×
هذا الكتيب عبارة عن ترتيب لرسالة «ثلاثة الأصول وأدلتها» التي صنَّفها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وهي مرتبة على هيئة السؤال والجواب.

 أصول الدين الإسلامي مع قواعـده الأربـع

تأليف

شيخ الإسلام محمد بن سليمان التميمي

رتبها على نهج السؤال والجواب

الشيخ محمد الطيب الأنصاري المدني

ويليها عقيدة السلف الصالح


 مقدمة

 المسائل الأربع التي يجب على كل إنسان ﱪ يتعلمها والدليل على ذلك

بسم ﲝ الرحمن الرحيم

وبه نستعين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

س : ما هي المسائل الأربع التي يجب على كل إنسان ﱪ يتعلمها ؟

ج : ( الأولى ) العلم وهو معرفة ﲝ ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة .

( الثانية ) العمل بهذا العلم .

( الثالثة ) الدعوة إليه .

( الرابعة ) الصبر على الأذى فيه .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى ﴿وَالْعَصْرِ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ٣﴾ ([1]) .

س : ما الذي قاله الشافعي ﲗ هذه السورة ؟

ج : قال : لو ما أنزل ﲝ على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم .

س : هل القول والعمل قبل العلم أو العلم قبلهما ؟

ج : العلم قبلهما بدليل قوله تعالى ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ  وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ﴾ ([2]) فبدأ بالعلم قبل القول والعمل . قاله البخاري رحمه ﲝ .


 المسائل الثلاث التي يجب تعلمها والعمل بها ودليلها

س : ما المسائل الثلاث التي يجب تعلمها والعمل بها ؟

ج : ( الأولى ) ﱪ ﲝ خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا ، بل أرسل إلينا رسولاً ، فمن أطاعه دخل الجنة ، ومن عصاه دخل النار .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا﴾ ([3]) .

( الثانية ) ﱪ ﲝ ﱄ يرضى ﱪ يشرك معه ﲗ عبادته أحد ، ﱄ ملك مقرب ، ولا نبي مرسل .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ ([4])

( الثالثة ) ﱪ ﱻ أطاع الرسول ووحد ﲝ ﱄ يجوز له موالاة ﱻ حاد ﲝ ورسوله ولو كان أقرب قريب .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ  أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ  وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ  أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ  أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ([5]) الآية .


 الحنيفية ملة إبراهيم ودليلها

س : ما الحنيفية ملة إبراهيم ؟

ج : ﱪ تعبد ﲝ وحده مخلصاً له الدين ، وبذلك أمر ﲝ جميع الناس وخلقهم لها .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ ([6])

س : ما معنى يعبدون ؟

ج : يوحدوني وآمرهم وأنهاهم .

 أعظم شيء أمر ﲝ به وأعظم شيء نهى ﲝ عنه والدليل على ذلك

س : ما هو أعظم شيء أمر ﲝ به ؟

ج : التوحيد .

س : ما هو التوحيد ؟

ج : هو إفراد ﲝ بالعبادة وإثبات اتصافه بما وصف به نفسه ، ووصفه به رسوله ، وتنزيهه عن النقائص والحدوث ومشابهة المخلوقات .

س : ما هو أعظم شيء نهى ﲝ عنه ؟

ج : الشرك .

س : ما هو الشرك ؟

ج : دعوة غير ﲝ معه ، وأن تجعل لله نداً ﲗ العبادة وهو خلقك .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قولـه تعـالى ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا  ﴾ ([7]) ، ﴿ا فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ([8]) .


 الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها

س : ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها ؟

ج : معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا ﷺ‬ .

 الأصل الأول: معرفة العبد ربه

س : ﱻ ربك ؟

ج : ربي ﲝ الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سواه .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ([9]) وكل ﱻ سوى ﲝ عالم ، وأنا واحد ﱻ ذلك العالم .

س : بم عرفت ربك ؟

ج : عرفته بآياته ومخلوقاته ، الليل والنهار والشمس والقمر ، والسموات السبع والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ  لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ ([10]) وقولـه تعـالى ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ  أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ  تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ ([11]) .

س : ما هو الرب ؟

ج : الرب هو السيد المالك الموجد ﱻ العدم إلى الوجود ، وهو المستحق للعبادة .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ  فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ([12]) فالخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة .

العبادة وأنواعها وحكم ﱻ صرف منها شيئاً لغير ﲝ

س : ما هي العبادة ؟

ج : العبادة هي غاية الخضوع والتذلل ، وغاية الحب والتعلق لمن فعل له ذلك ، وبعبارة أخرى هي اسم جامع لكل ما يحبه ﲝ ويرضاه ﱻ الأعمال الظاهرة والباطنة .

س : كم أنواع العبادة التي أمر ﲝ بها ؟

ج : كثيرة ، منها : الإسلام والإيمان والإحسان والدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والإنابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك ﱻ العبادات التي أمر ﲝ بها ، كلها مخصوصة بالله تعالى .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ ([13]) وقولـه تعـالى ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ ([14]) .

س : ما حكم ﱻ صرف منها شيئاً لغير ﲝ ؟

ج : ﱻ صرف منها شيئاً لغير ﲝ تعالى فهو مشرك كافر وإن صلى وصام وحج وزعم أنه مسلم .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ  إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ ([15]) .

س : ما الدليل على ﱪ الدعاء عبادة ؟

ج : قوله تعالى ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ  إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ ([16]) وقوله عليه الصلاة والسلام {الدعاء مخ العبادة} ([17]) وفي رواية {الدعاء هو العبادة} ([18]) .

س : ما الدليل على ﱪ الخوف عبادة ؟

ج : قوله تعالى ﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ ([19]) .

س : ما الدليل كل ﱪ الرجاء عبادة ؟

ج : قوله تعالى ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ ([20]) .

س : ما الدليل على ﱪ التوكل عبادة ؟

ج : قوله تعالى ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ ([21]) ، ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ  إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ  قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ ([22]) .

