×
رحلة الإمام الشافعي رحمه الله: هذه الرسالة تحتوي على رحلة الإمام المُجدِّد محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله في طلب العلم، التي رواها عنه تلميذُه الربيع بن سليمان الجيزي رحمه الله، وقد أخرجها فضيلة الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله، وحاول أن يُصلِح الأخطاء التي كانت فيها والتحريفات.

 رحلة الإمام الشافعي رحمه الله

القسم العلمي بدار القاسم


 مقدمة الشيخ محب الدين الخطيب

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على سنته من أئمة الهدى، وسلم تسليمًا كثيرًا.

وبعد فإني اقتنيت – وأنا بمكة سنة 1337هـ - نسخة من مسند إمامنا محمد بن إدريس الشافعي المطلبي – رحمه الله ورضي الله عنه -، مطبوعة بالمطبع الخليلي في الهند، وبأولها رحلة الإمام في طلب العلم رواها عنه تلميذه الربيع بن سليمان الجيزي، وهي – من الخطأ والتحريف – بحيث لا يكاد القارئ يفهم كثيرًا من مواضعها، وقد اعتذر عن ذلك محمد عبد العزيز البانكرموي التالكرامي فقال:

«اعلموا يا أيها الخلان، من أولي النهى والأيقان، أن في هذه الرسالة المسماة برحلة الشافعي كم من مقام عجزت عن درك مطالبها عند كتابتها وصحتها من كثرة أغلاطها فتركتها على حالها كما وجدتها من المنقول عنه. فاصفحوا عني ولا تنسوني عن دعائكم بالخير» اهـ.

ومنذ اقتنيت هذه الرحلة وأنا في شوق شديد إلى نشرها في أيدي القراء صحيحة سالمة من التشويه، وكنت أريد – لذلك – أن أقف على نسخ منها مخطوطة أحل بها طلاسم تلك الأخطاء. ولما يئست من العثور على بغيتي رجعت إلى نسخة محمد عبد العزيز البانكرموي فأعدت النظر فيها واجتهدت في ردَّ الكلمات المحرفة إلى ما اعتقدت أنها محرفة عنه من الكلمات المناسبة للمقام، واستطعت بذلك أن استخرج نسخة منها صحيحة – ولله الحمد – بقدر الإمكان، ولم تبق إلا كلمات قليلة استعصت علي فأشرت إليها في الهامش. وإنما ركبت هذا المركب لأن في قلبي حرقة منذ ثلاثة عشر عامًا إلى الآن من بقاء هذه الرحلة مجهولة من جمهور القراء، مع أنها من دفائن تركة السلف التي لا يجوز بقاؤها في زوايا النسيان، والله المعين.

محب الدين الخطيب


بسم الله الرحمن الرحيم

أخبرنا الإمام العالم أبو زكريا يحيى بن علي بن عبد الرحمن القلسي قراءة عليه قال: حدثنا الفقيه أبو القاسم عبد العزيز بن يوسف المقري في الجامع العتيق بمصر في شهور سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد بن فتح المعروف بأبي الحسن المقري في سنة ثلاثين وخمسمائة، قال: أخبرنا الشريف الرضي الموسوي أبو إسماعيل موسى بن الحسين بن علي بن إسماعيل بن علي الحسيني المقري ([1]) في سنة أربع وثمانين وأربعمائة بالجامع العتيق بمصر قال: أخبرنا الشيخ أبو العباس أحمد بن إبراهيم الفارسي في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن عبد الله الرجل الصالح قراءة عليه وأنا أسمع ويحيى بن موسى العدل بمصر قالا: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد المقري الواعظ الكوار قال: حدثنا أبو الفرج عبد الرزاق حمران البطين قال: حدثنا أبو بكر محمد بن المنذر قال: حدثني الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول:

فارقت مكة – وأنا ابن أربع عشرة سنة لا نبات يعارضني – من الأبطح إلى ذي طوى، وعلي بردان يمانيان، فرأيت ركبًا منيخة سلمتُ عليهم فردوا علي السلام، فوثب إلي شيخ كان فيهم فقال:

- سألت بمن ألقيت علينا سلامه إلا ما حضرت طعامنا، وما كنت علمت أ،هم أحضروا طعامًا. فأجبت مسرعًا غير محتشم، فرأيت القوم بدوا يأخذون الطعام بالخمس ويدفعون بالراحة، فأخذت كأخذهم كيلا يستشنع عليهم مأكلي. قال: والشيخ ينظر إلي ساعة بعد ساعة. ثم أخذت السقاء وشربت ريَّا، وحمدت الله تعالى وأثنيت عليه.

قال: فأقبل علي الشيخ وقال:

- مكي أنت؟

قلت: مكي.

