×
لا تكن منهم: رسالةٌ يُحذِّر فيها الكاتب من تشبُّه المسلمين بغيرهم من أهل المِلَل الأخرى، ويُبيِّن أن ديننا الحنيفَ جاء بإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد - سبحانه وتعالى -، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ولم يجعل تبعيَّة المسلمين لأحدٍ من الناس؛ بل يكونوا أتباعًا لكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

 لا تكن منهم

عبد العزيز بن حمد المحيميد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على نعمة الإسلام والصلاة والسلام على من حذر أمته من مشابهة أعداء الإسلام وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان.

وبعد:

فقد عمت البلوى في هذا الزمن بالتشبه بأعداء الإسلام وأصبح هذا المنكر العظيم مألوفًا عند بعض الناس وفي حكم المباح والعياذ بالله وقد جاءت النصوص الصريحة الصحيحة بتحريمه وذمه وصنف العلماء فيه المصنفات، قال الشيخ المحقق محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله: «وهذه المسألة – أي مسألة تشبه المسلم بالكافر – وأدلتها ظاهرة جلية وقد صنفت المصنفات الكثيرة في خصوص هذه المسألة وفروعها وأدلتها وذكر الأسباب والعلل التي منع من أجلها التشبه بهم ولا شك أن الدين الإسلامي هو الدين الكامل التام الذي جاء بأحسن الأخلاق وأرقى النظم والتعليمات فلم يعد حاجة معه إلى غيره فما قرع الأسماع من لدن ذرأ الله البشر دين أكمل منه ولا أتم، فكل ما دعا إليه من أخلاق ومعاملات فهي النهاية في الحسن والكمال والعدل }الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا{ [المائدة: 3] ولتمامه وكماله وملاءمته لكل زمان ومكان وعدم حاجة البشر معه إلى غيره نسخت شريعته سائر الشرائع فهو الدين الباقي الخالد إلى أوان خراب هذا العالم وانتهاء أمده وقيام الساعة، إن الأمة التي اعتنقته وعملت بجميع تعاليمه وطبقته تطبيقًا تامًا في أقوالها وأفعالها واعتقاداتها سعدت أكمل سعادة ورقت أعلى رتبه في المجد، ووصلت إلى جميع ما تصبوا إليه وانتصرت انتصارًا باهرًا بلغ حدود المعجزات فأقر؛ التاريخ أنهم مع قلة عددهم وعدتهم ملكوا الدنيا في ربع قرن مع كثرة عدوهم ووفرة ما لديه من عدد وعدة وهذا مصداق قوله تعالى: }لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ{ [الفتح: 28]. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

وقال أيضًا: «واعلم أن التشبه بالكفار يكون بمجرد عمل ما يعملون قصد المشابهة أم لا».

قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله: «وقد نهى النبي ﷺ‬ عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها معللاً ذلك النهي بأنها تطلع وتغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار ومعلوم أن المؤمن لا يقصد السجود إلا لله وأكثر الناس قد لا يعلمون أن طلوعها وغروبها بين قرني شيطان ولا أن الكفار يسجدون لها ثم أن النبي ﷺ‬ نهى عن الصلاة في ذلك حسمًا لمادة المشابهة من كل طريق». انتهى كلامه.

وسنذكر في هذه العجالة صورًا من مشابهة أعداء الإسلام لشدة الحاجة إلى بيانها، ولعظم البلوى بها فمن ذلك أي:


 من صور التشبه بأعداء الإسلام

حلق اللحى أو قصها وتطويل الشوارب فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ‬ قال: «خالفوا المشركين وفروا اللحى واحفوا الشوارب» [رواه البخاري ومسلم] وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله ﷺ‬: «جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس» [رواه مسلم]. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وصريحة بالنهي عن التشبه بأعداء الإسلام.