س : ما الدليل على ﱪ الرغبة والرهبة والخشوع عبادات ؟

ج : قوله تعالى ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا  وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ ([23]) .

س : ما الدليل على ﱪ الخشية عبادة ؟

ج : قوله تعالى ﴿ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ  ﴾ ([24]) .

س : ما الدليل على ﱪ الإنابة عبادة ؟

ج : قوله تعالى ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ ([25]) الآية .

س : ما الدليل على ﱪ الاستعانة عبادة ؟

ج : قوله تعالى ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ ([26]) وفي الحديث ( إذا استعنت فاستعن بالله ) .

س : ما الدليل على ﱪ الاستعاذة عبادة ؟

ج : قوله تعالى ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ﴾ ([27]) .

س : ما الدليل على ﱪ الاستغاثة عبادة ؟

ج : قوله تعالى ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ ([28]) .

س : ما الدليل على ﱪ الذبح عبادة ؟

ج : قوله تعالى ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ  وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ ([29]) ومن السنة قوله عليه الصلاة والسلام : {لعن ﲝ ﱻ ذبح لغير ﲝ} ([30]) .

س : ما الدليل على ﱪ النذر عبادة ؟

ج : قوله تعالى ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ ([31]) .

 الأصل الثاني معرفة دين الإسلام ومراتبه وأركانه

س : ما الأصل الثاني ؟

ج : معرفة دين الإسلام بالأدلة .

س : ما هو دين الإسلام ؟

ج : هو الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، والبراءة ﱻ الشرك وأهله .

س : كم مراتب دين الاسلام ؟

ج : مراتبه ثلاثة ( الإسلام ، و الإيمان ، والإحسان ) وكل مرتبة لها أركان .

 المرتبة الأولى: الإسلام

س : كم أركان الإسلام ؟

ج : خمسة : شهادة ﱪ ﱄ إله إلا ﲝ وأن محمداً رسول ﲝ ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت ﲝ الحرام .

س : ما دليل شهادة ﱪ ﱄ إله إلا ﲝ ؟

ج : قوله تعالى : ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ  لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ ([32]) .

س : ما معنى ﱄ إله إلا ﲝ ؟

ج : معناه ﱄ معبود بحق إلا ﲝ وحده .

س : ما المقصود بلا إله ؟

ج : المقصود نفي جميع ما يعبد ﱻ دون ﲝ .

س : ما المقصود ب ( إلا ﲝ ) ؟

ج : المقصود إثبات العبادة لله وحده ﱄ شريك له ﲗ عبادته ، كما أنه ليس له شريك ﲗ ملكه .

س : ما تفسيرها الذي يوضحها ؟

ج : قوله تعالى : ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ ([33]) وقوله تعالى ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ  فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ ([34]) .

س : ما دليل شهادة ﱪ محمدًا رسول ﲝ ؟

ج : قوله تعالى : ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ ([35]) وقوله تعالى ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ  وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ  تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا  سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ  ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ  وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ  وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ ([36]) .

س : ما معنى شهادة ﱪ محمداً رسول ﲝ ؟

ج : طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وأن ﱄ نعبد ﲝ إلا بما شرع .

س : ما دليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد ؟

ج : قوله تعالى : ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ  وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ ([37]) .

س : ما دليل الصيام ؟

ج : قوله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ ([38]) .

س : ما دليل الحج ؟

ج : قوله تعالى : ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا  وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ ([39]) .

 المرتبة الثانية ﱻ مراتب دين الإسلام وهي الإيمان وشعبه وأركانه

س : ما المرتبة الثانية ﱻ مراتب دين الإسلام ؟

ج : هي الإيمان .

س : كم شعب الإيمان ؟

ج : هي بضع وسبعون شعبة أعلاها قول ( ﱄ إله إلا ﲝ ) وأدناها ( إماطة الأذى عن الطريق ) والحياء شعبة ﱻ الإيمان .

س : كم أركان الإيمان ؟

ج : ستة " ﱪ تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى : ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا  وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ  أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا  وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ ([40]) الآية .

س : ما دليل القدر ؟

ج : قوله تعالى : ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ ([41]) .

 المرتبة الثالثة ﱻ مراتب دين الِإسلام :  وهي الإحسان، والدليل على مراتب الدين الثلاثة

س : ما المرتبة الثالثة ﱻ مراتب دين الِإسلام ؟

ج : هي الإحسان وله ركن واحد .

س : ما هو الإحسان ؟

ج : هو ﱪ تعبد ﲝ كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ ([42]) وقوله تعالى ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ ([43]) وقوله تعالى ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ  وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ ([44]) .

س : ما الدليل ﱻ السنة على مراتب الدين الثلاثة ؟

ج : حديث جبريل المشهور عن عمر بن الخطاب t قال : {بينما نحن جلوس عند النبي ﷺ‬ إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، ﱄ يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، فجلس إلى النبي ﷺ‬ وأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال : ﱪ تشهد ﱪ ﱄ إله إلا ﲝ وأن محمداً رسول ﲝ ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ﱪ استطعت إليه سبيلاً ، قال صدقت ، فعجبنا له يسأله ويصدقه ، قال : أخبرني عن الإيمان ، قال " ﱪ تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره " قال : أخبرني عن الإحسان ، قال " ﱪ تعبد ﲝ كأنك تراه . فإن لم تكن تراه فإنه يراك " قال : أخبرني عن الساعة ؟ قال : " ما المسئول عنها بأعلم ﱻ السائل " قال أخبرني عن أماراتها ، قال : " ﱪ تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون ﲗ البنيان " قال : فمضى ، فلبثنا قليلاً . فقال " يا عمر أتدري ﱻ السائل " ؟ قلت ﲝ ورسوله أعلم ، قال : هذا جبريل أتاكم ليعلمكم أمر دينكم} ([45]) رواه مسلم ﲗ صحيحه .

