×
شرح أسماء الله الحسنى [ السلام ]: هذا جزء من سلسلة شرح أسماء الله الحسنى، تتحدَّث فيه الكاتبة عن اسم الله السلام - جل جلاله - لغةً واصطلاحًا.

 شرح أسماء الله الحسنى [ السلام ]

نوال بنت عبد العزيز العيد


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:

فقد اقترحن عليَّ بعض الأخوات حفظهن الله ممن يحضرن سلسلة الدروس العلمية لشرح أسماء الله الحسنى في جامع عثمان بن عفان t في حي الواحة بالرياض أن يفرغن المادة العلمية الموجودة بالأشرطة المسجلة، ومن ثم مراجعتها، ونشرها لتعم الفائدة، وقد قمن مشكورات بالتفريغ، وتمت مراجعة المادة، وأجيز نشرها, سائلة المولى جل وعلا أن يجعل عملنا خالصًا لوجهه، رافعًا لدرجتنا عنده، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

كتبته

نوال بنت عبد العزيز العيد


اسم الله السلام

جل جلاله وتقدست أسماؤه

 المعنى اللغوي:

السلام في اللغة دائر على معنيين:

السلام: البراءة من العيوب ([1])؛ يقال سلمت من الشرك إذا تبرأت منه، قال تعالى: }وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا{([2]) أي: يجيبون بالمعروف من القول والسداد من الخطاب ([3])، وإذا سفه عليهم الجهال بالقول السيئ لم يقابلوهم عليه بمثله, بل يعفون ويصفحون ولا يقولون إلا خيرًا ([4]) فتبرؤوا من أن يردوا عليهم بالمثل، والسلام: هو العافية ([5])، ومعلوم أن من تبرأ من شيء عوفي من نتيجته وأثره.

والله جل وعلا أضاف كثيرًا من مخلوقاته إلى السلام: فوصف ليلة القدر بأنها سلام قال تعالى: }سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ{([6]) أي: سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا أو يحدث فيها أذى ([7])، ووصف الجنة أيضًا بأنها دار السلام، فقد قال الله تعالى: }لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ{([8])، والله هو السلام, والدار الجنة ([9])، ولذلك سميت الجنة دار السلام، أي: دار الله، وقيل إنما سميت بذلك لأن: السلام في اللغة هو السلامة ([10])، والجنة دار السلامة من كل آفة وعيب ونقص، وقيل: سميت دار السلام لأن تحيتهم فيها سلام، فمن دخلها تلقته الملائكة من كل باب بالسلام لا يفنى شبابه، ولا تبلى ثيابه، يحيى ولا يموت، ينعم ولا ييأس ولا يهرم أبد الآبدين، كما قال الله تعالى: }تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ{([11]).

 - معنى السلام المطلوب عند التحية:

فيه قولان مشهوران:

أحدهما: أن المعنى اسم السلام عليكم، والسلام هنا هو الله عز وجل، ومعنى الكلام: نزلت بركة اسمه عليكم وحلت عليكم ونحو ذلك، واختير في هذا المعنى من أسمائه دون غيره من الأسماء؛ لأن معناه السلامة والبراءة والعافية من جميع الشرور فكأنه يخبره بالسلامة من جانبه، ويؤمنه من شره وغائلته، وأنه سلم له لا حرب عليه، وفي الحديث عن النبي ﷺ‬ أنه قال: «السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه، كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم»([12])، وجاء أيضًا أن المهاجر بن قنفذ t أتى النبي ﷺ‬ وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه فقال: «إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر»([13])، دل هذا الحديث على أن السلام اسم من أسماء الله.

ثانيهما: أن السلام مصدر بمعنى السلامة، وهو المطلوب، المدعو به عند التحية، فإذا قلت السلام أي: السلامة عليك من كل شر وآفة وعيب، ولذلك جاءت الأحاديث بالإطلاق والعموم، ودلالة ذلك، قالوا: إن السلام عطف على الرحمة والبركة.

والحق في مجموع القولين: فلكل منهما بعض الحق، والصواب في مجموعهما، وإنما نبين ذلك بقاعدة وهي أن من دعا بأسمائه الحسنى أن يسأله في كل مطلوب ويتوسل إليه بالاسم المقتضى لذلك المطلوب المناسب لحصوله, حتى كأن الداعي مستشفع إليه، متوسل إليه به، فإذا قال: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور، فقد سأله أمرين وتوسل إليه باسمين من أسمائه مقتضيين لحصول مطلوبه، وكذلك قول النبي ﷺ‬ لعائشة رضي الله عنها وقد سألته: ما تدعو به إن وافقت ليلة القدر؟ قال: تقولين: «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني»([14])، وكذلك قوله للصديق t وقد سأله دعاءً يدعو به في صلاته فقال له: قل: «اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم»([15])، وإذا ثبت هذا، فالمقام لما كان مقام طلب السلامة التي هي أهم ما عند الرجل، أتى في لفظها بصيغة اسم من أسماء الله وهو السلام، الذي يطلب به السلامة ([16]).