وذلك أن التشبه بأعداء الإسلام من أعظم المحرمات وأشد المنكرات ففي المسند وسنن أبي داود وغيرهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ‬: «من تشبه بقوم فهو منهم»، قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: إسناده جيد. وقال ابن حجر العسقلاني: إسناده حسن.

قال شيخ الإسلام: «وقد احتج الإمام أحمد بهذا الحديث قال وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله: }وَمَنْ يَتَوَلهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ{ [المائدة: 51]، وقال أيضًا التشبه بالكفار منهي عنه بالإجماع. وقال أيضًا: التشبه بهم في الظاهر يوجب محبتهم في الباطن». انتهى.

وقال الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله في سياق كلامه على التشبه بأعداء الإسلام-: «فمن ذلك حلق اللحى وإعفاء الشوارب ولا شك في قبح ذلك وتحريمه وإنما يستحسنه منكوس القلب فاسد الفطرة قليل المبالاة بأوامر الدين ونواهيه وهذا من تسويل الشيطان وتحسنيه القبيح }أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا{ [فاطر: 8] والأدلة كما قلنا قد صرحت بتحريم ذلك بعلة أنه تشبه باليهود والمجوس فمن فعل ذلك فقد اختار زي اليهود والمجوس على زي محمد بن عبد الله ﷺ‬ وأصحابه رضوان الله عليهم، وقد ذكر ابن حزم: أن إعفاء اللحية وقص الشارب فرض. ثم ساق حديث ابن عمر وحديث أبي هريرة وحديث زبد بن أرقم أن النبي ﷺ‬ قال: «من لم يأخذ من شاربه فليس منا» (رواه ابن ماجه). انتهى كلامه رحمه الله.

وقال أبو شامة: «وقد حدث قوم يحلقون لحاهم وهو أشد مما نقل عن المجوس من أنهم كانوا يقصونها». انتهى.

فتبين من هذه الأدلة وكلام أهل العلم تحريم حلق اللحية أو قصها وتوفير الشوارب وأن ذلك من مشابهة أعداء الإسلام والعياذ بالله، وقد اشتدت عناية الإسلام في أمر اللحية؛ حتى ذكر العلماء أن في اللحية إذا أزيلت بالكلية ولم تعد الدية كاملة فالله المستعان، وكفى شرفًا للمسلم أن يتأسى بأشرف شخصية مشت على سطح الأرض شخصية محمد بن عبد الله ﷺ‬ فقد كان كث اللحية، فعن جابر t قال: «كان رسول الله ﷺ‬ كثير شعر اللحية» رواه مسلم، وعن أنس t أن لحيته قد ملأت من هاهنا وأمرَّ يده على عارضه، وقد كرم الله ابن آدم باللحية قال تعالى: }وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ{ [الإسراء: 70] قال البغوي رحمه الله: قيل: الرجال باللحى والنساء بالذوائب. ومن المعلوم أن عدم وجود اللحية نقص كما ذكر عن شريح القاضي أنه قال: «وددت أن لي لحية بعشرة آلاف درهم». ولما وصف بعض بني تميم الأحنف بن قيس قالوا: «وددنا أنا اشترينا للأحنف لحية بعشرين ألف درهم، فلم يذكروا حنفه ولا عوره وذكروا كراهية عدم اللحية؛ لأن من لا لحية له يرى عند العقلاء ناقصًا وكان الأحنف عاقلاً حليمًا ولم يلاحظ عليه قومه إلا عدم وجود اللحية فالله المستعان ومع الأسف الشديد أن أكثر الناس لا يقيم للحية وزنًا بل وصل الحد ببعضهم أنه يقول للحلاق عند نهاية حلقا (شكرًا) ويعطيه مبلغًا من المال.