 الأصل الثالث وهو معرفة نبينا محمد ﷺ‬ وعمره وبعثته

س : ما هو الأصل الثالث ؟

ج : معرفة نبينا محمد ﷺ‬ وهو محمد بن عبد ﲝ بن عبد المطلب بن هاشم ، وهاشم ﱻ قريش ، وقريش ﱻ العرب والعرب ﱻ ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام .

س : ما عمر النبي ﷺ‬ ؟

ج : ثلاث وستون سنة منها أربعون قبل النبوة ، وثلاث وعشرون نبياً رسولاً ، نبئ ب ( اقرأ ) وأرسل ( بالمدثر ) وبلده مكة .

س : بأي شيء بعثه ﲝ ؟

ج : بعثه ﲝ بالنذارة عن الشرك وبالدعوة إلى التوحيد .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ١ قُمْ فَأَنْذِرْ٢ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ٣ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ٤ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ٥ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ٦ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ٧﴾ ([46]) .

س : ما معنى ﴿قُمْ فَأَنْذِرْ٢﴾ ([47]) ؟

ج : معناه أنذر عن الشرك وادع إلى التوحيد .

س : ما معنى ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ٣ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ٤﴾ ([48]) ؟

ج : معناه عظم ربك بالتوحيد ، وطهر أعمالك عن الشرك .

س : ما معنى ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ٥﴾ ([49]) ؟

ج : معناه اهجر الأصنام ، وهجرها تركها وأهلها والبراءة منها وأهلها .

س : كم أخذ على هذا ﷺ‬ ؟

ج : أخذ على هذا عشر سنين وبعدها عرج به إلى السماء وفرضت عليه ﷺ‬ الصلوات الخمس ليلتئذ ، وبعدها أمر بالهجرة إلى المدينة المنورة .

 الهجرة وحكمها والدليل على بقائها

س : ما هي الهجرة ؟

ج : هي الانتقال ﱻ بلد الشرك إلى بلد الإسلام ومن بلد البدعة إلى بلد السنة .

س : ما حكم الهجرة ؟

ج : حكمها أنها فريضة على هذه الأمة ﱻ بلد الشرك إلى بلد الإسلام ومن بلد البدعة التي يدعوا أهلها إليها إلى بلد السنة وأنها باقية إلى ﱪ تطلع الشمس ﱻ مغربها .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ  قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ  قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا  فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ  وَسَاءَتْ مَصِيرًا٩٧ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا٩٨ فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ  وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا٩٩﴾ ([50]) وقوله تعالى : ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ٥٦﴾ ([51]) .

س : ما سبب نزول هاتين الآيتين ؟

ج : سبب نزول الآية الأولى ﱪ قوماً ﱻ أهل مكة أسلموا وتخلفوا ﲗ الهجرة مع رسول ﲝ ﷺ‬ وافتتن بعضهم وشهد مع المشركين حرب يوم بدر ، فأبى ﲝ قبول عذرهم فجازاهم جهنم ، وسبب نزول الآية الثانية ﱪ قوماً ﱻ المسلمين كانوا بمكة لم يهاجروا فناداهم ﲝ باسم الإيمان وحضهم على الهجرة .

س : ما الدليل على بقاء الهجرة ﲗ الحديث ؟

ج : قوله ﷺ‬ " {ﱄ تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس ﱻ مغربها} ([52]) " .

س : ما الذي أمر ﷺ‬ به بعد ﱪ استقر بالمدينة ؟

ج : أمر ببقية شرائع الإسلام ﱻ الزكاة والصوم والحج والآذان والجهاد وغير ذلك ﱻ شرائع الإسلام .

س : كم أخذ على هذا ﷺ‬ ؟

ج : أخذ على هذا عشر سنين وتوفي صلاة ﲝ وسلامه عليه ودينه باق ، وهذا دينه ﱄ خير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه .

س : ما الخير الذي دل الأمة عليه وما الشر الذي حذرها عنه ؟

ج : الخير الذي دل الأمة عليه التوحيد وجميع ما يحبه ﲝ ويرضاه والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكره ﲝ ويأباه .

 بعثته إلى الناس كافة والدليل على ذلك

س : هل بعثه ﲝ لقبيلة مخصوصة أم لجميع الناس ؟

ج : بعثه ﲝ إلى كافة الناس وافترض طاعته على جميع الثقلين : الجن والإنس .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى : ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ﴾ ([53]) وقوله تعالى ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ َ٢٩﴾ ([54]) الآية .

س : هل أكمل ﲝ به الدين أو أكمل بعده ؟

ج : نعم كمل ﲝ به الدين حتى ﱄ يحتاج لشيء ﱻ الدين بعده .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قولـه تعـالى : ﴿  الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا  ﴾ ([55]) .

 الدليل على موته والبعث بعد الموت والحساب والجزاء وحكم ﱻ كذب البعث

س : ما الدليل على موته ؟

ج : قوله تعالى : ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ ([56]) .

س : هل يبعث الناس بعد موتهم أم ﱄ ؟

ج : نعم يبعثون لقولـه تعـالى ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى﴾ ([57]) وقوله تعالى ﴿وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا﴾ ([58]) .

س : هل الناس محاسبون ومجزيون بأعمالهم بعد البعث أم ﱄ ؟

ج : نعم محاسبون ومجزيون بأعمالهم بدليل قوله تعالى ﴿وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى﴾ ([59]) .

س : ما حكم ﱻ كذب البعث ؟

ج : حكمه أنه كافر بدليل قوله تعالى ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا  قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ  وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ ([60]) .

 ما أرسل به الرسل وذكر أول الرسل وإرسال الرسل إلى جميع الأمم

س : بأي شيء أرسل ﲝ الرسل ؟

ج : أرسلهم ﲝ بالبشارة لمن وحد ﲝ بالجنة وبالنذارة لمن أشرك بالله بعذاب النار .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قولـه تعـالى : ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ  وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ ([61]) .

س : ﱻ أول الرسل ؟

ج : نوح عليه السلام .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى : ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ  ﴾ ([62]) .

س : هل بقيت أمة لم يبعث ﲝ لها رسولاً يأمرهم بعبادة ﲝ وحده واجتناب الطاغوت ؟

ج : لم تبق أمة إلا بعث إليها رسولا بدليل قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ ([63]) .

 الطاغوت وذكر عدد الطواغيت

س : ما هو الطاغوت ؟

ج : هو ما تجاوز به العبد حده ﱻ معبود أو متبوع أو مطاع .

س : كم عدد الطواغيت ؟

ج : كثيرون ورؤوسهم خمسة : إبليس لعنه ﲝ ، ومن عبد وهو راض ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه ، ومن ادعى شيئاً ﱻ علم الغيب ، ومن حكم بغير ما أنزل ﲝ [ وقد أمرنا ﲝ ﱪ نكفر بها ونجتنب عنها ونكون ﱻ المسلمين ] ([64]) .

س : ما الدليل على ذلك ؟

ج : قوله تعالى : ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ  قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ  فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا  وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ ([65]) وقوله تعالى ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ  ﴾ ([66]) وقوله تعالى ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ  فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ ([67]) . ([68]) وهذا معنى ﱄ إله إلا ﲝ ، وفي الحديث : " رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ﲗ سبيل ﲝ " والله أعلم .

( تمت )


 ثانيا القواعد الأربع

 مقدمة

بسم ﲝ الرحمن الرحيم

أسأل ﲝ الكريم رب العرش العظيم ﱪ يتولاك ﲗ الدنيا والآخرة ، وأن يجعلك مباركا أينما كنت ، وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر ، وإذا ابتلي صبر ، وإذا أذنب استغفر ، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة .

اعلم أرشدك ﲝ لطاعته ﱪ الحنيفية ملة إبراهيم ﱪ تعبد ﲝ وحده مخلصا له الدين ، كما قال تعالى : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ ([69]) فإذا عرفت ﱪ ﲝ خلقك لعبادته فاعلم ﱪ العبادة ﱄ تسمى عبادة إلا مع التوحيد ، كما ﱪ الصلاة ﱄ تسمى صلاة إلا مع الطهارة ، فإذا دخل الشرك ﲗ العبادة فسدت كالحدث إذا دخل ﲗ الطهارة ([70]) كما قال تعالى ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ  أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ﴾ ÇÊÐÈ} ([71]) فإذا عرفت ﱪ الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه ﱻ الخالدين ﲗ النار عرفت ﱪ أهم ما عليك معرفة ذلك لعل ﲝ ﱪ يخلصك وينجيك ﱻ هذه الشبكة ، وهي الشرك بالله الذي قال ﲝ تعالى فيه : ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ  وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ ([72]) وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها ﲝ تعالى ﲗ كتابه .


 القاعدة الأولى  إقرار الكفار الذين قاتلهم رسول ﲝ بأن ﲝ تعالى هو الخالق الرازق المدبر

ﱪ تعلم ﱪ الكفار الذين قاتلهم رسول ﲝ ﷺ‬ مقرون بأن ﲝ تعالى هو الخالق الرازق المدبر وإن ذلك لم يدخلهم ﲗ الإسلام [ أي وأن مجرد الإقرار لم يدخلهم ﲗ الإسلام حتى يضيفوا إلى ذلك إفراد ﲝ بالعبادة ] ([73]) والدليل قوله تعالى : ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ  فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ  فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ ([74]) .

 القاعدة الثانية قول المشركين ما دعوناهم إلا لطلب القربة والشفاعة

أنهم : أي المشركين يقولون : ما دعوناهم [ أي الأولياء ] ([75]) وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة ، فدليل القربة [ أي فدليل ﱪ دعاء الأولياء لقصد ﱪ يقربوهم إلى ﲝ شرك ] ([76]) قوله تعالى ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ  وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ  إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ ([77]) ودليل الشفاعة [ أي ودليل ﱪ دعاء الأولياء والتوسل بهم لقضاء الحاجات وتفريج الكربات واتخاذهم شفعاء عند ﲝ شرك ] ([78]) قولـه تعـالى ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ  قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ  سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ ([79]) . والشفاعة شفاعتان ، شفاعة منفية ، وشفاعة مثبتة ، فالشفاعة المنفية ما كانت تطلب ﱻ غير ﲝ فيما ﱄ يقدر عليه إلا ﲝ ، والدليل قوله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ  وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ ([80]) والشفاعة المثبتة هي التي تطلب ﱻ ﲝ ، والشافع مكرم بالشفاعة والمشفوع له ﱻ رضي ﲝ قوله وعمله بعد الإذن [ وهذه الشفاعة ﱄ تطلب إلا ﱻ ﲝ وحده لأنها ملك لله وحده فمن طلبها ﱻ غير ﲝ فقد أشرك وأتى بما يناقض طلبه ويمتنع عليه حصوله لأن ﲝ ﱄ يرضى إلا التوحيد ولا يأذن للشفاعة إلا للموحدين ] ([81]) قال تعالى : ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ  ﴾ ([82]) ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾ ([83]) و ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا  ﴾ ([84]) .

 القاعدة الثالثة  ظهور النبي ﷺ‬ ﲗ أناس متفرقين ﲗ عبادتهم

ﱪ النبي ﷺ‬ ظهر ﲗ أناس متفرقين ﲗ عبادتهم ، منهم ﱻ يعبد الملائكة ، ومنهم ﱻ يعبد الأنبياء والصالحين ومنهم ﱻ يعبد الأشجار والأحجار ومنهم ﱻ يعبد الشمس والقمر . وقاتلهم رسول ﲝ ﷺ‬ ولم يفرق بينهم ، والدليل قوله تعالى { öNèdqè=ÏG»s%uﷺ‬ 4Ó®Lym Ÿw šcqä3s? ×puZ÷GÏù tbqà6tƒuﷺ‬ ßÏe$!$# ¼ã&—#à2 ¬! 4} ([85]) ودليل الشمس والقمر [ أي دليل ﱪ عبادة الشمس والقمر وسائر الكواكب واعتقاد ﱪ لها تأثيراً وتصرفات ﲗ حوادث العالم السفلي شرك ] ([86]) قوله تعالى : ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ  لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ ([87]) ودليل الملائكة [ أي ودليل ﱪ عبادة الملائكة شرك ] ([88]) قوله تعالى : ﴿وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا  أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ([89]) ودليل الأنبياء [ أي ودليل ﱪ عبادة الأنبياء ودعاءهم شرك ] ([90]) قوله تعالى : ﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ  قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ  إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ  تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ  إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ ([91]) ودليل الصالحين [ أي ودليل ﱪ عبادة الأولياء والصالحين بدعائهم والاستغاثة بهم والتوسل بهم شرك بالله تعالى سبحان ﲝ وتعالى عما يشركون ] ([92]) قوله تعالى ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ  إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾ ([93]) ودليل الأشجـار والأحجـار [ أي ودليل ﱪ التبرك بالأشجار والأحجار وبقبور الأولياء والنذر والذبح لها لقضاء الحاجات وتفريج الكربات والتبرك بالعكوف والتعبد عندها والتبرك بأستارها وأترابها شرك ] ([94]) قوله تعالى : ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾ ([95]) ([96]) .

وحديث أبي واقد الليثي t قال : {خرجنا مع النبي ﷺ‬ إلى حنين ، ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول ﲝ : اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال رسول ﲝ ﷺ‬ ﲝ أكبر إنها السنن ، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ﴿ اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ  قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ ([97]) لتركبَنّ سنن ﱻ كان قبلكم ، أي النصارى واليهود} ([98]) رواه الترمذي .

 القاعدة الرابعة مشركو زماننا أغلظ شركاً ﱻ الأولين

ﱪ مشركي زماننا أغلظ شركاً ﱻ الأولين لأن الأولين يشركون ﲗ الرخاء ويخلصون ﲗ الشدة ، ومشركوا زماننا شركهم دائماً ﲗ الرخاء والشدة والدليل قوله تعالى : ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾ ([99]) .

 [ لذا نرى كثيراً ممن يعبدون الأولياء وأضرحة المشايخ والسادة يخلصون ﲗ الشرك بدعائهم والاستغاثة بهم ﲗ حال الشدة والرخاء ، بل ربما ﱪ بعضهم ليزداد ﲗ الشرك كلما اشتد بهم البلاء ، بخلاف المشركين الأولين فإنهم كانوا يشركون بالله ﲗ حال الرخاء والسرور ، وفي حال الشدة كانوا يخلصون الدعاء والتضرع إلى ﲝ نطق بذلك القرآن الكريم ، ومشركو زماننا شركهم ﲗ الرخاء والشدة دائم يدعون الأولياء ويستغيثون بهم ﲗ كل وقت ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل . ويقول ﷻ‬ ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ  قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ  قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ  عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ ([100]) ويقول : ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ  أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ  قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ ([101]) ويقول : ﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى  ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ  وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ  وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ  وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ ([102]) ويقول : ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾ ([103]) .

واللّه الموفق وهو الهادي إلى الصراط المستقيم ولا حول ولا قوة إلا بالله . ([104])


 ثالثا عقيدة السلف الصالح

للشيخ المحدث

محمد الطيب بن إسحاق الأنصاري المدني

بسم ﲝ الرحمن الرحيم

وبعد . . فإني أعتقد ﱪ ﲝ إله واحد ﱄ إله إلا هو فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد . وأنه ﱄ يستحق شيئاً ﱻ أنواع العبادة غيره ، وأن ﱻ صرف شيئاً ﱻ أنواع العبادة لغيره فهو مشرك كافر ، والعبادة هي : اسم جامع لكل ما يحبه ﲝ ويرضاه ﱻ الأقوال والأعمال كأركان الإسلام الخمسة ، الدعاء والرجاء ، والخوف والتوكل والرغبة والرهبة ، والاستعانة والاستغاثة والذبح والنذر ، وغير ذلك ﱻ أنواع العبادة ، وأنه سبحانه موصوف ومسمى بجميع ما وصف به نفسه وسماه به ، وما وصفه وسماه به رسوله ﷺ‬ ﱻ الأسماء الحسنى والصفات العليا وصفاً حقيقياً ﱄ مجازاً ، ومنه استواؤه على عرشه أي علوه عليه بذاته بلا كيف ولا تشبيه ولا تمثيل كما قال تعالي ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ ([105]) وأنه متكلم بكلام قديم النوع حادث الآحاد كما نقل عن السلف أنهم يقولون لم يزل متكلماً ويتكلم إذا شاء ، ومن كلامه القرآن ، وهو اللفظ المنزل على محمد ﷺ‬ للتعبد به والإعجاز ، الذي سمعه جبريل عليه السلام ﱻ ﲝ تعالى بلا واسطة وأنزل على محمد ﷺ‬ بحروفه ومعانيه كما سمعه ﱻ ربه ﷻ‬ وليس هو بعبارة ﱻ جبريل ولا محمد ﷺ‬ وكيفما تصرف فهو كلام ﲝ وأنه سبحانه يتكلم بحرف وصوت كما نادى موسى لما أتى الشجرة ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ  إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾ ([106]) وينادي عباده يوم القيامة بصوت يسمعه ﱻ بعد كما يسمعه ﱻ قرب " أنا الملك أنا الديان " وأن مثل هذا مما يخاطب به رسله وملائكته ومن شاء ﱻ عباده أو ينزل عليهم ﱻ كتبه ﱻ آحاد كلامه غير الأزلي ، ولكنه غير مخلوق لأنه ﱻ صفاته وصفاته كلها غير مخلوقة ، وأنه سبحانه يحب ويرضى ويكره وينزل ، ويحيي ويميت ويسخط ويفرح بتوبة عبده أشد فرح ، وأنه سبحانه يراه المؤمنون يوم القيامة بأبصارهم دلت عليه الآيات والأحاديث الصحيحة ، وكل هذا وما أشبهه صفات له حقيقية ﱄ مجازية - كما أثبتها الكتاب والسنة . كما قَال تعالى ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ ([107]) .

فهذا ما نعتقده وندين ﲝ ﲗ أسمائه وصفاته بلا تكييف ، ولا تشبيه ولا تمثيل ولاتعطيل كما قال تعالى ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ  وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ ([108]) ونشهد ﱪ محمداً عبده ورسوله إلى جميع الثقلين الجن والِإنس ، وأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، ولم يزل مجاهداً ﲗ سبيل ﲝ حتى كمل ﲝ به الدين كما قال تعالى ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا  ﴾ ([109]) ثم استأثر به ربه وألحقه بالرفيق الأعلى ، وفارق الدنيا وأهلها وأنه ﱄ يؤمن أحد حتى يكون هواه تبعاً لما جاء به ، وحتى يكون هو أحب إليه ﱻ نفسه وولده والناس أجمعين ، وأن معنى محبته ﷺ‬ طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وأن ﱄ يعبد ﲝ إلا بما شرع ، ﱄ إطراؤه والغلو فيه ورفعه عن منزلته التي أنزله ﲝ ﷻ‬ بدعائه والاستغاثة به فقد قال ﷺ‬ {الدعاء هو العبادة} ([110]) وقال عليه الصلاة والسلام {إنه ﱄ يستغاث بي وإنما يستغاث بالله ﷻ‬} وأن الاستغاثة به - فضلا عن غيره ﱻ الأولياء وأصحاب المشاهد - شرك بالله تعالى ، والتعلق بغير ﲝ تعالى ﲗ جلب خير أو دفع شر ، استقلالاً أو توسيطاً : شرك [ أي وأن تعلق القلب بالأولياء أو الجن بالتوكل عليهم والالتجاء إليهم ومراقبة روحانياتهم بأنواع ﱻ النسك ﲗ قضاء الحاجات وتفريج الكربات شرك بالله تعالى سواء كان ذلك باسم الطلسمات أو التوسلات كل ذلك شرك وضلال ما أنزل ﲝ الكتاب ولا أرسل الرسول إلا لإبطالها وإبادة جذورها وتطهير القلوب منها فلا حول ولا قوة إلا بالله ] ([111]) ونعتقد ﱪ الملائكة وكتب ﲝ حق ، والنبيين حق ، والبعث بعد الموت حق ، والجنة حق ، والنار حق ، ونؤمن ﱪ الميزان حق ، وأن حوض نبينا محمد ﷺ‬ حق ، ﱄ يظمأ ﱻ شرب منه ، ويذاد عنه ﱻ بدل وغير ، ونؤمن بالقدر خيره وشره ، ونعتقد ﱪ شفاعة نبينا محمد ﷺ‬ وجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصالحين حق لكن بعد إذن ﲝ للشافع . ورضاه عن المشفوع له قال تعالى : ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ  ﴾ ([112]) وقال تعالى ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾ ([113]) وأن نبينا ﷺ‬ هو أول شافع وأول مشفع وأنه قد خص بشفاعات ﱄ يشاركه فيها غيره : أولها الشفاعة ﲗ فصل القضاء وهو المقام المحمود الذي يغبطه به الأنبياء والمرسلون .

ومنها الشفاعة ﲗ إخراج ﱻ أدخل النار ([114]) .

ومنها الشفاعة ﲗ تسريحهم إلى الجنة بعدما نقوا وهذبوا .

ونعتقد ﱪ خير القرون القرن الذين اجتمعوا مع رسول ﲝ ﷺ‬ مؤمنين به وهم أصحابه ، ثم الذين اتبعوهم بإحسان كما قال ﷺ‬ {خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم} ([115]) .

ونعتقد ﱪ أحسن الكلام كلام ﲝ تعالى وخير الهدى هدي محمد ﷺ‬ وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة . هذا ولولا خشية الِإطالة لأتينا بدليل كل مسألة ﱻ هذه المسائل ﱻ كتاب ﲝ وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وإجماع السلف الصالح .

ونسأل ﲝ تعالى ﱪ يهدينا صراطه المستقيم ﲗ جميع الأقوال والأعمال ويعصمنا ﱻ مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن ويثبتنا ويتوفانا على الإسلام .

وصلى ﲝ على نبينا محمد وآله وسلم .

هذه العقيدة السلفية التي كتبها الشيخ محمد الطيب بن إسحاق الأنصاري بالمدينة المنورة سنة 1358 هـ المتوفى بها ﲗ 761363 ه نصيحة وذكرى لنفسه ولإخوانه المسلمين رحمه ﲝ تعالى .


 



([1]) سورة العصر آية : 1 - 3 .

([2]) سورة محمد الآية 19 .

([3]) سورة المزمل الآيات 15 ، 16 .

([4]) سورة الجن الآية 18 .

([5]) سورة المجادلة الآية 22 .

([6]) سورة الذاريات الآية 56 .

([7]) سورة النساء آية : 36 .

([8]) سورة البقرة آية : 22 .

([9]) سورة الفاتحة آية : 2 .

([10]) سورة فصلت آية : 37 .

([11]) سورة الأعراف آية : 54 .

([12]) سورة البقرة الآيات : 21 ، 22 .

([13]) سورة الجن آية : 18 .

([14]) سورة الإسراء آية : 23 .

([15]) سورة المؤمنون آية : 117 .

([16]) سورة غافر آية : 60 .

([17]) الترمذي الدعوات (3371) .

([18]) الترمذي تفسير القرآن (2969) ، ابن ماجه الدعاء (3828) .

([19]) سورة آل عمران آية : 175 .