قال: قرشي أنت؟

قلت: قرشي.

ثم أقبلت عليه وقلت له:

- يا عم بم استدللت علي؟

- فقال: أما في الحضر طعام؟ من أحب أن يأكل طعام الناس أحب أن يأكلوا طعامه، وذلك في قريش خصوصًا.

قال الشافعي: فقلت: من أين؟

قال: من يثرب مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

فقلت: مَنْ العالم بها والمتكلم في نص كتاب الله والمفتي بأخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟

فقال: سيدُ أصبح، مالك بن أنس – رضي الله عنه -.

فقال الشافعي: - رحمه الله – فقلت: واشوقاه إلى مالك!

فقال لي مجيبًا: عدل الله شوقك، ألا ترى إلى البعير الأورق؟ فقلت: أجل. قال: هو أحسن جمالنا قيادًا، وأسهلها مشيًا، ونحن ثمانية نفر، ذلك مما حسن الصحبة حتى تصل إلى مالك.

قال الشافعي – رضي الله عنه -: فقلت: متى ظعنكم؟

فقالوا: في وقتنا هذا.

فما كان غير بعيد حتى قطروا بعضها إلى بعض وأركبوني البعير الذي كانوا وعدوني بركوبه. قال الشافعي – رحمه الله عليه -: فعلوت على ظهره وأخذ القوم في السير وأخذت أنا في الدرس فختمت من مكة إلى المدينة ست عشرة ختمة: ختمة بالليل وختمة بالنهار. ودخلتُ المدينة في اليوم الثامن بعد صلاة العصر، فأتيت مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودنوت من القبر فسلمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولذتُ بقبره، فرأيتُ مالك بن أنس مؤتزرًا ببردة متشحًا بأخرى وهو يقول: حدثني نافع عن ابن عمر عن صاحب هذا القبر – ويضرب بيده على قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - قال الشافعي – رضي الله عنه -: فلما رأيت ذلك هبته الهيبة العظيمة، وجلست حيث انتهى بي المجلس، فأخذت عودًا من الأرض فجعلت كلما أملى مالكٌ حديثًا كتبته بريقي على يدي ومالك ينظر إلي من حيث لا أعلم – حتى انقضى المجلس، وجلس مالك ينتظر العشاء المغرب ولم ير أني انصرفت فيمن انصرف فأشار إلي بيده، فدنوت منه فنظر إلي ساعة ثم قال لي:

- أحَرَميٌّ أنت؟

قلت: وقرشي.

فقال: كملت صفاتك، فلم رأيتك سيئ الأدب.

فقلت: وما الذي رأيت من سوء أدبي؟

فقال: رأيتك وأنا أملي الألفاظ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنت تلعب بريقك على يدك.

فقلت: عدم الورق، وكنت أكتب ما تقول.

فجذب مالك يدي فقال: ما لي لا أرى عليها شيئًا؟

فقلت: إن الريق لا يثبت على اليد، ولكن قد وعيتُ جميع ما حدثت به منذ وقت جلست إلى حين قطعت.

فعجب مالك من ذلك وقال: أعدْ علي ولو حديثًا واحدًا.

قال الشافعي – رحمه الله – فقلت: حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر – وأشرت بيدي إلى القبر كإشارته – عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أعدت عليه خمسة وعشرين حديثًا حدَّ ث بها من وقت جلس إلى وقت قطع المجلس. وسقط القرص وصلى مالك المغرب فأقبل على عبده فقال:

- خذ بيد سيدك إليك.

وسألني النهوض معه. قال الشافعي – رضي الله عنه -: فقمتُ غير ممتنع إلى ما دعا من كرامة. فلما أتيتُ الدار أدخلني الغلام إلى مخدع وقال لي:

- القبلة من البيت هكذا، وهذا إناء فيه ماء، وهذا الخلاء من الدار (وأشار إليه).

قال الشافعي – رضي الله عنه -: فما لبث مالك غير بعيد حتى أقبل والغلام حاملٌ طبقًا فوضعه من يده. وسلَّم عليَّ مالك ثم قال للعبد:

- اغسل علينا.

فوثب الغلام إلى الإناء وأراد أن يغسل عليَّ أولاً، فصاح عليه مالك وقال:

- في أول الطعام لرب البيت، وفي آخر الطعام للضيف.

قال الشافعي – رضي الله عنه -: فاستحسنتُ ذلك من مالك، وسألته عن ذلك فقال:

- إنه يدعو الناس إلى طعامه فحكمهُ أن يبتدئ بالغسل، وفي آخر الطعام ينتظر من يدخل ليأكل معه.

قال الشافعي – رحمه الله -: وكشف مالك الطبق وكان فيه صحفتان في إحداهما لبن وفي الأخرى تمر، فسمى وسميت.

قال الشافعي: فأتيت أنا ومالك على جميع الطعام، وعلم مالك أنا لم نأخذ من الطعام الكفاية فقال لي:

- يا أبا عبد الله هذا جهدٌ من مُقِلًّ، إني فقيرٌ مُعدم.

فقلت: لا عذر على من أحسن، إنما العذر على من أساء.

قال الشافعي: فأقبل مالك يسألني عن أهل مكة حتى دنا العشاء الآخرة ثم قال:

- حكم المسافر أن يحمل نفسه بالاضطجاع.

قال الشافعي: فنمت ليلتي. فلما كان في الثلث الأخير من الليل عند انفجار الصبح قرع مالك علي الباب، فأقرعت فقال لي:

- الصلاة يرحمك الله!

فرأيته حاملاً إناء فيه ماء ليُسبغ علي ذلك، فقال لي:

- لا يرعاك ما رأيت مني، فخدمة الضيف فرض.

قال الشافعي – رضي الله عنه -: فتجهزت للصلاة، وصليت الفجر مع مالك بن أنس في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والناس لا يعرف بعضهم بعضًا من الغَلَس، وجلس كل واحد منا في مصلاه نسبح الله إلى أن طلعت الشمس على رؤوس الجبال كالعمائم على رؤوس الرجال، فصلى كل امرئ منا ما قسم له ثم جلس في مجلسه بالأمس وناولني الموطأ أمليه وأقرأه على الناس وهم يكتبون. قال الشافعي – رضي الله عنه -: فأتيت على حفظه من أوله إلى آخره من القراءة وأقمت ضيف مالك ثمانية أشهر، فما علم أحدٌ من الأنس الذي كان بيننا أينا الضيف. ثم قدم على مالك المصريون بعد قضاء حجَّهم زائرين لنبيهم وتسمَّعوا الموطأ، قال الشافعي – رضي الله عنه -: فأمليته عليهم: حفظًا، منهم عبد الله بن عبد الحكم وأشهب وابن القاسم – قال الربيع: وأحسب أ،ه ذكر الليث بن سعد – ثم قدم بعد ذلك أهل العراق زائرين لنبيهم، قال الشافعي – رضي الله عنه -: فرأيت بين القبر والمنبر فتى جميل الوجه نظيف الثوب حسن الصلاة، فتوسمت فيه خيرًا، فسألته عن اسمه فأخبرني، سألته عن بلده فقال: في العراق.

قال الشافعي – رضي الله عنه -: فقلت: أيُّ العراق؟

قال: الكوفة.

فقلت: مِنَ العالم فيها والمتكلم في نص كتاب الله والمفتي بأخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟

فقال: محمد بن الحسن وأبو يوسف صاحبا أبي حنيفة – رضي الله عنه -:

فقال الشافعي – رضي الله عنه – فقلت: ومتى عزمتم تظعنون؟

فقال: في غداة غدٍ عند انفجار الفجر.

فعدت إلى مالك فقلت له: قد خرجت من مكة في طلب العلم بغير استئذان العجوز فأعود إليها أو أرحل؟ وفي طلب العلم فائدة يرجع منها إلى عائدة.

فقال: ألم تعلم بأن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع؟

قال الشافعي رضي الله عنه: فلما أزمعت السفر زودني مالك بصاع من أقط وصاع من شعير وصاع من تمر وسقاء فيه ماء؛ فلما كان في السحر وانفجر الفجر حمل بعض الإداوة وسار معي إلى البقيع، فصاح بعلو صوته:

- من معه كراء راحلة إلى الكوفة؟

فأقبلت عليه وقلت له: بمَ تكتري ولا شيء معك ولا شيء معي؟

فقال لي: انصرفت البارحة عنك، وبعد العشاء الآخرة قرع عليَّ قارع الباب فخرجت إليه فأصبتُ ابن القاسم فسألني قبول هدية فقبلتها، فدفع إليَّ صرةً فيها مائة مثقال، وقد أتيتك بنصفها وجعلت النصف لعيالي.

فاكترى لي بأربعة دنانير ودفع إليَّ باقي الدنانير وودَّعني وانصرف، فسرت في جملة الحاج حتى وصلت إلى الكوفة يوم أربعة وعشرين من المدينة، فنزلت المسجد بعد صلاة العصر وصليت العصر؛ فبينا أنا كذلك إذ رأيت غلامًا قد دخل المسجد، فصلى العصر، فما أحسن يصلي؛ فقمت ناصحًا له ومشفقًا فقلت له:

- أحسن صلاتك، لا يعذَّب الله هذا الوجه الجميل بالنار.

فقال لي: أنا أظنك من أهل الحجاز؛ فيكم الغلظة والجفاء، وليس فيكم رأفة أهل العراق، وأنا أصلي هذه الصلاة خمس عشرة سنة بين يدي محمد بن الحسن وأبي يوسف فما عابا عليَّ صلاتي قط.

وخرج معجبًا ينفض رداءه في وجهي، فلقي – للتوفيق – محمدًا بن الحسن وأبا يوسف بباب المسجد، فاستخبرهما ولا علم لي بهما، فقال:

- هل علمتما في صلاتي من عيب؟

فقالا: اللهم لا.

قال: ففي مسجدنا من قد عاب على صلاتي.

فقالا: اذهب إليه فقل له: بم تدخل في الصلاة؟

قال الشافعي – رضي الله عنه : فأتاني فقال لي:

- يا من عاب علي صلاتي، بم تَدخل في الصلاة؟

فقلت: بفرضين وسُنة.

فعاد إليهما وأعلمهما بالجواب، فعلما أنه جواب من قد نظر في العلم، فقالا له:

- اذهب فقل: ما الفرضان وما السنة؟

فقلت: أما الفرضان؛ الأول النية والثاني تكبيرة الإحرام، والسنة رفع اليدين.

فعاد إليهما وأعلمهما بذلك، فدخلا المسجد؛ فلما نظرا إليَّ أظنهما ازدرياني فجلسا ناحية وقالا له:

- اذهب وقل له: أجب الشيخين.

قال الشافعي – رضي الله عنه: فلما جاءني علمت أني مسؤول عن شيء من العلم، فقلت:

- من حُكم العلم أن يؤتى إليه ولا يأتي، وما علمت لي إليهما من حاجة، فإن كان لهما إلي حاجة فليأتياني.

    قال الشافعي – رضي الله عنه: فقاما من مجلسهما إليَّ؛ فلما سلَّما عليَّ قمت إليهما وأجلست كل واحد منهما في مجلسه وأظهرت البشاشة لهما وجلست بين أيديهما؛ فأقبل علي محمد بن الحسن وقال لي:

- أحرميٌّ أنت؟ قلت: نعم.

قال: عربيٌ أم مولى؟ قلت: عربي.

فقال: من أي العرب؟ فقلت: من وَلَد المطلب.

قال: من ولد من؟ قلت: من ولد شافع.

قال: رأيت مالكًا؟ قلت: من عنده أتيت.

قال لي: نظرت في الموطأ؟ فقلت: أتيت على حفظه.

فعظم عليه ذلك، ودعا بدواة وبياض، وكتب مسألة في الطهارة ومسألة في الصلاة ومسألة في الصلاة ومسألة في الزكاة ومسألة في البيوع ومسألة في الفرائض ومسألة في الرهن والحج والإيلاء، ومن كل باب في الفقه مسألة، وجعل بين كل مسألتين بياضًا ودفع إلي الدرج وقال لي:

- أجب عن هذه المسائل من الموطأ.

قال الشافعي – رضي الله عنه: فأجبت بنص كتاب الله ومن سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإجماع المسلمين حتى أجبت على المسائل كلها، ثم دفعت إليه الدرج، فتأمله ونظر فيه ثم قال لعبده:

- خذ بيد سيدك إليك.

قال الشافعي – رضي الله عنه: ثم سألني النهوض مع العبد؛ فنهضت غير ممتنع وقد حملت بعض أداتي وحمل الغلام بعضها، فلما صرت إلى باب المسجد قال لي العبد:

- إن سيدي أمرني أن لا تصير إلى المنزل إلا راكبًا.

قال الشافعي – رضي الله عنه: فقلت له: قّدَّمْ!

فقدم إليَّ بغلة بسرج محلي، فلما علوت على ظهرها رأيت نفسي باكيًا، وطاف بي أزقة الكوفة إلى منزل محمد بن الحسن فرأيت أبوابًا واسعة ودهاليز منقوشة بالذهب والفضة، فذكرت ضيق أهل الحجاز وما هم فيه وقلتُ: أهل العراق ينقشون بيوتهم بالذهب والفضة وأهل الحجاز يأكلون القديد ويمصون النَّوى! ثم أقبل علي محمد بن الحسن وأنا في بكائي، فقال لي:

- لا يرعك أبا عبد الله ما رأيت؛ فما هو إلا من قُنيةٍ حلال وبكسب ما يطالبني الله فيه بفرض، وأنا أُخرج زكاتها في كل عام، فأسرُّ بها الصديق وأكبتُ بها العدو.

قال الشافعي – رضي الله عنه: فما بات حتى كساني محمد بن الحسن خلعة بألف درهم بغلية، قال الشيخ أبو القاسم - يعني وازنة: ودخل إلى خزانته فأخرج لي الكتاب الأوسط تأليف أبي حنيفة – رضي الله عنه، فنظرت في أوله وآخره ثم ابتدأت الكتاب في ليلتي أتحفظه، فما أصبحت إلا وقد حفظته، ومحمد بن الحسن لا يعلم بشيء من ذلك، وكان المشهور بالكوفة بالفتوى والمجيب في النوازل؛ فبينما أنا ذات يوم قاعد عن يمينه إذ سُئل عن مسألة أجاب عنها تقليدًا وقال:

هكذا قال أبو حنيفة – رضي الله عنه: «ووهم عليه في الجواب».

فقلت له: الجواب غير هذا؛ فلولا أن قلت فيه بالتقليد لأحسنت أدب المجالسة؛ ولكنك وهمت، والجواب من قول الرجل في هذه كذا وكذا، وتحتها المسألة الفلانية وفوقها المسألة الفلانية في الكتاب الفلاني.

فأمر محمد بن الحسن بالكتاب فأحضر، فتصفحه ونظر فيه فأصاب القول ما قلت، فرجع عن جوابه إلى ما قلت، ولم يخرج إليَّ كتابًا بعدها، وقال: لقد أمعنت النظر.

قلت: أتيت على حفظ الكتاب وما علمت أنه سقط عليَّ منه حرف ولا سنة ولا ألف.

قال الشافعي – رضي الله عنه: فاستأذنته في الرحيل، فقال: ما كنت لآذن لضيف يرحل عني ولا ... له مشاطرة نعمتي ([2]).

فقلت: ما لهذا قصدت، ولا له أردت، ولا رغبة لي إلا السفر.

قال: فأمر غلامه أن يأتي بكل ما في خزائنه من بيضاء وحمراء ومن الورق فدفع إلي ما كان فيها؛ وهو ثلاثة آلاف درهم وأقبلتُ أطوف العراق وأرض فارس وبلاد الأعاجم وألقى الرجال حتى كنت ابن إحدى وعشرين سنة، ودخلت العراق في أول خلافة الرشيد؛ فعند دخولي بغداد وتقدم رجلي للمشي انطلق في أثري غلام فلاطفني وقال: ما اسمك؟

قلت: محمد.

فقال: ابن من؟

فقلت: ابن إدريس.

قال: مَنْ تكون؟

قلتُ: شافعي.

قال لي: مطَّلبيٌّ؟ قلت: أجل.

فكتب ذلك في ألواح كانت في كمه وخلَّى سبيلي.

فدخلت إلى بعض المساجد أفكر في عاقبة ما فعل، حتى إذا ذهب من الليل النصف كُبس المسجد، فأرعب من كان فيه، وأقبلوا يتأملون وجه رجل رجل حتى أتوا إليَّ، فقلت لهم: لا بأس عليكم، هذه الحاجة والغاية المطلوبة.

ثم أقبلوا إلي وقالوا: أجب أمير المؤمنين.

قال الشافعي – رضي الله عنه: فقمت غير ممتنع، فلما أبصرت أمير المؤمنين سلَّمتُ عليه السلام السنَّة، فاستحسن الألفاظ والسياق وميَّز ذهنه بين الخطأ والصواب وردَّ عليَّ الجواب، ثم قال لي:

- تزعم أنك من بني هاشم؟

فقلت: يا أمير المؤمنين كل زعم في كتاب الله باطل.

- فقال لي: فتقول؟ قلت: نعم.

فقال لي: أبن لي عن نفسك.

قال الشافعي: فانتسبت حتى بلَّغتُ آدم عليه السلام بالطين فقال لي الرشيد:

- ما تكون هذه البلاغة إلا في رجل من دار عبد المطلب؛ هل لك أن أولِّيك قضاء المسلمين وأشاطرك ما أنا فيه وينفذ حكمك فيهم وحكمي على ما اشترط وجاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأجمعت عليه الأمة؟

قلت: لو سألتني يا أمير المؤمنين أن أفتح باب القضاء بالغداة وأغلق بالعشي بنعمتك هذه ما فعلت ذلك أبدًا.

قال: فبكى الرشيد وقال: هل تقبل من عَرَض دنيانا شيئًا؟ فقلت: يكون معجلاً.

فأمر لي بألف دينار، فما برحتُ من مقامي حتى قبضتها. ثم سألني بعض الغلمان والحشم أن أصلهم من صلتي، فلم تسع المروءة إذ كنت مسؤولاً إلا أن قاسمتهم مما أنعم الله عليَّ به، فخرج لي قسم كأقسامهم، وعدت إلى المسجد الذي كنت فيه ليلتي، فلما أصبحت تقدم فصلى بنا غلامٌ صلاة الفجر في جماعة وأجاد القراءة، ولحقه سهو في الصلاة فلم يدر كيف الدخول ولا كيف الخروج.

فقلت له بعد السلام:

- أفسدت علينا وعلى نفسك فأعدْ.

فأعاد مسارعًا وأعدنا، ثم قلت له:

- ائتني ببياض أعمل لك فيه باب السهو في الصلاة والدخول فيها والخروج منها، فسارع إليَّ بذلك، ففتح الله قريحتي وكشف عن صدري، فألفت له كتابًا لما رأيت من رغبته في العلم من نص كتاب الله تعالى وسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإجماع المسلمين، وسميته باسمه، وهو أربعون جزءًا، ويعرف: «كتاب الزعفراني». وهو الذي وضعت بالعراق حتى تكامل في ثلاث وستين.

وولاني الرشيد صدقات نجران وقدم الحاج فخرجت أسألهم عن الحجاز فرأيت فيها قبة فلما أشرت إليه بالسلام أمر قائد القبة أن يقف وأشار إليَّ بالكلام، فسألته عن مالك وعن الحجاز، فقال لي:

- قد أربع وأخرف بمصنف.

ثم عاودته إلى السؤال فقال لي: أشرحُ لك وأختصر.

قلت: في الاختصار البلاغة.

فقال: إنه صحيح الجسم وإن له ثلاث مائة جارية يبيت عند الجارية ولا يعود إليها إلا إلى السنة، وقد اختصرت لك خبره. قال الشافعي – رضي الله عنه: فاشتهيت أن أراه في حال غناه كما رأيته في حال فقره، فأتيت الزعفراني فقلت له:

- ثمَّ من المال ما يصلح للسفر؟

فقال: إنك لتوحشني خاصة والعراق عامة بظعنك عنه، وجميع مالي فيه لك.

فقلت له: بمَ تعيش؟

قال: الجاه أوسع من المال.

ثم نظر إلي وحكمني في ماله وأخذت منه على حسب الحاجة، وسرت على ديار ربيعة ومضر، فلما أتيت إلى حرَّان دخلتها يوم الجمعة فذكرت فضل الغسل وما جاء فيه فقصدت إلى الحمام، فلما سكبت الماء على رأسي رأيت شعر رأسي شعثًا فقلت: أحيي سنَّة في سنَّة. فدعوت المزين، فلما بدأ في رأسي وأخذ القليل من شعري دخل قوم من رؤساء البلد فسارع إلى خدمتهم وتركني؛ فلما قضوا ما أرادوا منه عاد إلى ما أردته وخرجت من الحمام فدفعت إليه أكثر ما كان معي من الدنانير وقلت له:

- خذ هذه؛ إذا وقف بك غريب فلا تحقره.

فنظر إليَّ متعجبًا مما صنعت معه، ويرى الناس؛ فاجتمع على باب الحمام خلق كثير، فلما خرجت عاتبني الناس على فعلي به، فقلت:

- إنه لو أمكن أكثر مما فعلت لسارعت.

فبينا أنا كذلك إذ خرج بعض من كان في الحمام من الرؤساء فقُدمت له بغلة فركبها، فسمع خطابي لهم فانحدر عن البغلة بعد أن استوى عليها وقال لي:

- أنت الشافعي! فقلت: نعم.

فمدَّ الركاب مما يليني وقال لي: بحق سيدك؛ ألا ركبت.

ومضى بي الغلام مطرقًا بين يدي حتى أتيت إلى منزل الفتى ثم أتى، وقد حصلت في منزله، فأظهر البشاشة، ثم دعا بالغسل، ثم حضرت المائدة فسمى وحبست يدي. فقال:

- مالك يا أبا عبد الله؟

فقلت: طعامك علي حرام حتى أعرف من أين هذه المعرفة.

فقال: أنا ممن كنت سمعت منك الكتاب الذي وضعت ببغداد وأنت لي أستاذ.

قال الشافعي - رحمه الله: فقلت: العلم بين أهل العلم رَحِمٌ متصلة؛ فأكلت بفرحة إذ لم يعرفني الله إلا بيني وبين أبناء جنسي وأقمتُ ضيفه ثلاثًا، فلما كان بعد ثلاث عرض عن نفسه مكارم، ثم قال:

حول حَرَّان أربع ضياع ما بحرَّان أحسن منها، أشهدُ أنه إن اخترت المقام فإنها هدية مني إليك.

فقلتُ: فبم تعيش؟

فقال: في صناديقي تلك - وأشارَ بيده إليها - أربعون ألف درهم أتجر بها، فتكون لك الضياع وأعيش أنا في التجارة.

فقلت: ليس إلى هذا قصدتُ، ولا عن بلدي خرجتُ إلا بنية أتعوض علمًا يورث حسن الثناء في الدنيا والعافية في الآخرة محمودة صحبته محسودًا عليها بغبطة.

فقال لي: فالمال إذن من شأن المسافر.

قال الشافعي: فقبضت الأربعين الألف وخرجت من مدينة حرَّان وبين يدي أحمال الدنانير والدراهم يلقاني الرجال وأصحاب الحديث: منهم أحمد بن حنبل، وسفيان بن عيينة، والأوزاعي؛ فما زلت أجيز كل إنسان منهم على قدر ما قسم له ومعرفته حتى دخلت مدينة الرَّمْلة وليس معي إلا عشرة دنانير فاشتريت بها راحلة واستويت على كورها وقصدت الحجاز؛ فما زلت من منهل إلى منهل حتى وصلت مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد سبعة وعشرين يومًا بعد صلاة العصر، فأنخت راحلتي بإزاء المسجد، وصليت العصر فائتًا ورأيت كرسيًا من الحديد عليه مخدة من قباطي مصر مكتوب عليها بالحرير: «لا إله إلا الله محمد رسول الله هارون أمير المؤمنين». قال الشافعي: وحوله أربع مائة دفتر أو يزيدون. فبينما أنا كذلك إذ رأيت مالكًا بن أنس قد دخل من باب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد فاح عطره في المسجد وحوله أربع مائة أو يزيدون يحمل ذيوله أربعة، فلما وصل قام إليه من كان قاعدًا وجلس على الكرسي وألقى مسألة في خراج العمل. قال الشافعي – رحمه الله: فلما سمعت ذلك لم يسعني الصبر؛ فقمت قائمًا في سور الحلقة ورأيت إنسانًا بطالاً فقلت له:

- قل: الجواب كذا وكذا.

فبادر بالجواب قبل فراغ مالك من السؤال، فأطرق عنه مالك وأقبل على أصحابه فسألهم عن الجواب، فخالفوه، فقال لهم:

- أخطأتم وأصاب الرجل.

ففرح الجاهل بإصابته، فلما ألقى السؤال الثاني أقبل علي الجاهل يطلب مني الجواب، فأقبلت عليه وقلت له:

- الجواب كذا وكذا.

- فبادر بالجواب، فلم يلتفت إليه مالك، وأقبل على أصحابه واستخبرهم عن الجواب، فخالفوه، فقال لهم:

- أخطأتم وأصاب الرجل.

قال الشافعي – رضي الله عنه: فلما ألقى السؤال الثالث قلت له:

- الجواب كذا وكذا.

فبادر بالجواب، فأعرض مالك عنه وأقبل على أصحابه فخالفوه في الجواب فقال:

- أخطأتم وأصاب الرجل.

فنادى مالك بأعلى صوته أن ادخل، ليس هذا موضعك.

قال الشافعي: فدخل الرجل طاعة منه لمالك وجثا بين يديه فقال له مالك:

- قرأت أو سمعت الموطأ؟ قال: لا.

قال: فنظرت في مسائل ابن جريج؟ قال: لا.

قال: فلقيت جعفرًا بن محمد الصادق؟ قال: لا.

قال: فهذا العلم من أين لك؟

قال له: إلى جانبي غلام شاب يقول لي: قل الجواب كذا وكذا. فكنت أقول ما يقول.

فالتفت مالك والتفت الناس بأعناقهم لالتفات مالك، قال: فكسرت الحلقة عليه. فقال للجاهل:

- قم، ومُرْ صاحبك بالدخول علينا.

فدخلت عليه، فإذا أنا من مالك بالموضع الذي كان فيه الجاهل جالسًا بين يديه، فتأملني ساعة فقال لي:

- أنت الشافعي؟ فقلت: نعم.

فضمني إلى صدره ونزل عن كرسيه وقال:

- اقعد فأتِمَّ هذا الباب الذي نحن فيه حتى أنصرف إلى المنزل وأثوب إليك.

قال الشافعي: فألقيت أربع مائة مسألة في خراج العلم، فما أجابني أحد بجواب، فاحتجت أن آتي بأربع مائة جواب وقلت: الأول كذا وكذا، والثاني كذا وكذا، وسقط القرص ([3]) وصلينا العشاء المغرب، فضرب مالك بيده إلي؛ فلما وصلت المنزل رأيت بناءً غير البناء الأول فبكيت، فقال لي:

- ممَّ بكاؤك؟ كأنك خفت يا أبا عبد الله – مما ترى – أني قد بعت الآخرة بالدنيا.

قلت: هو – والله – ذاك.