نعوذ بالله من عمى البصيرة وانتكاس القلب }فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ{ [الحج: 46]، }أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا{ [فاطر: 8]، ويزيد القلب حرقة والأمر كربة أن بعض الناس يختم شهر الصوم بحلق لحيته، فبدلاً من أن يلجأ إلى الله في قبول صومه وصلاته يذهب إلى الحلاق يحلق لحيته نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، فاتق الله أيها المسلم واستحي من نظر الإله إليك واحذر من نقمته وسطوته وتب إليه توبة نصوحًا، وتذكر إحسانه إليك وإنعامه عليك، فهو الذي خلقك ورزقك وهو الذي آواك ونصرك، وهو الذي سترك وحفظك، ألم يهدك للإسلام ويؤمنك في الأوطان؟ ألم يعافك من الأسقام؟ فكم صرف عنك من نقمة، وكم منحك من نعمة، وكم ستر عليك من زلة، وكم كبت عنك عدوًا! فكيف يليق بك مع هذا كله أن تقابل إحسانه بالإساءة، ومعروفه بالكفر والوقاحة ؟ فقف مع نفسك لحظات قليلة، وفكر في أمرك وتذكر حالك عندما تمر بك كربة، وتنزل بك حاجة، وتحل بساحتك شدة، ألست تفزع إلى مجيب الدعوات؟ ألست تفزع إلى قيوم الأرض والسماوات ؟ ألست ترفع طرفك إلى الرحيم الرحمن ؟ ألست تنكسر بين يدي ذي الجلال والإكرام ؟!

فما أسرع تغييرك وما أشد لؤمك،  فاستغفر الله -رحمك الله- وتب إليه قبل هجوم هادم اللذات ومفرق الجماعات، ولا تغتر بإمهال الله لك، وتوسيعه عليك، واحذر من قرناء السوء فهم أعوان إبليس وإخوان الرخاء، فما أسرع نكبتهم وما أشد عداوتهم، أسأل الله أن يمن عليك بالتوبة النصوح والعمل الصالح.

وبالمناسبة فأحب أن أنبه على أن دعوى بعض الناس جواز أخذ ما زاد على القبضة دعوى مجردة عن الدليل ومُدعيها قد لجأ إلى آثار بعضها غير صحيح وبعضها غير صريح (وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل) سبحان الله أحاديث الرسول صحيحة صريحة ومع ذلك يلجؤون إلى متشابه القول وفتح وسائل الانزلاق نسأل الله العافية.

وقد غضب ترجمان القرآن - عبد الله بن عباس رضي الله عنهما - على من عارض السنة برأي أبي بكر وعمر فقال: «يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله ﷺ‬، وتقولون قال أبو بكر وعمر» فما بالك بمن عارض السنة برأي من هو دونهم.

وقد أفتى العلامة المحقق الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بتحريم حلق اللحية مطلقًا ورد دعوة جواز أخذ ما زاد عن القبضة فرحمه الله، وليعلم من زل لسانه وضل فهمه وأخطأ رشده أن القول على الله بلا علم من أعظم المحرمات، وقد جعل الله مرتبته فوق الشرك به، والفتوى إنما هي توقيع عن الرحمن بالتحليل أو التحريم ولشدة الأمر عند السلف لم يُفت مالك بن أنس إمام المدينة رحمه الله حتى شهد له سبعون من أهل العلم، وقد كان السلف يحرصون على سد الذرائع ويقولون: إن ذلك أصل من أصول الدين. وممن قال ذلك الشيخ العلامة المحقق عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله، فالله المستعان.

ومن صور التشبه بأعداء الإسلام:

انتشار ما يسمى بالبرنيطة، ويقال لها القبعة، والتي ولع بها أكثر شباب المسلمين وافتتنوا بها، وقد سئل الشيخ المحقق محمد بن إبراهيم رحمه الله عن حكمها فأجاب بما نصه: (وأما البرنيطة فلا يجوز لبسها لأنها من ألبسة الكفار وزيهم الخاص ففي لبسها تشبه بهم، والتشبه بالكفار محرم والأدلة على ذلك كثيرة منها ما رواه الإمام أحمد وأبو داود من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ‬ قال: «ومن تشبه بقوم فهو منهم» قال الإمام أحمد: إسناده جيد. قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية: «فأقل أحوال هذا الحديث أنه يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المشتبهين بهم كما قال الله تعالى: }وَمَنْ يَتَوَلهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ{». انتهى.

وقال الشيخ حمود التويجري رحمه الله: «ومن التشبه بأعداء الله تعالى لبس البرنيطة التي هي من لباس الإفرنج ومن شابههم من أمم الكفر والضلال، وتسمى القبعة وقد افتتن بلبسها كثير من المنتسبين إلى الإسلام في كثير من الأقطار الإسلامية». انتهى.

ومع الأسف الشديد أن بعض من أشربت قلوبهم حب التشبه بأعداء الإسلام وغلبت عليهم الحضارة الحديثة والتي هي في الحقيقة ذلة ومهانة ونبذ لتعاليم الإسلام الشريفة، يشجعون على التشبه بأعداء الإسلام، ويعدون ذلك رقيًّا وتقدمًا وهو عين التأخر، وصريح الانحطاط وهؤلاء هم خلفاء إبليس من بني الإنسان نسأل الله العافية والسلام.

ومن صور التشبه بأعداء الإسلام:

لباس أكثر نساء المسلمين اليوم كاللباس العاري والبنطال وأنواع لا تحصى وهي معروضة في مجلات الأزياء التي ملأت محلات الخياطة من كافة دول أعداء الإسلام نسأل الله أن يرد كيد دعاة الرذيلة في نحورهم بمنه وكرمه، فتذهب المرأة إلى محلات الملابس التي شغف أهلها باستيراد لباس الغرب بكافة أنواعه وأصبحوا لا يبالون بجمع المال ولو من الحرام، همهم جمع الدراهم ولو على حساب ذهاب دينهم - والعياذ بالله - فتأخذ المرأة من هذه الملابس ما يوافق هواها ويرضي نفسها وشيطانها من ملابس ضيقة ومكشوفة بأنواع العري مع كل جانب وقصيرة وفيها أنواع الموضات الغريبة والأزياء الأوربية، ظلمات بعضها فوق بعض هذا في المحلات التجارية، أما محلات الخياطة فحدث ولا حرج عندهم مجلات الأزياء بكافة أنواعها وأسمائها بأشكال تدمي الأكباد وتذيب القلوب فتقلب المرأة هذه المجلات وتأخذ الذي يعجبها من غير مبالاة - ولا حول ولا قوة إلا بالله - وهذه والله أحوال تنذر بسيل عذاب قد انعقد غمامه، وليل بلاء قد ادلهم ظلامه اللهم سلم، سلم.

فاتقوا الله أيها المسلمون رحمكم الله وخذوا على أيد نسائكم وحافظوا عليهن فإنهم أمانة في أعناقكم وسوف تسألون عنهن أمام ملك الملوك فالحذر الحذر رحمكم الله ما دمتم في فسحة من آجاليكم، انظروا إلى لباس بناتكم ونسائكم وأخواتكم هل هو لباس شرعي قد توفرت فيه شروط اللباس الشرعي: بأن يكون سابغًا طويلاً فضفاضًا واسعًا سميكًا ساترًا، فلا يجوز لبس الشفاف ولا القصير ولا الضيق الذي يبدي تقاطيع الجسم كالعجيزة ونحوها، ولا ما فيه مشابهة بأعداء الإسلام كالبنطال والقبعة وما شابه ذلك، وعلى المسلم أن يتخول نساءه وبناته بالموعظة والتذكير بأحاديث النبي ﷺ‬ كقوله في الحديث الصحيح «صنفان من أهل النار لم أرهما رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» وغيره من الأحاديث والمواعظ، أسأل الله أن يمن على الجميع بالتوفيق والهداية.

ومن صور التشبه بأعداء الإسلام:

عبث أكثر شباب المسلمين اليوم برؤوسهم قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى في سياق كلام له حول صور التشبه بأعداء الإسلام، قال: «من ذلك حلق بعض الرأس وترك بعضه وما يفعله بعض السفلة مما يسمونه التواليت فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ‬ نهى عن القزع وقال: «أحلقه كله أو دعه كله». رواه أبو داود.

وقال في شرح الإقناع: فيدخل في القزع حلق مواضع من جوانب الرأس وأن يحلق وسطه ويترك جوانبه كما تفعله شمامسة النصارى وحلق جوانبه وترك وسطه كما يفعله كثير من السفلة وأن يحلق مقدمه ويترك مؤخره.

وسئل الإمام أحمد عن حلق القفا فقال: هو من فعل المجوس ومن تشبه بقوم فهو منهم. انتهى كلام الشيخ محمد بن إبراهيم بنصه.

وقال الشيخ حمود التويجري رحمه الله: (ومن أقبح ما يفعله كثير من السفهاء في زماننا من حف جوانب الرأس ومعالجة باقيه بالدهن والمشط حتى يصير على شكل ما يفعله كثير من أمم الكفر والضلال في زماننا وهو الذي يسمونه التواليت وما أكثر المتشبهين بهم في هذا الزي القبيح وقد ثبت عن النبي ﷺ‬ أنه قال «من تشبه بقوم فهو منهم». انتهى كلامه رحمه الله.

ومن صور التشبه بأعداء الإسلام:

استعمال الآلات التي تحمل الصليب وكذلك الملابس التي رقم عليها الصليب. قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله:

«ومن التشبه بأعداء الإسلام استعمال الآلات التي تحمل الصليب لما فيه من التشبه بالنصارى وكذلك الملابس التي رقم عليها الصليب وقد صرحت الأحاديث بالنهي عن ذلك فروى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله ﷺ‬ لا يترك شيئًا في بيته فيه تصليب إلا قضبه». (قوله قضبه) القضيب القطع والتصليب ما كان على صورة الصليب». انتهى.

ومن صور التشبه بأعداء الإسلام:

ولع أكثر شباب المسلمين وتحريهم للألفاظ التي هي من ألفاظ أعداء الإسلام ومحادثة بعضهم بعضًا بها ويعدون ذلك فخرًا وتقدمًا وهو سفه وتأخر وقد روى البيهقي بإسناد صحيح عن عمر t قال: لا تعلموا رطانة العجم ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم. انتهى.

ومن أولع بلغتهم فحجته (حكاية) وهي قولهم: من تعلم لغة قوم أمن مكرهم. ويجعلونه حديثًا، وهو ليس بحديث ولا أصل له حتى بالموضوعات، ولم يرخص أهل العلم إلا لمعين للحاجة أما أن يتخذها الناس من لوازم حياتهم ويفخرون بها فهذا جهل وضلال ولم يقل به أحد من أهل العلم بل هو من دواعي النفاق، ومن التشبه المنهي عنه نسأل الله العافية والسلامة.


الخاتمة

أيها الآباء وأيتها الأمهات اتقوا الله في أنفسكم ومن تحت أيديكم }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ{ [التحريم: 6].

قوموا برعاية من تحت أيديكم بصدق وعزيمة قال رسول الله ﷺ‬: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» [متفق عليه].

وفي الصحيحين واللفظ لمسلم عنه ﷺ‬ أنه قال: «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة».

فاحذروا رحمكم الله من الغش والتفريط، علموهم العقيدة الصحيحة والتوحيد وما يضادهما من الشرك والتنديد وحذروهم من البدع والمبتدعين ونشؤوهم على محبة المؤمنين وموالاتهم وبغض الكافرين ومعاداتهم وعدم التشبه بهم، ألزموهم بالصلاة مع جماعة المسلمين في المساجد ومن تخلف عنها فأدبوه أدبًا يليق به وعلى قدر جرمه جنبوهم رفقاء السوء ومراتع الهلاك ومواضع التهم، لا تدخلوا عليهم آلات اللهو بكافة أنواعها فإنها سم ناقع ومرض فتاك يفسد العقائد ويحطم الأخلاق، لا تدخلوا عليهم المجلات وكتب الإلحاد والغرام والقصص التفاهة فإنها تسبي العقول وتذهب الحياء والمروءات وتشكك المسلم في دينه وإياكم واستقدام الخدم والخادمات والسائقين فإن ذلك من أكبر دواعي الزنا واللواط والواقع من بعضهم يشهد بصحة ذلك واحذروا من ترك الأولاد يخرجون بالليل فإن الخروج بالليل خطره عظيم وذلك لأنه في الليل في هذا الزمن تعظم الشرور وتشرب الخمور وتكثر مجالس اللهو والزور فكم غرق في هذه الأخطار من شاب كان مستقيمًا ! وكم زلق فيها من صاحب عقل كان بصيرًا! أضف إلى ذلك أن سهرهم يمنعهم من حضور صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد ومن المعلوم أن السهر الذي يمنع من حضور صلاة الفجر لا يجوز ولو كان على قراءة القرآن ومدارسة أحاديث سيد الأنام فكيف إذا كان على محرمات وقيل وقال! نسأل الله العافية.

فاتقوا الله أيها المسلمون وأروه من أنفسكم خيرًا، وإذا علم الله صدق عبده أعانه أما أن يفرط الإنسان ويهمل ويقول: إن الله غفور رحيم؛ فهذا خطأ وضلال ومن كيد الشيطان والله سبحانه قد جعل لرحمته أسبابًا ولعقوبته أسبابًا وفي هذا المعنى يقول الشيخ سليمان ابن سحمان رحمه الله في معرض قصيدة له قال فيها:

رحيم بالعباد إذا أنابوا

وتابوا عن متابعة الضلال

شديد الانتقام بمن عصاه

ويصليه الجحيم ولا يبالي

هذا ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويقينا شر أنفسنا، كما نسأله أن يصلح نياتنا وذرياتنا وزوجاتنا وأن يصلح أحوال المسلمين ويؤمنهم في دورهم ويصلح ولاة أمورهم كما نسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يرحم المستضعفين من المؤمنين في كل مكان، وأن يؤيد المجاهدين في سبيله بنصره وأن يدمر أعداء الدين وأن يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه الفقير إلى عفو ربه

عبد العزيز بن حمد المحيميد

10/9/1422هـ القصيم

بريده-البصر-ص.ب: 15027


 من أذكار الصباح والمساء

1- أية الكرسي: }اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ...{ الآية.

2- قل هو الله أحد ثلاثًا، قل أعوذ برب الفلق ثلاثًا، قل أعوذ برب الناس ثلاثًا.

3- «اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك له فلك الحمد ولك الشكر» رواه مسلم.

4- «أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد ﷺ‬ وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين» رواه الترمذي والإمام أحمد وقال: حديث حسن صحيح.

5- «أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له - قال الراوي: أراه قال فيهن -: له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها رب أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر، أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر» وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: «أصبحنا وأصبح الملك لله...» أخرجه مسلم.

6- «اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه» قال قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

7- «بسم الله الذي لا يذر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم» ثلاث مرات. أخرجه البخاري في الأدب المفرد.

8- «رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد ﷺ‬ نبيًا» حديث حسن أخرجه الترمذي.

9- «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» رواه مسلم.

10- «اللهم إني أصبحت أشهدت وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدًا عبدك ورسولك» أربع مرات. رواه الترمذي وأبو داود.

11- «من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحدٌ يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحدًا قال مثل ما قال أو زاد عليه» رواه مسلم.

12- «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب. وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل عملاً أكثر من ذلك».