×
لا يتم التقرب إلى الله تعالى - عز وجل - بالصيام وترك الشهوات الظاهرة؛ من طعام وشراب ونكاح إلا بعد التقرب إليه بترك الشهوات الباطنة، وهذه المقالة تبين بعض هذه الشهوات.


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

    أما بعد:

    للنساء في رمضان حديث.. وحديثي إليهن حديث مشفق خائف وجل.. يحب لهن الخير.. ويرجو لهن النجاة والفوز والفلاح..

    أليس من النساء الأمهات والأخوات؟!

    أليس منهن الزوجات والبنات؟!

    أليس منهن العمات والخالات؟

    أليست النساء نصف الأمة، ويلدن نصفها الآخر؟

    فكيف لا أحب لهن الخير، وأرجو لهن النجاة؟!

    قد تقولين أيتها الأخت المباركة: دعنا من حديثك، فرمضان شهر المغفرة والرحمة والعتق من النيران..

    دعنا من حديثك.. فإن أبواب الجنة تفتح في رمضان، وأبواب النار تغلق.. دعنا من حديثك.. فإن الشياطين تصفد في رمضان.. دعنا من حديثك.. فإن فيه ليلة هي خير من ألف شهر..

    وأقول لك: مهلا, أيتها الأخت الفاضلة الكريمة..

    لماذا تأخذين بجانب وتتركين الجانب الآخر؟ .. ألم يقل النبي ﷺ‬: «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر» [رواه أحمد والطبراني, وصححه الألباني].

    ألم يقل النبي ﷺ‬: «رغم أنف رجل دخل عليه رمضان، ثم انسلخ منه قبل أن يغفر له» [رواه الترمذي والحاكم, وصححه الألباني].

    ألم يقل النبي ﷺ‬: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري].

    فلا يتم التقرب إلى الله تعالى بالصيام وترك الشهوات الظاهرة؛ من طعام وشراب ونكاح إلا بعد التقرب إليه بترك الشهوات الباطنة؛ من كذب وغيبة ونميمة وسخرية واستهزاء وكبر وغرور وعلو في الأرض واختيال، وسائر الظلم والتعدي على الغير في نفسه أو ماله أو عرضه.

    خطر اللسان

    إن بعض المسلمات تصوم النهار, وتقوم الليل, ولكنها تؤذي المسلمين والمسلمات، وتتخذ من أعراضهم غرضاً للتندر، ومجالاً للضحك والسخرية.

    *فيا أختي المسلمة.. يقول الله عز وجل: }مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ{ [ق: 18]، أي: ما يتكلم الإنسان بكلمة إلا ولها من يرقبها, ويحصيها, ويكتبها له أو عليه كما قال تعالى: }وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ{ [الانفطار:10-12].

    فينبغي على المرأة الرشيدة أن تتعاهد لسانها بالتنقية والتطهير، ولا تتكلم إلا بالكلام النافع المفيد لها ولغيرها، وأن تجاهد نفسها على ذلك، حتى تتعود الخير, ويكون سجية لها، وتنفر من الشر, ويكون بغيضا إليها.

    *قال محمد بن واسع لمالك بن دينار: يا أبا يحيي, حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدينار.

    *وخاطب ابن عباس رضي الله عنه لسانه قائلاً: يا لسان, قل خيرا تغنم، أو اسكت عن شر تسلم.

    فحذار أيتها الأخت من إطلاق لسانك في الباطن وفي أذى المسلمين، فقد قال النبي ﷺ‬: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزلُّ بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب» [متفق عليه].

    *وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله, ما النجاة؟ قال: «أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك»[رواه الترمذي, وحسنه].

    *وسئل النبي ﷺ‬ عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: «الفم والفرج» [رواه الترمذي, وصححه الحاكم].

    *ولما قال له معاذ بن جبل رضي الله عنه: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: «ثكلتك أمك يا معاذ, وهل يكب الناس في النار على وجوههم – أو قال: على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم» [رواه أحمد والترمذي, وقال: حسن صحيح].

    *وأخبر النبي ﷺ‬ أن زنى اللسان النطق. [متفق عليه].

    يعي الكلام الباطل بالفحش والرفث عن القول، ولذلك نهى النبي ﷺ‬ عن أن تصف المرأةُ المرأةَ لزوجها، كأنه ينظر إليها، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها، كأنه ينظر إليها» [رواه البخاري].

