخبأ له يوم تأتي السماء بدخان مبين، ففيها تصريح بأن الذي خبأ له هو سورة الدخان.

([66]) اخسأ أي: اسكت صاغرًا مطرودًا.

([67]) فلن تعدو قدرك أي لن تجاوز ما قدر الله فيك.

([68]) في رواية زمزمة بالزاي. وفي أخرى رمرمة بالراء. قال النووي: وهو صوت خفي لا يكاد يفهم أو لا يفهم.

([69]) أي أظهر لنا من حاله ما نطلع به على حقيقته والضمير لأم ابن صياد أي لو لم تعلمه بمجيئنا لتمادى على ما كان فيه فسمعنا ما يستكشف به أمره.

([70]) قال النووي رحمه الله: قال العلماء: معناه أنها في البياض درمكة وفي الطيب مسك، والدرمك هو الدقيق الحواري الخالص البياض.

([71]) يعني والله أعلم أن رسول الله ﷺ‬ مات بأثر السم الذي وضعته له اليهودية...

([72]) كل هذا لا ينفى عنه كونه الدجال لأنه كذاب فيما يدعيه، وباقي الشبه أجاب عليها الحافظ في الفتح.

([73]) أي جعلني ألتبس في أمره.

([74]) نفرت أي ورمت ونتأت.

([75]) القائل هو رسول الله ﷺ‬ كما في رواية أخرى لمسلم

([76]) هو اليوم الذي دخل فيه أهل الشام – في عهد يزيد بن معاوية – المدينة فعاثوا فيها فسادًا وسفكوا بها الدماء واستحلوا حرماتها وحرمات أهلها.

([77]) أقرب جمع قارب وهي القوارب الجانبية التي تكون للسفينة الكبيرة.

([78]) الأهلب غليظ الشعر كثيره.

([79]) قال النووي: هي بلدة معروفة في الجانب القبلي من الشام.

([80]) طيبة هي المدينة.

([81]) صلتا أي: مسلولاً.

([82]) قال النووي رحمه الله: قال القاضي: (ما هو) زائدة صلة للكلام وليست بنافية، والمراد إثبات أنه في جهات المشرق.

تمسك بعض أهل العلم بحديث تميم هذا وبناء عليه قالوا إن الدجال غير ابن صياد.

فقال البيهقي (كما نقل عنه الحافظ في الفتح 13/326): وبه تمسك من جزم بأن الدجال غير ابن صياد وطريق أصح وتكون الصفة التي في ابن صياد وافقت ما في الدجال.

وقال البيهقي أيضًا: فيه أن الدجال الذي يخرج في آخر الزمان غير ابن صياد وكان ابن صياد أحد الدجالين الكذابين الذين أخبر النبي ﷺ‬ بخروجهم وقد خرج أكثرهم، وكأن الذين يجزمون بابن صياد هو الدجال لم يسمعوا بقصة تميم، وإلا فالجمع بينهما بعيد جدًا؛ إذ كيف يلتئم أن يكون من كان في أثناء الحياة النبوية شبه المحتلم ويجتمع به النبي ﷺ‬ ويسأله أن يكون في آخرها شيخًا كبيرًا (قال البيهقي هذا الأخير بناء على رواية عنده فيها أنه أي في حديث تميم) شيخ، وقال الحافظ سندها صحيح مسجونًا في جزيرة من جزائر موثقا بالحديد يستفهم عن خبر النبي ﷺ‬ هل خرج أو لا؟ فالأولى أن يحمل على عدم الاطلاع، وأما عمر فيحتمل أن يكون ذلك منه قبل أن يسمع قصة تميم، ثم لما سمعها لما يعد إلى الحلف المذكور، وأما جابر (أورده الحافظ في الفتح (13/327) ما يرد به على من زعم أن جابرًا لم يعلم بقصة تميم) فشهد حلفه عند النبي ﷺ‬ فاستصحب ما كان اطلع عليه من عمر بحضرة النبي ﷺ‬.

وقال الحافظ في الفتح (13/328): وأقرب ما يجمع به بين ما تضمنه حديث تميم، وكون ابن صياد هو الدجال؛ أن الدجال بعينه هو الذي شاهده تميم موثقًا، وأن ابن صياد شيطان تبدى في صورة الدجال في تلك المدة إلى أن توجه إلى أصبهان فاستتر مع قرينه إلى أن تجيء المدة التي قدر الله تعالى خروجه فيها. ولشدة التباس الأمر في ذلك سلك البخاري مسلك الترجيح فاقتصر على حديث جابر عن عمر في ابن صياد، ولم يخرج حديث فاطمة بنت قيس في قصة تميم.

([83]) وقد قال - عليه السلام - سيكون بعدي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي...