×
فقد عُني الإسلام بالإنسان عنايةً فائقة في جميع شئونه، في أمور دينه ودنياه، وفي حال صحته ومرضه، وفقره وغناه، ويُسره وعسره، ونومه ويقظته، وسفره وإقامته، وأكله وشربه، وفرحه وحزنه، فلم يترك صغيرة ولا كبيرة إلاَّ فصَّلها وبيَّنها. وقد رسم لنا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله المعالم التي يسير عليها المؤمن في حياته، وأبان لنا في شخصه الكريم النموذج الذي ينبغي أن يُحتذي، فمن أراد السعادة سار على نهجه وتأدَّب بأدبه. ولَمَّا كان كثيرٌ من الناس في هذه الأيام يجهل هذه الآداب أو يحتاج للتذكير بها؛ كان هذا الكتاب الذي يعرض بعضها بإيجاز.

 آداب المسلم في اليوم والليلة

القسم العلمي بمدار الوطن

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أرشد الخلق إلى أكمل الآداب، وفتح لهم إلى التخلُّق بها كلَّ باب، والصلاة والسلام على خير من عبد الله وأناب، وبعد:

فقد عُني الإسلام بالإنسان عنايةً فائقة في جميع شئونه، في أمور دينه ودنياه، وفي حال صحته ومرضه، وفقره وغناه، ويُسره وعسره، ونومه ويقظته، وسفره وإقامته، وأكله وشربه، وفرحه وحزنه، فلم يترك صغيرة ولا كبيرة إلاَّ فصَّلها وبيَّنها.

وقد رسم لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله وفعله المعالم التي يسير عليها المؤمن في حياته، وأبان لنا في شخصه الكريم النموذج الذي ينبغي أن يُحتذي، فمن أ راد السعادة سار على نهجه وتأدَّب بأدبه.

ولَمَّا كان كثيرٌ من الناس في هذه الأيام يجهل هذه الآداب أو يحتاج للتذكير بها؛ رأينا أن نعرض لها بإيجاز، سائلين الله عزَّ وجل أن ينفع الجميع بها، إنه خير مسئول.

وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الناشر


 آداب النوم والاستيقاظ

(1) محاسبة النفس قبل النوم:

فيُستحب للمسلم أن يُحاسب نفسه قبيل النوم عمَّا بدر منها من أعمال خلال نهاره، فإن وجد خيرًا حمد الله تعالى، وإن وجد غير ذلك استغفر وأناب وبادر إلى التوبة وعزم أن يكون يومه الآتي خيرًا من يومه السالف بإذن الله.

(2) النوم مبكرًا:

لحديث عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينام في أول الليل ويقوم آخره فيصلِّي([1]) .

(3) استحباب الوضوء قبل النوم:

 والاضطجاع على الشقِّ الأيمن، لحديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أتيت مضجعك فتوضَّأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقِّك الأيمن..»..

ولا بأس أن يتحوَّل إلى شقِّه الأيسر فيما بعد.

(4) استحباب نفض الفراش:

وذلك ثلاثًا قبل الاضطجاع عليه، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلَّفه عليه..».

وفي رواية «ثلاث مرات»([2] وداخلة الإزار: طرفه الداخلي الذي يلي الجسد.

(5) كراهية النوم على البطن:

لحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: «مرَّ بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا مضطجع على بطني فركضني برجله وقال: يا جنيدب، إنما هذه ضجعة أهل النار»([3]) .

(6) كراهية النوم على سطح غير محجر:

لحديث علي بن شيبان أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «من بات على ظهر بيتٍ ليس عليه حجاب فقد برئت منه الذمّة»([4]) .

(7) إغلاق الأبواب وإطفاء النار والمصابيح قبل النوم:

لحديث جابر رضي الله عنه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «اطفئوا المصابيح بالليل إذا رقدتم، وأغلقوا الأبواب، وأوكئوا الأسقية، وخمروا الطعام والشراب»([5]) .

(8) قراءة آية الكرسي وخاتمة سورة البقرة:

و﴿قل هو الله أحد﴾ والمعوذتين، لِما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة.

(9) قراءة بعض الأدعية والأذكار:

والثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنها «اللهم قِني عذابك يوم تبعث عبادك» ثلاث مرات ([6]). و«باسمك اللهم أموت وأحيا»([7]).

(10) يستحب للنائم إذا فزع من نومه أو قلق أو أرق أن يدعو بهذا الدعاء: «أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده، ومن همزات الشيطان، وأن يحضرون»([8]) .

(11) أن يقول إذا استيقظ من نومه: «الحمد لله الذي أحيانَا بعدما أماتنا وإليه النشور»([9]) .

 آداب قضاء الحاجة

(1) الإسراع إلى قضاء الحاجة:

فمتى أحسَّ الإنسان بحاجته إلى دخول الخلاء أسرع إلى ذلك، لما في ذلك من الفوائد الدينية والطبية.

(2) الاستتار عن أعين الناس عند قضاء الحاجة:

 لحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ذهب المذهب - أي ا لخلاء - أبعد([10]).

(3) اجتناب الملاعن الثلاث:

وهي طريق الماء، وطريق الناس، وظلِّهم .. لحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه.. قال - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل».

(4) عدم رفع الثوب حتى يدنو من الأرض:

وذلك حتى لا تنكشف العورة؛ لحديث أنس رضي الله عنه قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد قضاء الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض»([11]) .

(5) عدم دخول الخلاء بشيءٍ فيه ذكر الله:

إلاَّ لحاجة، وذلك لأنَّ الخلاء مكانٌ للقاذورات والنجاسات، وفيه تجتمع الشياطين، وصيانة لاسم الله تعالى عن الإهانة والازدراء.

(6) النهي عن استقبال القبلة واستدبارها:

 لحديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ببول أو غائط ولكن شرقوا أو غربوا»([12]).

وهذا الحكم خاص بالخلاء - أي الصحراء - أمَّا في البنيان أو مع وجود سائر بين المتخلِّي والقبلة فيجوز ذلك.

(7) النهي عن البول في الماء الراكد (الدائم):

 لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يبولنَّ أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه»([13]) .

(8) كراهية استخدام اليد اليمنى في قضاء الحاجة:

 لحديث أبي قتادة أن النبي ص قال: «لا يمسكنَّ أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول، ولا يتمسَّح من الخلاء بيمينه»([14]) .

(9) استحباب البول قاعدًا وجوازه قائمًا:

فالأصل في البول أن يكون من قُعود، لحديث عائشة رضي الله عنها: «من حدَّثكم أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بال قائمًا فلا تصدِّقوه، ما كان يبول إلاَّ جالسًا»([15]) .

ويجوز البول قائمًا بشرط أن يأمن تلويث بدنه وثوبه، وأن يأمن النظر إليه لحديث حذيفة قال: «كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فانتهى إلى سُباطة قوم فبال قائمًا فتنحَّيت فقال: «ادنه» فدنوتُ حتى قمت عند عقبيه، فتوضَّأ فمسح على خُفيه([16]) .

(10) كراهية الكلام أثناء قضاء الحاجة إلاَّ لحاجة:

 لحديث ابن عمر رضي الله عنهما: «أنَّ رجلاً مرَّ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبول فسلَّم فلم يردّ عليه»([17]) .

(11) كراهية الاستجمار بالعظم والروث واستحبابه وترًا: لحديث سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: «نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستنجي بأقل من ثلاث أحجار، أو أن نستنجي برجيع أو عظم»([18]) . وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من استجمر فليوتر».

(12) استحباب الدخول بالرجل اليسرى والخروج بالرجل اليمنى:

 مع ذِكر أذكار الدخول والخروج .. فعن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الخلاء قال: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث»([19]) .

وعند الخروج: يقدم رجله اليمنى ويقول: «غفرانك».

(13) غسل اليدين بعد قضاء الحاجة:

 لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: «أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى حاجته ثم استنجى من تور - أي إناء صغير - ثم دلَّك يده بالأرض» وفي رواية: «ثم مسح يده على الأرض»([20]) .

 آداب اللباس والزينة

(1) استحباب لبس الجديد والجميل والنظيف من اللباس:

لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأحد الصحابة وقد رأى عليه ثوبًا رديئًا «فإذا آتاك الله مالاً فليُرَ أثر نعمته عليك وكرامته»([21]) .

(2) أن يكون اللباس ساترًا العورة:

وذلك بأن يكون اللباس فضفاضًا لا يصف تفاصيل الجسم، ولا ضيِّقًا فيشفُّ ما تحته.

(3) ألاَّ يُشبه لباس الرجل لباس المرأة والعكس:

لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشتبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال»([22]) .. والتشبُّه يكون في اللباس وغيره.

(4) ألاَّ يكون اللباس لباس شهرة:

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلَّة يوم القيامة»([23]) .

(5) ألاَّ يكون اللباس به تصاوير أو صلبان:

 لحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدع في بيته ثوبًا فيه تصليب إلاَّ نقضه»([24]) .

(6) ألاَّ يلبس الرجل الذهب والحرير إلا لضرورة:

لحديث عليٍّ رضي الله عنه قال: إنَّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ حريرًا فجعله في يمينه وأخذ ذهباً فجعله في شماله ثم قال: «إنَّ هَذَين حرام على ذكور أمتي»([25]) .

(7) ألاَّ يطيل الرجل ثوبه بحيث يجاوز الكعبين:

لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار»([26]) .

أما المرأة: فينبغي أن يكون لباسها سابغًا لجميع جسمها بما في ذلك قدميها.

ويحرم جرُّ الثوب تكبُّرًا وترفُّعًا لحديث: «لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرَّ إزاره بطرًا»([27]) .

(8) استحباب البدء باليمين في اللباس ونحوه:

لحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب التيمُّن في شأنه كلِّه، في نعليه وترجله وطهوره ([28]) .

(9) ويستحب لمن لبس ثوبًا جديدًا أن يقول: «الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة»([29]) .

(10) ويستحب لبس الأبيض من الثياب:

لحديث «البسوا من ثيابكم البياض، فإنها من خير ثيابكم»([30]).

(11) ويستحب استعمال الطيب للرجل والمرأة:

إلاَّ أن يكونا محرمين بحجٍّ أو عمرة، أو تكون المرأة محادة على زوج، أو تكون في مكان به رجال أجانب لثبوت النهي عن ذلك.

(12) يحرم على المرأة الوشم والنمص والتفلج للحسن والوصل: لحديث: «لعن الله الواشمات، والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله» وعند البخاري «لعن الله الواصلة»([31]) .

 آداب الطريق

(1) السير باتزان وتواضع، وعدم التبختر في المشية ورفع الرأس اختيالا والإعراض بالوجه عن الناس استكبارًا لقوله تعالى: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [لقمان: 18].

(2) غضُّ البصر، وهو أمر يشترك فيه الرجال والنساء، قال تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ [النور: 30، 31].

(3) كف الأذى:

وذلك بعدم رمي الأوساخ وفضلات الأطعمة في طريق الناس، وعدم قضاء الحاجة في طريقهم أو ظلهم الذي يجلسون فيه.

(4) إزالة الأذى عن طريق الناس:

وهي من الصدقات، وبسببها أُدخل رجل الجنة، فعن أ بي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ وجد غصنَ شوكٍ على الطريق فأخَّره، فشكر الله له فغفر له..» وفي رواية «فأدخله الجنة»([32]) .

(5) ردُّ السلام على من تعرِف ومن لا تعرف:

وهو واجب لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «خمس تجب للمسلم على أخيه...» منها: «...رد السلام»([33]) .

(6) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

وهو واجب على كلِّ مسلم كلٌّ بحسب استطاعته.

(7) إرشاد الضال ومساعدة المحتاج والأخذ على يد المسيء ونصرة المظلوم .. ففي الحديث: «كل سلامي من الناس عليه صدقة...»، وفيه: «...وتعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل على دابته فيحمل عليها، أو ترفع له متاعه صدقة، ودل الطريق صدقة..» ([34]) .

(8) أن تسير المرأة على حافتي الطريق:

فقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - اختلاط الرجال مع النساء في الطريق فقال للنساء: «استأخرن؛ فإنه ليس لكنَّ أن تحققن الطريق، عليكنَّ بحافات الطريق»([35]) .

(9) عدم الإسراع في قيادة السيارة في الطرقات المزدحمة بالمارة، وإفساح الطريق للناس، وإعطاؤهم فرصةً للمرور .. فكل هذا من التعاون على البر.

 آداب السلام

(1) يكره ابتداء السلام بـ«عليك السلام»:

 لحديث جابر الهجيمي رضي الله عنه أنه قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت عليك السلام يا رسول الله، قال: «لا تقل "عليك السلام"، ولكن قل: "السلام عليك"».

وزاد أبو داود «فإنَّ "عليك السلام" تحية الموتى»([36]) .

(2) يُستحبُّ تكرار السلام ثلاثًا إذا كان الجمع كبيرًا لحديث أنس «أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا تكلَّم بكلمة أعادها ثلاثًا، وإذا أتى على قومٍ فسلَّم عليهم سلَّم عليهم ثلاثًا»([37]) .

(3) من السُنة أن يُسلم الرَّاكب على الماشي، والماشي على القاعد (أو الواقف)، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير؛ لحديث أبي هريرة المتفق عليه.

(4) يُستحب الجهر بالسلام وكذلك الرد:

إلاَّ في موضع فيه نيام، لحديث المقداد بن الأسود وفيه: «...فكنا نحتلب فيشرب كلُّ إنسان منا نصيبه، ونرفع للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نصيبه، قال: فيجيء من الليل فيسلِّم تسليمًا لا يوقظ نائمًا ويُسمِع اليقظان»([38]) .

(5) يُسَنُّ السلام حين الدخول إلى المجلس وحين الخروج منه:

 لحديث: «إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلِّم؛ فإذا أراد أن يقوم فليسلِّم، فليست الأولى بأحقِّ من الثانية»([39]) .

(6) يُستحب السلام عند دخول البيت ولو كان خاليًا:

لقوله تعالى: ﴿فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾ [النور: 61] ولقول ابن عمر رضي الله عنهما: «إذا دخل الرجل البيت غير المسكون فليقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين»([40]).

(7) يكره السلام على من يقضي حاجته:

لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رجلاً مرَّ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبول فسلَّم فلم يردّ عليه([41]).

(8) يُستحب السلام على الصبيان:

لحديث أنس رضي الله عنه أنه مرَّ على صبيان فسلَّم عليهم وقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله ([42]) .

(9) عدم بدء أهل الكتاب بالسلام لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام..» ([43]) . وإذا سلَّموا هم نرد عليهم بـ«وعليكم» لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا سلَّم عليكم أهل الكتاب فقولوا: "وعليكم"»([44]) .

(10) يُستحب السلام على من تعرف ومن لا تعرف:

لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ رجلاً سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أيُّ الإسلام خير؟ قال: «تُطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف»([45]) .

(11) يُستحب ردُّ السلام على من حُمل إليه السلام والمحمول إليه:

 فقد جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنَّ أبي يُقرئك السلام فقال: «عليك وعلى أبيك السلام » ([46]) .