    احذري الكذب

    لماذا تصرين – أختاه – على الكذب، وهو خصلة ذميمة، وآفة خطيرة، تضر من ابتلي بها في دينه ودنياه أعظم الضرر.

    أما سمعت أختاه قول النبي ﷺ‬: «إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً»[متفق عليه].

    أيسرك أن تكتبي عند الله (كاذبة), وينادي عليك يوم القيامة: فلانة بنت فلان (الكاذبة).

    أما تعلمين – أختاه- أن الكذب من صفات المنافقين.. نعم والله, هو من صفات المنافقين، قال النبي ﷺ‬: «أربع من كن فيه كان منافقا خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا خام فجر، وإذا عاهد غدر» [متفق عليه].

    واحذري أختاه من شهادة الزور، فإنها من أكبر الكبائر، كما قال ﷺ‬: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين – وكان متكئا فجلس – ثم قال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور» قالوا: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. [رواه البخاري].

    احذري الغيبة

    واحذري – أختاه – من الغيبة، فهي آفة خطيرة من آفات اللسان، نهى عنها ربنا في كتابه، وشبه فاعلها بآكل لحم أخيه الميت. قال تعالى: }وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ{[الحجرات:12].

    ومع أن حكم الغيبة هو التحريم، وهي أيضا من الكبائر، إلا أن أكثر الناس قد ابتلي بها، وأصبحت تعقد المجالس والمنتديات بقصد الغيبة وتناول الأعراض.

    والغيبة عرفها رسول الله ﷺ‬ فقال لأصحابه: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذكرك أخاك بما يكره» فقيل له: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته» [رواه مسلم].

    وقال رسول الله ﷺ‬: «لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس, ويقعون في أعراضهم» [رواه أحمد وأبو داود, وصححه الألباني].

    احذري النميمة

    والنميمة هي نقل كلام الناس بعضهم في بعض على وجهة الإفساد بينهم، وقد توعد الله صاحبها بالويل والعذاب فقال سبحانه: }وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ{[الهمزة:1] قيل: الهمزة: النمام.

    وقال النبي ﷺ‬: «لا يدخل الجنة نمام» [متفق عليه, واللفظ لمسلم].

    قال يحيى بن أكثم: النمام شر من الساحر، ويعمل النمام في ساعة ما لا يعمل الساحر في شهر.

    وقال الحسن: من نم لك نم عليك..

    فاحذري أختاه من هذه الخصلة الذميمة، ولا تصدقي النمام فيما يقول، بل انصحيه وبيني له خطأه، وأرشديه إلى الصواب.

    احذري ذا الوجهين

    احذري أختاه ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه، ولا يثبت على حال، وهذا شأن المنافقين، قال تعالى: }مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ{[النساء:143].

    وقال النبي ﷺ‬: «تجدون شر الناس عند الله يوم القيامة ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، ويأتي هؤلاء بوجه» [متفق عليه]. بمعنى أنه يمدح الإنسان في وجهه, ويبالغ في ذلك لقصد دنيوي، ثم في غيبته يذمه عند الناس, ويعيبه.

    احذري اللعن والسب

    المرأة المسلمة طاهرة اللسان، عفيفة المنطق والكلام، لا تعرف السباب واللعن والشتائم، فقد رباها الإسلام على الحياء والصيانة وحسن الخلق ومحامد الخصال. وقد ورد في ذم اللعن والسب أحاديث كثيرة منها قوله ﷺ‬: «لعن المؤمن كقتله» [متفق عليه]. وقوله ﷺ‬: «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء»[الترمذي حسنه].

    وقال ﷺ‬: «لا يكون اللعانون شفعاء, ولا شهداء يوم القيامة» [رواه مسلم].

    *ونهى النبي ﷺ‬ عن لعن الدواب والريح حتى يظل لسان المسلم طاهرا نظيفا لا يكدره شيء.

    أما السباب, فإنه دليل على سرعة الغضب، والعجلة، والسفه، وفيه قال النبي ﷺ‬: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر» [متفق عليه].

    *ونهى ﷺ‬ عن سب الحيوان, فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة» [رواه أبو داود, وصححه الألباني].

    *ونهى ﷺ‬ عن سب المرض, فقال: «لا تسبوا الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم, كما يذهب الكير خبث الحديد» [رواه مسلم].

    فإذا كان سب الحيوان الذي لا عقل له منهيا عنه في شريعة الإسلام، فكيف بسب الأبناء والآباء والأزواج والأصدقاء والخدم. بل كيف بمن يسب الله ورسوله ﷺ‬؟

    فاتقي الله يا أختاه .. واتركي اللعن والسباب.

    احذري السخرية والاستهزاء

    الناس جميعا لآدم u، وآدم من تراب.. فهل يليق لمن أصله التراب أن يسخر من أحد أو يستهزئ بالآخرين؟!

    ألا يا أيها الإبريــ

    ـقُ ما لك والصلف

    فما أنت بلور

    وما أنت من صدف

    وما أنت إلا كالـ

    أباريق كلها

    تراب مهين قد

    ترقى إلى خذف

    قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ{[الحجرات:11].

    ومعنى السخرية: الاستهانة والتحقير، والتنبيه على العيوب والنقائص، على وجه يضحك منه، وقد يكون ذلك بالقول، وقد يكون بالمحاكاة في الفعل والقول، وقد يكون بالإشارة والإيماء.

    قالت عائشة رضي الله عنها: حاكيت إنساناً، فقال لي النبي ﷺ‬: «والله, ما أحب أني حاكيت إنساناً ولي كذا وكذا» [رواه أبو داود والترمذي, وصححه].

    فاتقى الله – أختي المسلمة - وحافظي على دينك، وإياك أن تسخري أو تستهزئي بأحد من عباد الله، وبخاصة أهل الصلاح والاستقامة. قال الشيخ ابن باز: (الاستهزاء بالإسلام أو بشيء منه كفر أكبر، ومن يستهزئ بأهل الدين والمحافظين على الصلوات من أجل دينهم ومحافظتهم عليه يعتبر مستهزئا بالدين، فلا يجوز مجالسته, ولا مصاحبته، بل يجب الإنكار عليه والتحذير منه, ومن صحبته).

    احذري الغناء

    وإني سائلك – أختاه – سؤالاً: إذا كان يوم القيامة أين يكون الغناء؟! أمع الحق في صحيفة الحسنات؟ أم مع الباطل في صحيفة السيئات؟

    قال الله تعالى: }مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا{ [لقمان: 6]. قال ابن مسعود رضي الله عنه مفسرا لهو الحديث: والله, إنه الغناء.

    والغناء من الآفات المنتشرة التي دخلت كل بيت إلا من رحم الله عز وجل. وهو من أعظم أسباب قسوة القلب والإعراض عن ذكر الله عز وجل، وتلاوة كتابه، ومحبته تضعف في قلب صاحبه محبة القرآن وتلاوته وسماعه، وهو كذلك يضعف الغيرة في القلب, ولذلك ذكر العلماء أنه بريد الزنى، ومزمار الشيطان. قال النبي ﷺ‬: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» [رواه البخاري].

    فاتقي الله – أختي المسلمة- وطهري قلبك من محبة الغناء، وعليك بكتاب الله عز وجل، فهو النور المبين والصراط المستقيم، والمنهاج القويم، من قرأ منه حرفا كانت له حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، فأنعم به من كتاب, وأكرم به من تنزيل.

    أختاه تذكري

    *تذكري أختاه أن الله يراك, ويعلم ما تخفين, وما تعلنين، ويعلم مكنون الصدور وخفايا الأمور؛ }مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{[المجادلة:7].

    *تذكري يا أختاه الموت وسكرته .. والقبر وظلمته.. والصراط وحدته.. والحساب وشدته..

    قال تعالى: }وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ{[ق:19-22]

    *تذكري أختاه يوم القيامة.. يوم الحسرة والندامة .. أو يوم الفرحة والكرامة .. تذكري ما في هذا اليوم من أهوال وشدائد وخطوب ،تشيب لها رؤوس الولدان، وتطيش منها عقول الشيب والشبان: }يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ{[الحج:2].

    *تذكري أختاه يوم تتطاير الصحف، فآخذ كتابه بيمينه، وآخذ كتابه بشماله: }فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ{[الحاقة:19-32].

    *تذكري أختاه: }يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا{[آل عمران:30].

    *تذكري أختاه يوم يقول العصاة والمجرمون: }يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا{ [الكهف:49].

    *تذكري أختاه يوم يقول الكافر: }يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا{[النبأ:40].

    نسأل الله أن يهدينا وإياك سواء السبيل. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

    ***