([20]) سورة الكهف آية : 110 .

([21]) سورة المائدة آية : 23 .

([22]) سورة الطلاق آية : 3 .

([23]) سورة االأنبياء آية : 90 .

([24]) سورة المائدة آية : 3 .

([25]) سورة الزمر آية : 54 .

([26]) سورة الفاتحة آية : 5 .

([27]) سورة الناس آية : 1 - 2 .

([28]) سورة الأنفال آية : 9 .

([29]) سورة الأنعام آية : 162 ، 163 .

([30]) مسلم الأضاحي (1978) ، النسائي الضحايا (4422) ، أحمد (1/118) .

([31]) سورة الإنسان آية : 7 .

([32]) سورة آل عمران آية : 18 .

([33]) سورة الزخرف الآيات : 26 ، 27 ، 28 .

([34]) سورة آل عمران آية : 64 .

([35]) سورة التوبة آية : 128 .

([36]) سورة الفتح آية : 29 .

([37]) سورة البينة آية : 5 .

([38]) سورة البقرة آية : 183 .

([39]) سورة آل عمران آية : 97 .

([40]) سورة البقرة آية : 177 .

([41]) سورة القمر آية : 49 .

([42]) سورة النحل الآية 128 .

([43]) سورة الشعراء آية : 217- 220 .

([44]) سورة يونس آية : 61 .

([45]) مسلم الإيمان (8) ، الترمذي الإيمان (2610) ، النسائي الإيمان وشرائعه (4990) ، أبو داود السنة (4695) ، ابن ماجه المقدمة (63) ، أحمد (1/52) .

([46]) سورة المدثر الآيات : 1- 7 .

([47]) سورة المدثر آية : 2 .

([48]) سورة المدثر الآيتان : 3 ، 4 .

([49]) سورة المدثر آية : 5 .

([50]) سورة النساء الآيات : 97 - 99 .

([51]) سورة العنكبوت آية : 56 .

([52]) أبو داود الجهاد (2479) ، أحمد (4/99) ، الدارمي السير (2513) .

([53]) سورة الأعراف آية : 158 .

([54]) سورة الأحقاف الآية : 29 .

([55]) سورة المائدة آية : 3 .

([56]) سورة الزمر الآيات : 30 - 31 .

([57]) سورة طه آية : 55 .

([58]) سورة نوح آية : 17 - 18 .

([59]) سورة النجم آية : 31 .

([60]) سورة التغابن آية : 7 .

([61]) سورة النساء آية : 165 .

([62]) سورة النساء آية : 163 .

([63]) سورة النحل آية : 36 .

([64]) من زيادة الناشر السابق محمد عبد الرؤوف المليباري .

([65]) سورة البقرة آية : 256 .

([66]) سورة النحل آية : 36 .

([67]) سورة آل عمران آية : 64 .

([68]) من زيادة الناشر السابق .

([69]) سورة الذاريات آية : 56 قال ابن كثير في تفسيره : أي إنما خلقتهم لأمرهم بعبادتي ، لا لاحتياجي إليهم . أقول : ولا شك أن العالم خُلق على حالة صالحة للعبادة مستعدة لها حيث ركب سبحانه فيهم عقولا وجعل لهم حواس ظاهرة وباطنة إلى غير ذلك من وجود الاستعداد . علقه الشيخ محمد منير الدمشقى .

([70]) وكالخل إذا خالط العسل أو السم إذا دخل في الجسم نعوذ بالله من ذلك . علقه الشيخ محمد منير الدمشقي .

([71]) سورة التوبة آية : 17 .

([72]) سورة النساء الآية : 116 .

([73]) من زيادة الناشر السابق .

([74]) سورة يونس آية : 31 .

([75]) من زيادة الناشر السابق .

([76]) من زيادة الناشر السابق .

([77]) سورة الزمر آية : 3 .

([78]) من زيادة الناشر السابق .

([79]) سورة يونس آية : 18 .

([80]) سورة البقرة آية : 254 .

 قال الحافظ عماد الدين المشهور بابن كثير في تفسير هذه الآية : يأمر الله تعالى عباده بالإنفاق مما رزقهم في سبيله سبيل الخير ليدخروا ثواب ذلك عند ربهم ومليكهم وليبادروا إلى ذلك في هذه الحياة الدنيا من قبل أن يأتي يوم - يعني يوم القيامة - لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ، أي لا يباع أحد من نفسه ولا يفادى بمال لو بذله ولو جاء بملء الأرض ذهباً ، ولا تنفعه خلة أحد - يعنى صداقته - بل ولا نسابته كما قال تعالى ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ) ولا شفاعة أي ولا تنفعهم شفاعة الشافعين ، وقوله تعالى : ( وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) مبتدأ محصور في خبر ، أي ولا ظالم أظلم ممن وافى الله يومئذ كافراً ، وقد روى ابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار أنه قال : الحمد لله الذي قال ( والكافرون هم الظالمون ) ولم يقل والظالمون هم الكافرون ، والله أعلم . علقه الشيح محمد منير الدمشقي .

([81]) من زيادة الناشر السابق .

([82]) سورة البقرة آية : 255 . أي لا يتجاسر أحد على أحد يشفع لأحد عند الله إلا بإذنه له في الشفاعة لعظمته تعالى وجبروت كبريائه كما في حديث الشفاعة ( آتي تحت العرش فأخر ساجداً فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال : ارفع رأسك ، وقل تسمع ، واشفع تشفع ، فيحد لي حداً فأدخلهم الجنة ) والله أعلم . علقه الشيخ محمد منير الدمشقي .

([83]) سورة الأنبياء الآية 28 .

([84]) سورة الزمر الآية 44 .

([85]) سورة الأنفال آية : 39 .

([86]) من زيادة الناشر السابق .

([87]) سورة فصلت آية : 37 .

([88]) من زيادة الناشر السابق .

([89]) سورة آل عمران آية : 80 . قال الحافظ ابن كثر في تفسيره أي ولا يأمركم بعبادة أحد غير الله لا نبي مرسل ولا ملك مقرب أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون أي لا يفعل ذلك إلا من دعا إلى عبادة غير الله ، ومن دعا إلى عبادة غير الله ، فقد دعا إلى الكفر ، والأنبياء إنما يأمرون بالإيمان وهو عبادة الله وحده لا شريك له ، كما قال تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) وقوله أرباباً أي آلهة من دون الله ، والله أعلم .

([90]) من زيادة الناشر السابق .

([91]) سورة المائدة آية : 116 .

([92]) من زيادة الناشر السابق .

([93]) سورة الإسراء آية : 57 . روى البخاري بسنده عن عبد الله في قوله تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ ) الآية ، قال ناس من الجن كانوا يعبَدُون فأسلموا وعنه أيضَاَ قال : نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفراً من الجن فأسلم الجنيون ، والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون بإسلامهم ، فنزلت هذه الآية ، والله أعلم . علقه الشيخ محمد منير الدمشقي .

([94]) من زيادة الناشر السابق .

([95]) سورة النجم آية : 19 ، 20 .

([96]) سورة النجم آية : 19 . يقول الله تعالى ذلك مقرعا المشركين في عبادتهم الأصنام والأوثان والأنداد واتخاذهم لها البيوت مضاهاة للكعبة التي بناها خليل الرحمن عليه السلام ، وكانت اللات صخرة بيضاء منقوشة وعليها بيت بالطائف له أستار وخدمة وحوله فناء معظم عند أهل الطائف وهم ثقيف ومن تابعها يفتخرون بها على من عداهم من أحياء العرب بعد قريش ، والعزى كانت شجرة عليها بناء وأستار بنخلة وهي بين مكة والطائف وكانت قريش تعظمها ، ولذلك قال أبو سفيان يوم وقعه أحد : لنا العزى ولا عزى لكم ، فقال رسول الله لأصحابه : " قولوا الله مولانا ولا مولى لكم " ، ومناة كانت بالمشلل عند قديد بين مكة والمدينة ، وكانت خزاعة والأوس والخزرج في جاهليتهم يعظمونها ويهلون منها للحج إلى الكعبة ، فبعث النبي أناسا من الصحابة رضي الله عنهم إلى هدمها ، فأرسل خالد بن الوليد سيف الله على المشركين إلى العزى فهدمها وجعل يقول : يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك وأرسل المغيرة بن شعبة وأبا سفيان صخر بن حرب إلى اللات فهدماها ، وجعلا مكانها مسجداً بالطائف ، وبعث رسول الله إلى مناة أبا سفيان صخر بن حرب فهدمها ، ويقال هدمها علي بن أبي طالب . فالنبي جاء بالدين الحق ، وإخلاص العبودية ، وإفراد المعبود بالحق ، وإبطال العادات القبيحة ، وكل ما يشوبه شيء من الشرك ، وجرى على ذلك أصحابه العظام وتابعوه الكرام من بعده إلى أن اختلط الحابل بالنابل واستحوذ الشيطان وغواة الباطل على عقول كثير من المسلمين ، فجددوا عبادة الأوثان لا سيما في عصرنا الحاضر عصر الجهل المركب والصور المزخرفة ، فلقد طم البلاء وعم ، والعلماء ساكتون إلا من شاء الله ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . علقه الشيخ محمد منير الدمشقى .

([97]) سورة الأعراف آية : 138 .

([98]) الحديث أخرجه الترمذي وصححه ، وقوله حدثاء عهد بكفر " أي قريب عهدهم بالكفر والخروج منه والدخول في دين الإسلام ، فلم يتمكن الإسلام من قلوبهم ، وقوله ينوطون أي يعلقون بها أسلحتهم تبركاً بها وتعظيماً لها ، وقوله " ذات أنواط " هو جمع نوط مصدر سمي به المنوط ، أي المعلق ، ظنوا أن هذا الأمر محبوب عند الله فقصدوا التقرب به إليه سبحانه وإلا فهم أجل قدراً من أن يقصدوا مخالفة النبي وباقي الحديث مع شرحه لنا مذكور في كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ، فارجع إليه فإنك تجد ما يسرك ، والله أعلم . وعلقه الشيخ محمد منير الدمشقي .

([99]) سورة العنكبوت آية : 65 .

([100]) سورة الزمر آية : 38 .

([101]) سورة النمل آية : 62 .

([102]) سورة فاطر آية : 13 - 14 .

([103]) سورة الأحقاف آية : 5 - 6 .

([104]) من زيادة الناشر السابق .

([105]) سورة طه آية : 5 .

([106]) سورة طه آية : 12 .

([107]) سورة الإخلاص آية : 1 - 4 .

([108]) سورة الشورى آية : 11 .

([109]) سورة المائدة الآية 3 .

([110]) الترمذي تفسير القرآن (2969) ، ابن ماجه الدعاء (3828) .

([111]) زيادة من الناشر السابق .

([112]) سورة البقرة الآية 255 .

([113]) سورة الأنبياء الآية 28 .

([114]) الصواب أن الشفاعة في إخراج من دخل النار بذنوبه ليست خاصة بالنبي بل هي من الشفاعة المشتركة كما يعلم ذلك من الأحاديث المستفيضة عن النبي وإنما الذي يخصه عليه الصلاة والسلام بعد الشفاعة العظمى الشفاعة في دخول أهل الجنة كما صرح به الحديث عنه عليه الصلاة والسلام ، وهكذا الشفاعة في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب من خصائصه عليه الصلاة والسلام والله الموفق . قاله عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد . عفا الله عنه ، ووفقه لكل خير .

([115]) البخاري الشهادات (2509) ، مسلم فضائل الصحابة (2533) ، الترمذي المناقب (3859) ، ابن ماجه الأحكام (2362) ، أحمد (1/434) .