×
يا بنيتي، هذه الرسالة الموجزة، كتبتها لك حرصا عليك من الضياع، وخوفا عليك من بنيات الطريق، أبين لك فيها بصدق وإخلاص كيف تكونين فتاة صالحة، وزوجة صالحة، وأُمًّا ناجحة، وقد انتقيت لك فيها من مشكاة القرآن والسنة نورًا، ومن تجارب الحياة قبسًا.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شرك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

    أما بعد.. فإليك ـ يا بنيتي ـ هذه الرسالة الموجزة.. كتبتها لك حرصا عليك من الضياع.. وخوفا عليك من بنيات الطريق.. أبين لك فيها بصدق وإخلاص كيف تكونين فتاة صالحة.. وزوجة صالحة.. وأُمًّا ناجحة.. وقد انتقيت لك فيها من مشكاة القرآن والسنة نورًا.. ومن تجارب الحياة قبسًا.. ومزجت ذلك في كلمات غيورة تدفقت من سويداء قلبي فيَّاضةً بدفء الأمومة الحاني.. وحبِّها المتفاني..

    فأنت نعمة موهوبة من الله.. وحق النعمة أن تحفظ وتشكر.. وهذا النصح والتوجيه ما هو إلا بعض ما يجب عليَّ من مسؤولية التربية نحوك.

    وإليك بنيتي نص النصيحة..

    عليك بحصن التقوى

    بنية.. لا شيء يمكن أن يأخذ بيدك إلى الخير ويحميك من الآفات والشر كتقوى الله سبحانه وتحقيق العبودية له؛ فبتحقيق العبادة - والعبادة وحدها - تفتح لك أبواب الخير.. ويحالفك التوفيق في الدنيا والآخرة.. ذلك أن الله جل وعلا ما خلق الخلق إلا لعبادته؛ كما قال تعالى: }وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{ [الذاريات: 56]؛ فمن أطاعه في أمره أرضاه وأسعده.. ومن عاند وعصى أشقاه وأتعبه.. كما قال تعالى: }فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى{ [طه: 123 - 124].

    فالزمي بنيتي عتبة العبودية والتقوى؛ فإن لك بها مخرجا من الهم والغم والضيق والضنك.. }وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ{ [الطلاق: 2 - 3]، }أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ{ [يونس: 62 - 63].

    واعلمي ـ بنية ـ أنك كلما تقربتِ من الله كان لك بكل خير أسرع، وأول فرض يقربك إلى الله هو "الصلاة"! فصلاتك مفتاح النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد علمت يا بنيتي أن ترك الصلاة كفر، والتهاون في أدائها موجب لأشد العذاب؛ فقد قال رسول الله ﷺ‬: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر».

    وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة؛ فإن صلحت فقد أفلح ونجح، وإن نقصت فقد خاب وخسر، وقد توعَّد الله من يؤخِّر الصلاة عن وقتها بعذاب أليم، فقال تعالى: }فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{ [الماعون: 4 - 5]: أي: غافلون عنها، متهاونون بها.

    فاحذري بنية من التهاون في أدائها؛ فإنها طريقك إلى الفوز بالجنة؛ قال رسول الله ﷺ‬ : «إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت». [رواه مالك وأحمد].

    فإذا وجدت من نفسك حرصًا على فريضة الصلاة في وقتها كما أمر الله، فلا تزهدي في النوافل والأذكار، وكل ما يقرِّبُك من الله؛ فإن ذلك من أسباب حلول البركة عليك.. وإذلال القبول والتوفيق لك.

    وتذكري بنية أنك كلما تقربت من الله بالنوافل حصلت لك منه العناية والكفاية.. وعلى قدر عبوديتك له تكون كفايتك.. كما قال الله تعالى: }أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ{ [الزمر: 36]؛ فعلى قدر العبودية تكون الكفاية.

    وقال تعالى: }قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا{. [الشمس: 9]؛ فعلى قدر تزكية النفس بالطاعة يكون الفلاح في الدارين.