قال: فطب نفسًا وقرّ عينًا؛ هذه هدايا خراسان وهدايا مصر تجيء من أقاصي الدنيا، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يقبل الهدية ويكره الصدقة، وإن لي ثلاث مائة خلعة من رق خراسان وقباطي مصر، وعندي جوار مثلها لم تستكمل الحلم؛ فهي هدية مني إليك، وفي صناديقي تلك خمسة آلاف دينار، وأخرج منها زكاتها عند كل حول يحول عليها؛ فلك مني نصفها هدية مني إليك.

فقلت: إنك موروث وأنا موروث؛ فلا يثبت جميع ما وعدتني إلا تحت ختمي ليجري ملكي عليه؛ فإن حضرني أجلي كان لورثتي دونك، وإن حضرك أجلك كان لي دون ورثتك.

فتبسَّم في وجهي وقال: أبيتَ إلا العلم.

فقلت: لا يستعمل أحسن منه.

قال الشافعي: فما بتُّ إلا وجميع ما وعدني به تحت خاتمي، فلما كان في غداة صليت الفجر في جماعة وانصرفت إلى المنزل أنا وهو، وكل واحد منا يده في يد صاحبه، إذ رأيت كراعًا على بابه من مهاري خراسان ([4]) لو قدمت المصابيح إلى جلودهنَّ لأوقدت، قلت:

- ما رأيت كراعًا أحسن من هذا.

فقال: هو هدية مني إليك يا أبا عبد الله.

فقلت له:

- دع منها دابة.

فقال: أنا أستحي من الله تعالى أن أطأ قرية فيها قبر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بحافر دابة.

فقال الشافعي: فعلمت أن ورع مالك على حاله.

قال: فأقمت عنده ثلاثًا ثم ارتحلت إلى مكة وأنا أشرق بنعم الله وأنعمه والقرب ويزين العلم نحيزتي ([5]). فلما وصلت إلى الحرم، خرجت العجوز – رحمها الله تعالى – ونسوة معها فلقيتني وضمتني إلى صدرها، وضمتني عجوز كنتُ آلفها وأسمَّيها خالتي وقالت:

- أليس أمك صاحبة ألم يأكل فؤادها عليك ([6]).

قال الشافعي: وهي أول كلمة سمعتها في ... من امرأة ([7]) فلما هممتُ بالدخول قالت لي العجوز:

- إلى أين عزمت؟

قلت: إلى المنزل.

قالت لي: هيهات، تخرج من مكة بالأمس فقيرًا لا مال لك وتعود إليها مثريًا مفتخرًا علي؟

فقلت لها: ما أصنع؟

قالت: اضرب قبابك في الأبطح، وناد في العرب إنك تشبع الجائع وتحمل المنقطع وتكسو العاري، تربح ثناء الدنيا وثواب الآخرة.

ففعلت ما أمَرَتْ وسار بذلك الفعل الرجال على آباط الإبل، وبلغ ذلك مالكًا – رضي الله عنه – فكتب إلي يستحثني على هذا الفعل ويعدني أنه يحمل لي في كل عام مثل ما ...... ([8]) منه وما دخلت مكة وأنا لا أقدر على شيء مما كان معي إلا نعلي وخمسين دينارًا فوقعت قربة من يدي فناولتني إياها أمةٌ على كتفيها قربة فأخرجت ما معي وأجزتها خمسة دنانير فقالت لي العجوز:

- ما أنت صانع؟

فقلت لها: أجيزها على فعلها.

فقالت: ادفع إليها جميع ما معك.

قال: فدفعته إليها، ودخلتُ مكة فما بتُّ تلك الليلة إلا مديونًا.

وأقام مالك – رضي الله عنه – يحمل إلي كل عام مثل ما كان دفع إلي أول مرة وظيفًا إحدى عشرة سنة، فلما مات – رحمه الله ورضي الله عنه – ضاق بي الحجاز، وخرجت إلى مصر؛ فعوضني الله عبد الله بن عبد الحكم فقام بالكلفة.

فهذا جميع ما لقيتُ في سفري، فافهم ذلك يا ربيع.

قال الربيع: فسألني المزني إملاء ذلك بحضرته فما وجدنا بالمجلس فرصةً؛ فما وقع كتاب السفر لأحد غيري من أصحابه: لا حرملة ولا غيره. والله أعلم.



([1]) وهو غير الشريف الرضي الشاعر، فإن اسمه محمد بن الحسين (359-406).

([2]) في الأصل تصحيف لم نتبين صوابه.

([3]) أي غابت الشمس.

([4]) الكراع هنا: جماعة الخيل.

([5]) هذا الموضع كان في الأصل في غاية الغموض والتحريف.

([6]) هذه العبارة أيضًا مضطربة جدًا في الأصل.

([7]) الكلمات التي كانت في مكان البياض سقيمة جدًا.

([8]) بياض بالأصل.