(12) النهي عن السلام بالإشارة إلا لعذر كالمصلي والأخرس والبعيد، لحديث جابر بن عبد الله أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تُسلِّموا تسليم اليهود والنصارى؛ فإنَّ تسليمهم إشارةٌ بالكفوف»([47]) .

(13) يُستحب الرجل أن يصافح أخاه لحديث: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يتفرَّقا»([48]) .

(14) يستحب عدم نزع اليد عند المصافحة حتى يكون الآخر هو البادئ بذلك:

لحديث أنس قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل الذي ينزع..» ([49]) .

(15) يحرم الانحناء أو السجود عند التحية:

لحديث أنس قال: قال رجل يا رسول الله، أحدنا يلقي صديقه أينحني له؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا». قال: فيلتزمه ويُقبِّله؟ قال: «لا»، قال فيصافحه؟ قال: «نعم إن شاء»([50]) .

(16) يحرم مصافحة المرأة الأجنبية:

لقول - صلى الله عليه وسلم - للنساء لما أردن أن يصافحنه عند البيعة: «إني لا أصافح النساء»([51]).

 آداب الاستئذان

(1) أن يختار المستأذن الوقت المناسب للاستئذان:

(2) أن يطرق المستأذن باب من يرغب زيارته بلطف:

 فعن أنس رضي الله عنه أنه قال: «إنَّ أبواب النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت تقرع بالأظافير»([52]) .

(3) ألا يستقبل المستأذن الباب بوجهه:

 بل يجعله عن يمينه أو شماله حتى لا تقع عينه على شيء في الدار، لا يحبُّ صاحبها أن يراه أحد، فإنما جُعل الاستئذان من أجل النظر.

(4) أن يُسلِّم المستأذن قبل أن يستأذن:

فعن ربعي قال: حدثني رجلٌ من بني عامر أنه استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في بيت فقال: أألج؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لخادمه: «اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له: قل السلام عليكم أأدخل»([53]) .

(5) أن يستأذن ثلاثًا، فإن أُذِن له وإلاَّ فليرجع لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يُؤذَن له فليرجع»([54]) .

(6) إذا سُئل المستأذن عن اسمه فليذكر اسمه وكنيته ولا يقل «أنا»، لحديث جابر قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في دَين كان علي أبي فدققت الباب، فقال: «من ذا؟» فقلت: "أنا" فقال: «أنا! أنا!» كأنه كرهها ([55]) .

(7) أن يرجع المستأذن -راضيًا- إذا قيل له ارجع:

لقول الله تعالى: « وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ» [النور: 28].

(8) ألاَّ يدخل المستأذن الدار إذا لم يكن بها أحد:

لِما في ذلك من التعدِّي على حقوق الآخرين.

 آداب المجالس

(1) أن تسلِّم على أهل المجلس عند الدخول وعند الخروج، لحديث أبي هريرة أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم، فإن بدا له أن يجلس فليجلس ثم إن قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة»([56]).

(2) أن تجلس حيث انتهى بك المجلس:

لحديث جابر بن سمرة قال: «كنا إذا أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - جلس أحدنا حيث ينتهي به المجلس»([57]) .

(3) ألاَّ تقيم أحدًا من مجلسه وتجلس مكانه، ولكن تفسَّحوا في المجالس: لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يُقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه ثم يجلس فيه، ولكن تفسَّحوا وتوسَّعوا»([58]) .

(4) ألاَّ تجلس وسط الحلقة.

(5) ألاَّ تجلس بين اثنين إلاَّ بإذنهما:

لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحلُّ لرجلٍ أن يُفرِّق بين اثنين إلاَّ بإذنهما»([59]) .

(6) ألاَّ تجلس مكان الرجل إذا قام لحاجةٍ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا قام أحدكم من مجلسه، ثم رجع إليه فهو أحقُّ به»([60]).

(7) ألاَّ يتناجى اثنان دون الثالث:

لحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أن ذلك يحزنه»([61]) .

(8) ألاَّ يُكثر الجالسون الضحك:

 لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُكثروا من الضحك؛ فإنَّ كثرة الضحك تُميت القلب»([62]) .

(9) أن يحفظ الجالس ما دار في المجلس من حديث:

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا حدَّث الرجل بحديثٍ ثم التفت فهي أمانة»([63]).

(10) ألاَّ يقوم ا لجالس بما ينافي الذَّوق:

كأن يتثاءب أو يتمخَّط أو يتجشَّأ في المجلس.

(11) ترك التجسُّس والتحسُّس:

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تحسَّسوا ولا تجسَّسوا»([64]) .

(12) يستحب ختم المجلس بكفَّارة المجلس:

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من جلس في مجلسٍ فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، إلاَّ غُفِر له ما كان في مجلسه ذلك»([65]) .


 آداب الكلام والحديث

(1) أن يكون الكلام في خيرٍ لقوله تعالى: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [النساء: 114].

(2) أن يكون الكلام بصوت مسموع ليس بالمرتفع ولا بالمنخفض، وبعبارة واضحة يفهمها الجميع، بعيدة عن التصنع والمغالاة.

(3) ألاَّ تتكلَّم فيما لا يعنيك لحديث «من حُسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه»([66]).

(4) ألاَّ تُحدِّث بكلِّ ما تسمع: لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كفى بالمرء إثمًا أن يُحدِّث بكلِّ ما سمع»([67]).

(5) البعد عن المراء و الجدال وأن كنت محقًّا وعن الكذب وإن كنت مازحًا:

 لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا»([68]).

(6) التأنِّي في الكلام وعدم الإسراع فيه:

 لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: إنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُحدِّث حديثًا لو عدَّه العاد لأحصاه([69]).

(7) البعد عن الفاحش من الكلام:

 لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء»([70]).

(8) البعد عن التكلُّف والثرثرة في الكلام:

لحديث جابر رضي الله عنه وفيه: «وإنَّ أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدِّقون والمتفيهقون» قالوا: يا رسول الله، ما المتفيهقون؟ قال: «المتكبِّرون»([71]).

(9) البعد عن الغيبة والنميمة:

لقوله تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ [الحجرات: 12] وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخل الجنة نمام»([72]) .

(10) الإصغاء إلى المتحدِّث وعدم مقاطعته أو إظهار العلم بحديثه، وعدم تسفيه رأيه أو تكذيبه.

(11) عدم الاستئثار بالحديث، وإعطاء الآخرين فرصة للتحدُّث.

(12) البُعد عن الخشونة والغلظة:

 والشدَّة في الحديث، وعدم تتبُّع أخطاء الآخرين وزلاَّتهم، فهذا مما يوغر الصدور ويفضي إلى العداوة والبغضاء.

(13) تجنُّب السخرية والاستهزاء والاستهانة بالمتحدَّث إليهم:

لقوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ﴾ [الحجرات: 11].

 آداب الخلاف

(1) الإخلاص وقصد الحقِّ والتجرُّد من الهوى عند الخلاف والبعد عن حبِّ الظهور والانتصار للنفس والهوى.

(2) رد الأمور المختلف فيها إلى الكتاب والسنة:

لقوله تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ [النساء: 59].

(3) إحسان الظن بالمخالف وعدم اتهام نيته والطعن والتجريح في شخصه.

(4) تحاشي الاختلاف قدر الإمكان، وذلك بحمل ما يصدر من المخالف أو ينسب إليه على المحمل الحسن قدر الإمكان.

(5) تحاشي الإقدام على تخطئة الآخرين إلاَّ بعد النظر العميق والتأمُّل الطويل.

(6) سعة الصدر في استقبال ما يصلك من انتقادٍ أو ملاحظات من الإخوان.

(7) البعد عن مسائل الخلاف والفتن بقدر الإمكان.

(8) الالتزام بآداب الحوار والبعد عن المراء والجدال والشدَّة في الخصومة.

 آداب المزاح

(1) ألاَّ يتضمَّن المزاح ذِكر الله ولا آياته ولا سُنة رسوله ولا شعائر الإسلام:

لقول الله تعالى عن الذين كانوا يستهزئون بقُرَّاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ [التوبة: 65، 66].

(2) أن يكون المزاح صدقًا لا كذب فيه:

وألاَّ يختلق المازح الحكايات الخيالية ليُضحك الآخرين؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ويل للذي يُحدِّث فيكذب ليضحك به القوم، ويلٌ له ويلٌ له»([73]) .

(3) ألاَّ يتضمَّن المزاح أذًى بأحدٍ من الناس:

لقوله - صلى الله عليه وسلم - «لا يأخذنَّ أحدكم متاع صاحبه لاعبًا ولا جادًّا وإن أخذ عصا صاحبه فليردها عليه»([74]) .

(4) ألاَّ يكون المزاح مع من هو أكبر منك أو مع من لا يحتمل المزاح ولا يتقبَّله، ولا مع امرأة من غير محارمك.

(5) ألا تُكثر من المزاح بحيث يغلب عليك، ويصبح صفة مميزة لك، فتسقط هيبتك ويتطاول عليك الهازلون.

 آداب التعامُل مع الناس

(1) احترام مشاعر الناس: وعدم التعرُّض لهم بإهانة أو تجريح.

(2) مراعاة أحوال الناس: ومعرفة طبائعهم وأخلاقهم والتعامل معهم كلٌّ حسب ما يناسبه ويتماشى معه.

(3) إنزال الناس منازلهم: وإعطاء كلِّ واحدٍ منهم حقَّه وقدره.

(4) الاهتمام بالناس والتعرُّف على أحوالهم والسؤال عن أوضاعهم.

(5) التواضع للناس وعدم التعالي أو التكبُّر أو الفخر عليهم.

(6) طلاقة الوجه: وانبساطه عند لقاء الناس.

(7) مخاطبة الناس على قدر عقولهم:

(8) إحسان الظنِّ بالناس وعدم التجسُّس عليهم.

(9) العفو عن زلاَّتهم وعدم تتبُّع عثراتهم وكظم الغيظ عنهم.

(10) الاستماع إلى حديثهم والبُعد عن الجدال والمراء معهم.

 آداب المسجد

(1) الدعاء أثناء الذهاب إلى المسجد:

 لحديث ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج إلى الصلاة قال: «اللهم اجعل في قلبي نورًا وفي لساني نورًا، واجعل في سمعي نورًا وفي بصري نورًا، واجعل من خلفي نورًا ومن أمامي نورًا، واجعل من فوقي نورًا ومن تحتي نورًا، اللهم أعطني نورًا»([75]) .

(2) المشي إلى الصلاة بسكينة ووقار:

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أقيمتت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتِمُّوا»([76]) .

(3) الدعاء عند دخول المسجد وعند الخروج منه:

فيُستحب للداخل أن يدخل برجله اليمنى ثم يُصلِّي على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثم يقول: «اللهم افتح لي أبواب رحمتك»، وإذا خرج يخرج برجله اليسرى ثم يُصلِّي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يقول: «اللهم إني أسألك من فضلك»([77]) .

(4) يُستحب أداء تحية المسجد عند الدخول:

 لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس»([78]) .

(5) النهي عن البيع والشراء وإنشاد الضالة في المسجد لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا: لا ردَّ الله عليك ضالتك»([79]) .

(6) النهي عن حضور المسجد لمن أكل ثومًا أو بصلاً أو لمن له رائحة كريهة:

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من أكل الثوم والبصل والكراث فلا يقربنَّ مسجدنا، فإنَّ الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم»([80]).

 ويلحق بذلك الدخان والروائح الكريهة التي تنبعث من الجسد أو الملابس.

(7) النهي عن الخروج من المسجد بعد الأذان:

لقوله - صلى الله عليه وسلم - «إذا أذن المؤذن فلا يخرج أحد حتى يصلي»([81]) .

(8) عدم المرور بين يدي المصلي:

واستحباب أن يأخذ المصلِّي سترةً له لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه؛ لكان أن يقف أربعين خيرًا له من أن يمرَّ بين يديه»([82]) .

(9) عدم اتخاذ المساجد طُرقًا:

 لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تتخذوا المساجد طُرقًا إلا لذِكر أو صلاة»([83]) .

(10) عدم رفع الصوت في المسجد والتشويش على المصلِّين:

ويدخل في التشويش على المصلين ترك الهاتف الجوَّال مفتوحًا أثناء الصلاة.

(11) ألا تتطيَّب المرأة أو تتزيَّن عند خروجها للمسجد:

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمسّ طيبًا»([84]).

(12) ألا يمكث الجنب و الحائض والنفساء في المسجد لقوله تعالى: ﴿وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا﴾ [النساء: 43] وعن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها: «ناوليني الخمرة من المسجد» قالت: إني حائض؟ فقال: «إن حيضتك ليست في يدك»([85]) .

 آداب تلاوة القرآن

(1) أن يكون قارئ القرآن على وضوء: نظيف الثوب والبدن والمكان مستاكًا.

(2) أن يختار المكان الهادئ والزمن المناسب: فذلك أدعى إلى اجتماع همته وصفاء قلبه.

(3) أن يبدأ التلاوة بالاستعاذة من الشيطان الرجيم: ثم بسم الله في أول كل سورة عدا سورة التوبة؛ لقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل: 98].

(4) أن يراعي أحكام التجويد وإخراج الحروف من مخارجها وترتيل القرآن لقوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل: 4].

(5) يستحبُّ مدُّ القراءة وتحسين الصوت بالقراءة:

فقد سُئل أنس رضي الله عنه: كيف كانت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: «كانت مدًّا»، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم بمدِّ بـ"بسم الله" يمدُّ بـ"الله"، ويمدُّ بـ"الرحمن"، ويمدُّ بـ"الرحيم"([86]) .

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «زيِّنوا أصواتكم بالقرآن»([87]) .

(6) أن يكون متدبِّرًا لمعاني القرآن:

متفاعلاً مع آياته، سائلاً الله الجنة حين ورودها، مستعيذًا به من النار حين ذِكرها .. قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص: 29]

وفي حديث حذيفة قال: «.. إذا مرَّ بآية فيها تسبيحٌ سبَّح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوُّذ تعوَّذ»([88]) .

(7) أن يحسن الاستماع إليه والإنصات عند سماعه:

لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204].

(8) أن يتعاهد القرآن ويواظب على تلاوته ومدارسته:

وذلك حتى لا ينساه، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشدُّ تفصيًا - أي تفلُّتًا - من الإبل في عقلها»([89]) .

(9) ألاَّ يمسَّ المصحف إلاَّ طاهر:

 لقوله تعالى: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: 79].

(10) يجوز للحائض والنفساء قراءة القرآن بدون مس المصحف:

 وهذا في أصحِّ قولي العلماء؛ لأنه لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يمنع ذلك.

(11) يستحب الجهر بالقرآن:

 ما لم يترتَّب عليه مفسدةً من رياء ونحوه، أو إشغال لمن حوله من المصلِّين أو التالين.

(12) من السُنة الإمساك عن القراءة عند غلبة النعاس:

 لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع»([90]) .

 آداب الدعاء

 (1) حمد الله والثناء عليه ثم الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الدعاء:

فقد سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يدعو في صلاته فلم يحمد الله ولم يصلِّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: «عجلت أيها المصلِّي، إذا صلَّيت فقعدتّ فاحمدِ الله بما هو أهله، وصلِّ عليَّ، ثم ادعُه»([91]) .

(2) الإقرار بالذنب والاعتراف بالتقصير والتضرُّع والخشوع والرغبة والرهبة حال الدعاء:

لقول الله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 90].

(3) الوضوء واستقبال القبلة ورفع الأيدي عند الدعاء:

ففي حديث أبي موسى الأشعري لَمَّا فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من حنين: فدعا بماء فتوضَّأ، ثم رفع يديه، ورأيت بياض إبطيه ([92]) .

(4) الإلحاح في الدعاء والعزم في المسألة:

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دعوتم الله فاعزموا في الدعاء، ولا يقولنَّ أحدكم إن شئت فأعطني، فإنَّ الله لا مستكرهٍ له».

وفي رواية: «...ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة؛ فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه»([93]) .

(5) تجنُّب الدعاء على النفس والأولاد والمال:

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم»([94]) .

(6) خفض الصوت والإسرار بالدعاء لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «أيها الناس، أربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم»([95]) .

(7) حضور القلب عند الدعاء:

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنَّ الله لا يستجيب دعاء من قلب غافلٍ لاهٍ»([96]) .

(8) عدم تكلُّف السجع في الدعاء؛ فقد قال ابن عباس لعكرمة: «فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه! فإني عهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لا يفعلون ذلك»([97]) .

 آداب الطعام والشراب

(1) أن تتحرَّى الحلال من الطعام لقوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة: 172].

والطيب هو الحلال.

(2) أن تنوي بأكلك وشُربك التقوِّي على عبادة الله لتُثَاب على أكلك وشُربك.

(3) أن تغسل يديك قبل الأكل إن كان بهما أذًى، وبعد الأكل لإزالة ما قد يعلق بهما من أوساخ.

(4) أن ترضى بالموجود من الطعام والشراب وألا تعيبه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «ما عاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعامًا قطّ، كان إذا اشتهى شيئًا أكله، وإن كرهه تركه»([98]) .

(5) ألاَّ تأكل وأنت متَّكئ أو منبطح على وجهك:

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا آكل و أنا متكئ»([99]) .

ولحديث ابن عمر قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مطعمين: عن الجلوس على مائدة يُشرب عليها الخمر، وأن يأكل وهو منبطحٌ على بطنه»([100]).

(6) عدم الأكل أو الشرب في آنية الذهب والفضة:

لحديث حذيفة وفيه أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «... ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافهما فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة»([101]) .

(7) أن تبدأ الطعام والشراب بـ«بسم الله» وتختمه بـ«حمد الله» «إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره»([102]).

وأما ختمه بحمد الله فلقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها»([103]).

(8) أن تأكل بيدك اليمنى وممَّا يليك:

لقوله - صلى الله عليه وسلم - لعمر ابن سلمة: «يا غلام سم الله، وكل بيمينك وكل مما يليك»([104]).

(9) يُستحب الأكل بثلاثة أصابع:

ولعق اليد بعده، فعن كعب بن مالك عن أبيه قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل بثلاث أصابع، ويلعق يده قبل أن يمسحها»([105]).

(10) يُستحب رفع اللقمة عند سقوطها:

وإزالة الأذى عنها وأكلها لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها وليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان»([106]).

(11) عدم النفخ في الطعام الحار أو التنفس في الماء أثناء الشرب:

لحديث ابن عباس أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يُتنفَّس في الإناء أو يُنفَخ فيه([107]).

(12) الاعتدال في تناول الطعام والشراب:

لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًا من بطن بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثُلث لطعامه، وثُلث لشرابه وثُلث لنفسه»([108]).

(13) ألاَّ ينظر صاحب الطعام إلى وجوه الآكلين أثناء الأكل، بل عليه أن يغضَّ بصره عنهم؛ لأنَّ ذلك يؤذيهم ويُشعرهم بالخجل.

(14) ألاَّ تبدأ بتناول الطعام أو الشراب وفي المجلس من هو أولى منك بالتقديم لكبر سِنٍّ أو زيادة فضل، لأنَّ ذلك مخلٍّ بالأدب.

(15) ألاَّ تفعل ما يستقذره الناس عادةً كأن تنفض يدك في الإناء، أو تُدني برأسك منه أثناء الأكل، أو تتكلم بألفاظ تدلُّ على القاذورات والأوساخ. (أو تحتسي الشراب بصوت مسموع أو تفتح فاك أثناء مضغ الطعام وهكذا).

(16) ألا تشرب من فم الإناء: لحديث ابن عباس قال: «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الشُرب من فِي السقاء»([109]).

(17) يُستَحبُّ الشرب جالسًا إلاَّ لعُذر:

لحديث أنس أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يُشرب قائمًا([110]).

 آداب الضيافة

على المضيف:

(1) أن يدعو لضيافته الأتقياء دون الفسَّاق:

لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُصاحب إلاَّ مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلاَّ تقيٌّ»([111]).

(2) ألاَّ يخصَّ بضيافته الأغنياء دون الفقراء:

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «شرُّ الطعام طعام الوليمة؛ يُدعَى إليها الأغنياء دون الفقراء»([112]).

(3) ألا يقصد بضيافته التفاخر والمباهاة:

بل ينوي الاقتداء بسنة النبي ص وإدخال السرور على إخوانه.

(4) ألاَّ يتكلَّف الضيف:

لحديث أنس قال: «كنا عند عمر فقال: نُهينا عن التكلُّف»([113]).

(5) ألاَّ تُكلِّف الضيف بخدمتك: لأن هذا ليس من المروءة في شيء.

(6) ألاَّ تُظهر الملالة بضيفك:

بل أظهر له الفرح بقدومه وطلاقة الوجه وطيب الكلام.

(7) أن يعجل بتقديم الطعام للضيف: لأن في ذلك إكرام له.

(8) ألاَّ يُبادر إلى رفع الطعام قبل أن يرفع الضيف يده.

(9) يُستحب أن يخرج مع الضيف إلى باب الدار: وهذا من تمام الضيافة وحسن الرعاية.

وعلى الضَّيف:

(1) أن يُجيب الدعوة ولا يتأخر عنها إلا لعذر:

 لحديث «من دُعي إلى عرس أو نحوه فليجب»([114]).

(2) ألاَّ يميز في الإجابة بين الفقير والغني:

 لأنَّ في عدم إجابة الفقير كسر لخاطره.

(3) ألاَّ يتأخَّر من أجل صومه بل يحضر:

 لحديث جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من دعي إلى طعام وهو صائم فليجب، فإن شاء طعم وإن شاء ترك»([115]).

(4) ألا يطيل الانتظار عند المضيف فيقلقه وألا يعجل المجيء فيفاجئه قبل الاستعداد له.

(5) ألا يزيد مدة ضيافته عن ثلاثة أيام: إلاَّ أن يلح عليه المضيف في البقاء أكثر.

(6) أن ينصرف طيب النفس: وأن يغفر لمضيفه أي تقصير حدث له.

(7) أن يدعو لمن استضافه بعد الفراغ من الطعام:

 ومن الأدعية المأثورة في ذلك: «أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلَّت عليكم الملائكة» ([116]).

ومنها: «اللهم اغفر لهم وارحمهم وبارك لهم فيما رزقتهم» «اللهم اطعم من أطعمنا واسق من سقانا».

 آداب زيارة المريض

على الزائر:

(1) ألا يطيل الجلوس عند المريض:

وأن يختار الوقت المناسب للزيارة وألا يشق عليه، بل يحاول إدخال السرور عليه واستئناسه.

(2) أن يدنو عن المريض ويسأله عن حاله ومصابه: فيقول له: كيف تجدك؟ كما كان النبي ص يفعل .

(3) أن يدعو للمريض بالشفاء والرحمة والسلامة والعافية:

 لحديث ابن عباس أن النبي ص كان إذا دخل على مريض يعوده قال: «لا بأس طهور إن شاء الله»([117]). وأن يدعو ثلاثًا كما كان النبي ص يفعل.

(4) أن يمسح بيده اليمنى على المريض ويقول: «أذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا»([118]).

(5) أن يُذكِّر المريض بالصبر على قضاء الله وعدم استبطاء الشفاء، وألا يتمنَّى الموت مهما اشتدَّ به البلاء.

(6) أن يُلقِّن المريض الشهادة إذا حضر أجله: ويغمض عينيه ويدعو له، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله»([119]).

وعلى المريض:

(1) أن يبادر بالتوبة النصوح: وأن يقبل على العمل الصالح.

(2) أن يحسن الظن بربه: ويستحضر في ذهنه أنه مخلوق ضعيف من مخلوقات الله، وأن الله تعالى غني عن عذابه وعن طاعته.

(3) أن يتحلَّل من المظالم: ويبادر بأداء الحقوق إلى أصحابها، وردِّ الأمانات إلى أهلها.

(4) أن يكثر من ذكر الله، وقراءة القرآن والاستغفار.

(5) أن يحتسب ما أصابه من المرض عند الله:

فإنه يؤجر على ذلك؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا رفعه الله بها درجة وكفر عنه بها خطيئة»([120]).

(6) التوكُّل على الله:

واليقين بأنَّ الشفاء من الله مع بذل الأسباب الشرعية في التداوي من المرض.

 آداب الجنازة والتعزية

(1) الإسراع في تجهيز الجنازة ودفنها:

تخفيفًا على أهلها ورحمة بهم؛ لحديث أبي هريرة أن رسول الله ص قال: «أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك فشرٌّ تضعونه عن رقابكم»([121]).

(2) عدم البكاء بصوت عال:

وعدم النواح والندب وشق الجيوب؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية»([122]).

(3) يُستحب مرافقة الجنازة حتى تُدفن لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من شهد الجنازة حتى يصلَّى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تُدفن فله قيراطان» قيل: وما القيراطان؟ قال: «مثل الجبلين العظيمين»([123]).

(4) الثناء على الميت بذكر مآثره ومحاسنه:

 وعدم التعرض لإساءته لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا»([124]).

(5) الاستغفار للميت بعد دفنه:

فعن ابن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: «استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت؛ فإنه الآن يُسأل»([125]).

(6) يُستحب مواساة أهل الميت وصنع الطعام لهم: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «اصنعوا لآل جعفر طعامًا فإنه قد أتاهم ما يشغلهم»([126]).

(7) يُستحب تعزية المصاب وتصبيره:

 والقول له: «إنَّ لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلُّ شيء عنده بأجلٍ مسمى، فلتصبر ولتحتسب»([127]).

 آداب السفر

يستحب للمسافر:

(1) إذا نوى السفر أن يستخير الله في سفره هذا:

 بأن يصلي ركعتين من غير الصلوات المفروضة، ثم يدعو بدعاء الاستخارة.

(2) أن يتوب إلى الله من كل معصية عملها:

ويستغفر الله من كلِّ ذنبٍ اقترفه؛ فإنه لا يدري ماذا وراء سفره.

(3) أن يردَّ المظالم والأمانات إلى أصحابها:

وأن يقضي دُيونه أو يوكِّل من يقضيها عنه، وأن يوصي أهله بخير.

(4) أن يتزوَّد لسفره بالماء والطعام والمال.

(5) يستحب للمسافر أن يصطحب رفقةً صالحةً في سفره يُخفِّفون عنه وحشة الطريق، ويساعدونه عند الحاجة .. وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده»([128]).

(6) يُستحب للمسافرين إذا كانوا ثلاثة فأكثر أن يؤمِّروا أحدهم عليهم، فذلك أَدعى إلى انتظام أمورهم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمِّروا أحدهم»([129]).

(7) يُستحب السفر أول النهار وأول الليل: لقوله - صلى الله عليه وسلم - «اللهم بارك لأمتي في بكورها» وقال: «عليكم بالدلجة؛ فإنَّ الأرض تطوى بالليل» ([130]).

والدلجة: أول الليل، وقيل: الليل كلَّه.

(8) يستحب للمسافر إذا أراد سفرًا أن يودع أهله وأقاربه وأصدقاءه كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل ويقول: «استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك»([131]).

(9) إذا أراد المسافر ركوب دابته من سيارةٍ أو طائرةٍ أو نحوهما فليسمِّ الله، وإذا استوى عليها فليكبِّر ثلاثًا ثم يقول دعاء السفر وهو: «سبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البرَّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوِ عنا بعده .. اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل»([132]).

(10) يُستحب التكبير عند الصعود والتسبيح عن الهبوط لحديث جابر قال: «كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبَّحنا»([133]).

(11) يُستحب المسافر أن يدعو أثناء السفر: لأن دعوته مستجابة.

(12) إذا احتاج المسافر للمبيت أو الراحة أثناء السفر فعليه الابتعاد عن الطريق؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا عرستم - أي نزلتم للراحة - فاجتنبوا الطريق؛ فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل»([134]).

(13) إذا قضى المسافر حاجته وغرضه من السفر فعليه التعجيل بالعودة إلى الأهل لحديث أبي هريرة وفيه: «...فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجل إلى أهله»([135]).

(14) يُستحب للمسافر إذا رجع إلى أهله ألا يدخل عليهم ليلاً إلاَّ إذا أخبرهم، لحديث جابر قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يطرق الرجل أهله ليلا ([136]).

(15) يُسن للمسافر حين وصوله من السفر أن يذهب إلى المسجد ويصلي فيه ركعتين فعن كعب بن مالك أن النبي ص كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ([137]).

 آداب النصيحة

(1) الإخلاص في النصح:

بحيث لا ترجو من نصحية أخيك إلا الله، وأن تبرأ ذمتك، وألا يكون هدفك من النصيحة الرياء أو السمعة والشهرة أو انتقاص المنصوح وتجريحه.

(2) أن تكون النصيحة بأسلوب حسن طيب ليِّن سهل حتى يتأثَّر بها المنصوح، فيقبل النصيحة، وقد قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: 125].

(3) أن يكون المنصوح منفردًا وهذا أدعى لقبوله النصيحة فمن نصح أخاه في علانية فقد شانه ومن نصحه سرًّا فقد زانه، وقد قال الشافعي رحمه الله:

تغمَّدني بنُصحِك في انفرادٍ

وجنِّبنِي النَّصيحَة في الجمَاعَهْ

فإنَّ النصح بين النَّاس نوعٌ

من التَّوبيخ لا أرضَى استمَاعَهْ

(4) أن يكون الناصح عالمًا بما ينصح به: وأن يتثبَّت من الشيء المنقول إليه حتى ينكر أو يأمر على بصيرة، وهذا أدعى إلى قبول نصيحته.

(5) أن يراعي الناصح حال المنصوح الذي يريد أن ينصحه، فلا ينصحه وهو مشغولٌ بأمرٍ ما، أو وهو بين أصدقائه وأقاربه، وأن يعرف مشاعره ومكانته وعمله والمشكلات التي يعيشها.

(6) أن يعمل الناصح بالنصيحة قبل أن ينصح بها غيره حتى لا يكون ممن الذين يأمرون الناس بالبرِّ وينسون أنفسهم، وقد قال الله على لسان شعيب: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ﴾ [هود: 88].

(7) أن يصبر الناصح على الأذى الذي قد يتعرض له: فقد قال لقمان لابنه وهو يعظه ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ﴾ [لقمان: 17]

يأمره بالصبر على ما قد يصيبه من جراء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


 آداب الهاتف

(1) التأكُّد من صحَّة الرقم المطلوب قبل الاتصال: حتى لا تتسبب في إيقاظ نائم أو إزعاج مريض أو إشغال الآخرين.

(2) اختيار الوقت المناسب للاتصال: فللناس أشغال وحاجات ولهم أوقات نوم وراحة وأوقات طعام وعمل.

(3) عدم إطالة الحديث بلا داع: خشية أن يكون المتصل عليه منشغلا بعمل ضروري أو أنه على موعد مهم.

(4) عدم خضوع المرأة بالقول أثناء المهاتفة: وعدم استرسالها بالحديث مع الرجال لقول الله تعالى: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ [الأحزاب: 32]

ولتحذر المرأة من رفع الصوت عن المعتاد والاسترسال في الكلام مع الرجال، وتمطيط الكلام وتحسينه وتليينه وترخيمه وتنعميه.

(5) بدء المتَّصل بالسلام: لأنه هو القادم؛ فعليه أن يبدأ حديثه بالسلام وينهي حديثه أيضًا بالسلام.

(6) عدم استخدام هاتف الغير إلاَّ بعد استئذانه: وأن تكون هناك حاجة لذلك.

(7) ألا تُسجِّل كلام المتكلِّم دون إذنه وعلمه: مهما كان نوع كلامه؛ لأنَّ هذا ضربٌ من الخيانة وإفشاء السر، وهو مكرٌ وخديعة، وإذا نشرت الكلام للآخرين فهو زيادة في التخوُّن وهتهك الأمانة، ويلحق بهذا التصنت على أحاديث الناس وما يجري بينهم فهذا محرم لا يجوز .

(8) عدم استعمال الهاتف في المعاكسات الهاتفية: لأنَّ الهاتف نعمةٌ أنعم الله بها علينا لقضاء حوائجنا، وليس من الأدب أن نجعله نقمةً باستعماله في تتبُّع عورات المسلمين وهتك حرماتهم واستدراج نسائهم إلى الرذيلة، فهذا حرامٌ وفاعله حريٌّ بالعقوبة.

 آداب الزفاف والعشرة بين الزوجين

(1) ملاطفة الزوجة ومداعبتها عند الدخول بها؛ فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يداعب أزواجه ويضاحكهنَّ ويلاطفهنَّ.

(2) وضع اليد على رأس الزوجة والدعاء لها لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا تزوَّج أحدكم امرأةً فليأخذ بناصيتها وليسمِّ الله عزَّ وجلَّ وليدع بالبركة وليقل: اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرِّها وشرِّ ما جبلتها عليه»([138]) .

(3) يُستحب لهما أن يُصلِّيا ركعتين معًا لأنَّ ذلك منقولٌ عن السلف.

(4) التسمية قبل الجماع لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لو أنَّ أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن قضي بينهما ولد من ذلك لم يضرُّه الشيطان أبدًا»([139]) .

(5) إذا أتى الرجل زوجته وأراد أن يعود إليها ثانية فيُستحبُّ أن يتوضَّأ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضَّأ»([140]) .

(6) يُستحب للزوجين أن يتوضَّأ قبل النوم بعد الجماع:

 لحديث عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يأكل أو ينام وهو جنب غسل فرجه، وتوضَّأ وضوءه للصلاة([141]).

(7) يحرم على الرجل يأتي زوجته وهي حائض أو يأتي زوجته في دُبرها لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من أتى حائضًا أو امرأةً في دُبرها أو كاهنًا فصدَّقه بما يقول؛ فقد كفر بما أُنزِل على محمد»([142]) .

(8) يحرم على الزوجين نشر أسرار الاستمتاع:

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ من أشرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها»([143]) .

(9) أن يحسن كلٌّ منهما عشرة صاحبه:

وأن يقوم بما عليه من واجبات تجاه الآخر لقوله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228].

(10) أن يرفق الزوج بزوجته ويحسن إليها:

ويُعلِّمها ما تحتاج إليه من أمور دينها، ويلزمها بأداء ما أوجبه الله عليها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «ألا واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنهنَّ عوان عندكم»([144]) .

(11) أن تطيع الزوجة زوجها في حدود استطاعتها:

 وفي غير معصية، وألا تطيع أحدًا من أهلها فيما لا يرضيه ويخالف رغبته، وألا تمتنع منه إذا أرادها لنفسه؛ لقوله ص: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح»([145]) .

(12) أن يعدل الرجل بين زوجاته في الأمور التي يقدر عليها؛

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل»([146]) .

أداب السوق

(1) أن تذكر الله عند الدخول إلى السوق لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير؛ كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى له بيتًا في الجنة»([147]) .

(2) عدم رفع الصوت بالخصام واللجاج:

 فقد ورد في صفته - صلى الله عليه وسلم - أنه ليس بفظٍّ ولا غليظٍ ولا سخَّاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر([148]) .

(3) المحافظة على نظافة السوق:

فلا يجوز تلويثها بالأقذار والأوساخ، مما قد يكون سببًا في تعطيل حركة السير، ومصدرًا للروائح الكريهة المؤذية.

(4) المحافظة على الوفاء بالعقود والعهود والالتزامات بين الطرفين لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1].

(5) توثيق البيع أو الشراء بالشهادة أو الكتابة: لقوله تعالى: ﴿وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ﴾ [البقرة: 282].

(6) السماحة واليسر في البيع والشراء: لقوله - صلى الله عليه وسلم - «رحم الله عبدًا سمحًا إذا باع سمحًا إذا اشترى سمحًا إذا اقتضى»([149]) .

(7) الصدق والبيان وعدم كتمان العيب:

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «المسلم أخو المسلم، ولا يحل لمسلم باع من أخيه بيعًا فيه عيب إلاَّ بينه له»([150]) .

(8) عدم الإكثار من الحلف في البيع والشراء:

 لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إياكم وكثرة الحلف في البيع، فإنه ينفق ثم يمحق»([151]) .

(9) اجتناب الغش والخداع والغبن والتدليس والمغالاة في الربح فقد ورد أنه - صلى الله عليه وسلم - مرَّ على صبرة طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً فقال: «ما هذا يا صاحب الطعام؟» قال: أصابته السماء يا رسول الله. قال: «أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غشنا فليس منا» ([152]) .

(10) اجتناب بخس الكيل أو الوزن وتطفيفهما:

لقوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾ [المطففين: 1-3].

(11) اجتناب الربا والاحتكار وكلّ ما يؤذي الناس:

فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «لعن الله آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه»([153] وقال: «لا يحتكر إلاَّ خاطئ»([154]) .

(12) تطهير السوق من كل ما يباع فيه من المحرمات.

(13) الابتعاد عن المزايدة الكاذبة التي يهدف منها التغرير بالمشتري ودفعه إلى الشراء؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - نهى عن النجش([155]).

(14) اجتناب بيع المغصوب والمسروق: لقوله تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 29].

(15) غض البصر عن النساء والابتعاد عن الاختلاط بينهن ومزاحمتهن قال تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ [النور: 30، 30].

(16) المحافظة على الشعائر وعدم الانشغال بالبيع والشراء عن الصلاة: فخير الناس من لا تشغله دنياه عن أخراه، ولا أخراه عن دنياه قال تعالى: ﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ﴾ [النورك 37].

 آداب الجوار

(1) إكرام الجار والإحسان إليه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة «.. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره»..

وفي رواية: «فليحسن إلى جاره»([156]) .

(2) ألا نتطاول عليه في البنيان:

حتى لا نحجب الشمس والهواء عنه، وألا نتعدَّى على حدوده إمَّا بإزالة أو تغيير؛ لأنَّ ذلك يؤذيه.

(3) أن نحفظه في غيبته:

فنُحافظ على ماله وعرضه من المعتدين، وأن نغيث الملهوفين ونساعد المحتاجين منهم، وأن نغضَّ الطرف عن نسائه ونستر عيوبه.

(4) ألا نزعجه بصوت الراديو أو التليفزيون:

أو برمي الأوساخ أمام داره، أو أن نغلق الطريق عليه، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن» قيل: من يا رسول الله؟ قال: «الذي لا يأمن جاره بوائقه»([157]) .

(5) ألا نضن عليه بالنصيحة والإرشاد:

 ونأمره بالمعروف وننهاه عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة دون تشهير أو تأنيب.

(6) أن نتعاهد الجيران بالطعام:

لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر: يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك([158]) .

(7) أن نشارك في أفراحه وأحزانه:

 ونعوده إذا مرض، ونسأل عليه إذا افتقدناه، ونحسن لقاءه وندعوه للزيارة فهذا أدعى إلى تأليف قلبه وكسب وده.

(8) ألا نتبع عثراته ونفرح بزلاته: وأن نغضَّ الطرف عن هفواته وأخطائه.

(9) أن تتحمَّل أذى جارك فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة يُحبهم الله...» وذكر منهم: «... والرجل يكون له الجار، يؤذيه جاره فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ظعن»([159]) .



([1]) متفق عليه.

([2]) متفق عليه.

([3]) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

([4]) رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.

([5]) متفق عليه.

([6]) رواه أبو داود وصححه الألباني.

([7]) رواه البخاري.

([8]) رواه أبو داود وحسنه الألباني.

([9]) رواه البخاري.

([10]) رواه الأربعة وصحَّحه الألباني.

([11]) رواه أبو داود والترمذي وصحَّحه الألباني.

([12]) متفق عليه.

([13]) متفق عليه.

([14]) متفق عليه.

([15]) رواه النسائي وصححه الألباني.

([16]) متفق عليه.

([17]) رواه مسلم.

([18]) رواه مسلم.

([19]) متفق عليه.

([20]) رواه أبو داود وابن ماجه.

([21]) رواه أبو داود وصححه الألباني.

([22]) رواه البخاري.

([23]) رواه أحمد وحسنه الألباني.

([24]) رواه البخاري وأحمد.

([25]) رواه أبو داود وصححه الألباني.

([26]) رواه البخاري.

([27]) متفق عليه.

([28]) متفق عليه.

([29]) رواه أبو داود وحسنه الألباني.

([30]) رواه أحمد و صححه الألباني.

([31]) متفق عليه.

([32]) متفق عليه.

([33]) متفق عليه.

([34]) متفق عليه.

([35]) رواه أبو داود وحسنه الألباني.

([36]) رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.

([37]) رواه البخاري.

([38]) رواه مسلم.

([39]) رواه أبو داود وصححه الألباني.

([40]) رواه البخاري في الأدب المفرد، وصحيح الألباني إسناده.

([41]) رواه مسلم.

([42]) متفق عليه.

([43]) رواه مسلم.

([44]) متفق عليه.

([45]) متفق عليه.

([46]) رواه أبو داود وحسنه الألباني.

([47]) رواه البيهقي وحسنه الألباني.

([48]) رواه أبو داود وصححه الألباني.

([49]) رواه الترمذي وصححه الألباني.

([50]) رواه الترمذي وصححه الألباني.

([51]) رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني.

([52]) رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.

([53]) رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني.

([54]) متفق عليه.

([55]) متفق عليه.

([56]) رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.

([57]) رواه أبو داود وصححه الألباني.

([58]) متفق عليه.

([59]) رواه أحمد وصححه الألباني.

([60]) رواه مسلم.

([61]) متفق عليه.

([62]) رواه ابن ماجة وصححه الألباني.

([63]) رواه الترمذي وحسنه الألباني.

([64]) متفق عليه.

([65]) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.

([66]) رواه أحمد وابن ماجه.

([67]) رواه مسلم.

([68]) رواه أبو داود وحسنه الألباني.

([69]) متفق عليه.

([70]) رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.

([71]) رواه الترمذي وحسنه.

([72]) متفق عليه.

([73]) رواه أحمد وحسنه الألباني.

([74]) رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني.

([75]) متفق عليه.

([76]) متفق عليه.

([77]) رواه مسلم.

([78]) متفق عليه.

([79]) رواه الترمذي وصححه الألباني.

([80]) رواه مسلم.

([81]) رواه البيهقي وصححه الألباني.

([82]) متفق عليه.

([83]) رواه الطبراني وحسنه الألباني.

([84]) رواه مسلم.

([85]) رواه مسلم.

([86]) رواه البخاري.

([87]) رواه أبو داود وصححه الألباني.

([88]) رواه مسلم.

([89]) رواه البخاري.

([90]) رواه مسلم.

([91]) رواه الترمذي وصححه الألباني.

([92]) متفق عليه.

([93]) متفق عليه.

([94]) رواه مسلم.

([95]) رواه البخاري.

([96]) رواه الترمذي وحسنه الألباني.

([97]) رواه البخاري.

([98]) متفق عليه.

([99]) رواه البخاري.

([100]) رواه أبو داود وصححه الألباني.

([101]) متفق عليه.

([102]) رواه أبو داود وصححه الألباني.

([103]) رواه مسلم.

([104]) متفق عليه.

([105]) رواه مسلم.

([106]) رواه مسلم.

([107]) رواه الترمذي وصححه الألباني.

([108]) رواه أحمد وصححه الألباني.

([109]) رواه البخاري.

([110]) رواه مسلم.

([111]) رواه أحمد وحسنه الألباني.

([112]) متفق عليه.

([113]) رواه البخاري.

([114]) رواه مسلم.

([115]) رواه ابن ماجة وصححه الألباني.

([116]) رواه أبو داود وصححه الألباني.

([117]) رواه البخاري.

([118]) متفق عليه.

([119]) رواه مسلم.

([120]) متفق عليه.

([121]) متفق عليه.

([122]) رواه البخاري.

([123]) متفق عليه.

([124]) رواه البخاري.

([125]) رواه أبو داود وصححه الألباني.

([126]) رواه أبو داود وصححه الألباني.

([127]) متفق عليه.

([128]) رواه البخاري.

([129]) رواه أبو داود وصحَّحه الألباني.

([130]) رواهما أبو داود وصححهما الألباني.

([131]) رواه الترمذي وصححه الألباني.

([132]) رواه مسلم.

([133]) رواه البخاري.

([134]) رواه مسلم.

([135]) متفق عليه.

([136]) متفق عليه.

([137]) متفق عليه.

([138]) رواه أبو داود وحسن إسناده الألباني.

([139]) متفق عليه.

([140]) رواه مسلم.

([141]) متفق عليه.

([142]) رواه الأربعة وصححه الألباني.

([143]) رواه مسلم.

([144]) رواه الترمذي وصححه الألباني.

([145]) متفق عليه.

([146]) رواه أبو داود وصححه الألباني.

([147]) رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني.

([148]) رواه البخاري.

([149]) رواه البخاري.

([150]) رواه أحمد وصححه الألباني.

([151]) رواه مسلم.

([152]) رواه مسلم.

([153]) رواه أحمد وصححه الألباني.

([154]) رواه مسلم.

([155]) متفق عليه.

([156]) متفق عليه.

([157]) متفق عليه.

([158]) رواه مسلم.

([159]) رواه أحمد وصححه الألباني.