    * الحرص على الذكر: فإنه طمأنينة، وسكينة، وحياة؛ قال تعالى: }أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{ [الرعد: 28].

    وقال النبي ﷺ‬: «مثل الذي يذكر ربَّه والذي لا يذكر ربَّه مثل الحي والميت».

    ومن مهمات الأذكار التي يتأكد الحرص عليها أذكار الصباح والمساء؛ فإنها حرز من الشياطين، وحصن من الشرور والآفات، ومن أعظم أسباب جلب الخير والبركة، ولذلك لم يكن رسول الله ﷺ‬ يخل بها.

    وعليك ـ بنية ـ بكثرة السجود؛ فإنه باب من أبواب الجنة؛ فعن أبي عبد الله ثوبان ـ رضي الله عنه ـ مولى رسول الله ﷺ‬ قال: سمعت رسول الله ﷺ‬ يقول: «عليك بكثرة السجود؛ فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وحطَّ عنك بها سيئة». [رواه مسلم].

    ومن القرب العظيمة التي تقربك من الله أيضًا: الإحسان إلى الخلق؛ وذلك بحسن الخلق، وطيب المعاملة، وبذل المعروف، وصدق المودة، واجتناب أذية الخلق؛ سواء باليد أو اللسان، والحرص على بر الوالدين وطاعتهما، وصلة الرحم والإحسان إلى القرابة.

    فإن هذه الأمور من شأنها أن تحفظ عليك دينك وتدخلك في ديوان الصالحات القانتات اللاتي لا يخطئهن الخير، ولا يكاد يلحقهن الشر؛ فقد حفظن الله في شرعه فحفظ عليهم دينهن ودنياهن..

    أريدك ناضجة

    فليس من النضج أن تتبعي الهوى.. وأن تنساقي كل وقت وحين لرغبات طائشة تقودك ربما إلى الهلاك!

    فلست أراك ذات القرار.. فالخروج تحت ذرائع شتى يشكل أكبر همك.. لاسيما إلى الأسواق.. وكلما منعت من ذلك أصابك هم وغم.. وعلتك الكآبة والأسى.. وأضحى حالك حال السجينة القابعة في غياهب السجون!! كلا! فبقاؤك في البيت أسلم.. وقرارك فيه أكرم لك وأنعم!

    فأما كونه أسلم: فلأن أنسب مكان للفتاة هو بيتُها؛ إذ هو حصن لها من الفتنة.. وحماية لفضيلتها من الضياع.. لاسيما إذا كان خروجها سيكون للمواقع التي هي مظنة العطب.

    وأما كونه أكرم فلأن الله جل وعلا قد أمر المؤمنات بالقرار في البيوت؛ فمن لزمت أمره وأطاعته فقد حققت التقوى، وصارت في ديوان المتقين، فشملها كرم الله الأوسع الذي خصَّه لأهل التقوى وكرمهم به فقال: }إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ{ [الحجرات: 13].

    قال تعالى في أمر النساء بالقرار في البيت: }وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ{. [الأحزاب: 33].

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فيجب في حقِّها الاستتار باللباس والبيوت ما لا يجب في حق الرجل؛ لأن ظهورها للرجال سبب الفتنة، والرجال قوَّامون عليهن". وقال أيضا: "وذلك أن البيوت سترة كالثياب التي على البدن". [مجموع الفتاوى 15/297].

    وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ‬: «المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من رحمة ربها وهي في قعر بيتها». [رواه الترمذي].

    يقول ابن الجوزي - رحمه الله - في بيان آداب القرآن في البيوت والخروج: "وينبغي للمرأة أن تحذر من الخروج مهما أمكنها، وإن سلمت من الفتنة في نفسها لم يسلم الناس منها؛ فإن اضطرت إلى الخروج خرجت بإذن زوجها في هيئة رَثَّةٍ، وجعلت طريقها في المواضع الخالية دون الشوارع والأسواق، واحترزت من سماع صوتها، ومشت في جانب الطريق لا في وسطه". [أحكام النساء، ص 104].

    صوني العفاف

    وصيانتُه ـ بنية ـ تكون بما شرعه الله من الحجاب والستر؛ لقوله تعالى: }يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا{. [الأحزاب: 59]؛ فالحجاب حصن لك من أذى العيون.. وأذى الظنون.. وهو قربة وعبادة تنالين بها الجنة؛ كما قال ﷺ‬: «إذا صلَّت المرأة خمسَها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت». [رواه مالك].

    ومن معاني حفظ الفرج: صيانة المرأة المسلمة نفسها من أسباب الفتنة؛ وذلك بالتزام الستر والحجاب كما أمر الله به.

    ومن أسباب صيانة العفاف أيضا اجتناب موجبات الشهوة؛ كالأغاني والأفلام والمسلسلات المحرمة؛ فإن كل ذلك رقية إلى الفتنة والمعاكسات والإعجاب وغيرها من المفردات والمعاني التي تناقض العفاف وتضاده..

    وتذكري بنية.. من انشغلن بذلك لم يعدن منه بفائدة؛ بل بلين بسببه بالعلاقات المحرمة حتى تلطخت سمعتهن، ولاكتهن الألسن، واحتقرتهن الأعين؛ بل منهن من لم يجنين من ذلك إلا العار والمهانة.. والسلامة لا يعدلها شيء.

    واعلمي بنية أن الله إذا حرم شيئا حرم ما يفضي إليه؛ فلما حرم الزنى حرم ما يفضي إليه من النظرة المحرمة والخلوة بالأجنبي، والتبرج، وغير ذلك.

    فالزمي بنيتي عتبة الحياء؛ فإنه خلق الإسلام، وبها نالت من نالت شرف العفاف الذي هو وسام الحرة من النساء.

    لا وازعًا يزع الفتاة كمثلما

    تزع الفتاة صيانة وحياء

    وإذا الحياء تهتكت أستاره

    فعلى العفاف من الفتاة عفاء

    بنية! أصبحت مسألة الزينة والأزياء والموضة همومًا تشغل بال كثير من النساء.. ومنهن من هو مسرف على نفسه قد أتبعها هواها حتى أصبحت مفتتنة بقواعد الزينة والموضة دونما مراعاة لما تقرر في الشرع.. ولا ما يدل عليه العرف.. ولا ما يقتضيه الحياء والأصل!

    ولطالما لاحظت فيك ميلا لذلك.. تحت تأثير ما تسمعين.. وما تقرئين.. ومن تخالطين! فاحذري.. فإن بداية السيل قطرة، ثم ينهمر.

    إن لك فيما أحل الله من الزينة واللباس غنية.. وهو كثير!

    فلا تغتري بمن رحن ينشدن الجمال في الحرام.. ومجاله في الحلل أوسع.. فاقتفين أثر الكافرات.. وتبرجن كالمتبرجات.. وتقيَّدن بأذواق الأجنبيات.. وانحدرن معهن في الأحوال والصفات.

    قال رسول الله ﷺ‬ : «من تشبَّه بقوم فهو منهم».

    فصوني بنيَّة عفافك؛ فإن أول شرارات انحداره تكمن في التأثر بتلك الدعايات.. والاستسلام لتلك الترهات.. واعلمي أن أجمل اللباس هو ما أحله الله وأباحه.. }وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ{ [الأعراف: 26].

    وتذكري ـ بنية ـ أن رسول الله ﷺ‬ قد حذَّر من مشابهة أهل الكفر؛ فقال ﷺ‬: «لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟» [رواه البخاري]؛ فهذا الحديث فيه نهي عن متابعة الكفار شيئا فشيئا.. والذي قبله فيه نهي عن التشبه بهم.. وإذا تأملت في هذين الحديثين وجدت أنهما ينطبقان على قضية الموضة والأزياء في هذا العصر؛ فكثير من النساء وقعن في أول الأمر في التشبه مع تحقيق الستر.. ثم تابعن تقليدهن لكل جديد في الموضة حتى هتكن سترهن ونزعن حجابهن واستبدلنه بخرق التبرج.. وتزين للرجال الأجانب.. وأصبح عفافهن محطَّمًا على صخرة التقليد والاتباع لما تمليه قواعد الموضة ومستجداتها.. كل شهر بل كل يوم ولحظة.. فاحذري جحرها! وصوني العفاف.

    وليس معنى ذلك أن تفرِّطي في العناية بنفسك.. كلا؛ فالنظافة سمة المرأة المؤمنة.. والتزيُّن لزوجها خلق المرأة الصالحة.. وإنما المنهي عنه أن تجعل الفتاة همَّها في زينتها.. أو تتزين لغير زوجها.. أو تشابه الكفار والفجار في زينتها.. فتبقى أسيرة العادات الوافدة وتقاليد الموضة والأزياء التي تتلاعب بأصول وأعراف - بل بأخلاق - الرجال والنساء.

    وأوصت أم ابنتها عند زواجها فقالت لها:

    "أي بنية لا تغفلي عن نظافة بدنك، فإن نظافته تضيء وجهك وتحبب فيك زوجك، وتبعد عنك الأمراض والعلل، وتقوي جسمك على العمل؛ فالمرأة التفلة تمجها الطباع، وتنبو عنها العيون والأسماع، وإذا قابلت زوجك فقابليه فرحة مستبشرة، فإن المودة جسم روحه بشاشة الوجه".

    "إن أجمل وأكمل ما تتحلى به المرأة هو إيمانها الصادق بربها سبحانه وملازمتها للتقوى؛ لقد تحلى كثير من النساء بالحلي والذهب والملابس الفارهة ولكنهن تركن الإيمان والتقوى؛ فكان ذلك منقصة عليهن، ولم يُفِدْهن ما لبسن وتجملن به شيئا؛ بل كان حسرة وندامة عليهن؛ إذ كان نعمة لم يشكرنها، وطيبات عجِّلَتْ لهنَّ في الدنيا؛ فما تقول التي فرطت وأسرفت وعتت يوم تبعث وتقف بين يدي خالقها؟!

    الأجساد عارية.. والسرائر صارت علانية.. وكل شيء ظاهر غير خاف، ماذا تقول وأمثالها؟! إنها تتمنى الرجعة إلى الدنيا لتصلح ما أفسدت، وهيهات وأنى لها ذلك.. }وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ{؛ فهل يجابون؟!

    نعم؛ يأتيهم الجواب، ولكن ماذا؟! }أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ{. [أسباب تحقيق العفاف/ خالد الشايع ص14].

    خاتمة

    بنيتي! أنت الآن فتاة ناضجة.. وغدًا تصبحين زوجةً مسؤولةً؛ فصلاحك الآن نواة الصلاح غدًا.. فأنت كالشجرة إذا كانت طيبة أثمرت الطيب من الثمار؛ فاحفظي الله في دينه يحفظك من الآفات والهلكات.. واجعلي من التقوى لباسا.. ومن الحياء غطاء.. ومن العفاف سفينة للنجاة والسلامة..

    قد رشحوك لأمر لو فطنت له

    فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

    اجتنبي بنيات الطريق.. فإن سيرها هلكة.. وحاسبي عينيك على نظراتها.. وقَدَمَيْك على خطواتها.. ونفسك على خطراتها.. ولسانك على أقواله.. وأذنك على ما تسمع؛ فإن صلاحك واستقامتك وثباتك على الإيمان أمل تهفو له النفوس المؤمنة.. وهو قبل ذلك مطلب شرعي ومسؤولية عليك في هذه الحياة.. وأكثر من ذلك كله؛ فهو طريقك الأوحد إلى سعادتك في الدنيا والآخرة بنص قول الله تعالى: }مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ [النحل: 97].

    ألا فاسمعي نصحي لعلك تسعدي

    بعيش رغيد في الحياة وسؤدد

    فما السعد يا أختاه في عيشك الهوى

    ولا في متاهات الطريق الأسود

    هو ذا الطريق المستقيم معبد

    ألا فاتبعي آثاره وتعبدي

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    * * * * *