فتضمن لفظ السلام معنيين أحدهما:

1) ذكر الله.

2) طلب السلام وهو مقصود المسلم.

ورود الاسم في القرآن الكريم:

ورد هذا الاسم في القرآن الكريم مرة واحدة، في قول الله تبارك وتعالى: }الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ{([17])، وقد ورد في السنة المطهرة، عن ثوبان t أن النبي ﷺ‬ كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا وقال: «اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام»([18])، فاسم السلام يتضمن إثبات جميع الكمالات له وسلب جميع النقائص عنه، وهذا معنى "سبحان الله والحمد لله"، فسبحان الله: تنزيهه، والحمد لله: إثبات جميع المحامد له، ويتضمن إفراده بالألوهية وإفراده بالتعظيم، وهذا معنى "لا إله إلا الله والله أكبر" فانتظم اسم السلام في الباقيات الصالحات التي يثنى بها على الرب جل جلاله.

 معنى الاسم في حق الله تبارك وتعالى:

اسم الله السلام دائر على ثلاث معان:

1) السلام: أي السالم من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله([19]).

2) الذي سلم من مشابهة خلقه، قال عز من قائل: }لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{([20]).

3) الذي سلم المؤمنون من عقوبته ([21])، فهو الذي يسلم عباده المؤمنين في الدنيا والبرزخ والآخرة.

فهو سلام في ذاته عن كل عيب ونقص يتخيله واهم، وسلام في صفاته عن كل عيب ونقص، وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص وشر وظلم وفعل واقع عن غير وجه الحكمة، بل هو السلام الحق من كل وجه وبكل اعتبار، فهو السلام من الصاحبة والولد، والسلام من الكفء والنظير، والسمي والمماثل، والسلام من الشريك، وحياته سلام من الموت ومن السِنَةِ والنوم، وكذلك قيوميته وقدرته سلام من التعب واللغوب، وعلمه سلام من عزوب شيء عنه، أو عروض نسيان، أو حاجة إلى تذكر وتفكر، وإرادته سلام من خروجها عن الحكمة والمصلحة، وكلماته سلام من الكذب والظلم، بل تمت كلماته صدقًا وعدلاً، وغناه سلام من الحاجة إلى غيره بوجه ما، بل كل ما سواه محتاج إليه، وهو غني عن كل ما سواه، وملكه سلام من منازع فيه أو مشارك أو معاون مظاهر أو شافع عنده بدون إذنه، وإلاهيته سلام من مشارك له فيها، بل هو الذي لا إله إلا هو، وحلمه وعفوه وصفحه ومغفرته وتجاوزه, سلام من أن تكون عن حاجة منه أو ذل أو مصانعة كما يكون من غيره، بل هو محض جوده وإحسانه وكرمه، وكذلك عقابه وانتقامه وشدة بطشه وسرعة عقابه, سلام من أن يكون ظلمًا أو تشفيًا أو غلظة أو قسوة, بل هو محض حكمته وعدله ووضعه الأشياء مواضعها وهو مما يستحق عليه الحمد والثناء كما يستحقه على إحسانه وثوابه ونعمه, بل لو وضع الثواب موضع العقوبة لكان مناقضًا لحكمته ولعزته، فوضعه العقوبة موضعها هو من حمده وحكمته وعزته، فهو سلام مما يتوهم أعداؤه والجاهلون به من خلاف حكمته، وقضاؤه وقدره سلام من العبث والجور والظلم، ومن توهم وقوعه على خلاف الحكمة البالغة، وشرعه ودينه سلام من التناقض والاختلاف والاضطراب، وخلاف مصلحة العباد ورحمتهم والإحسان إليهم وخلاف حكمته, بل شرعه كله حكمة ورحمة ومصلحة وعدل، وعطاؤه سلام من كونه معاوضة أو لحاجة إلى المعطى ومنعه عدل محض وحكمة، لا يشوبه بخل أو عجر، واستواؤه وعلوه على عرشه سلام من أن يكون محتاجًا إلى ما يحمله أو يستوي عليه بل العرش محتاج إليه وحملته محتاجون إليه، فهو الغني عن العرش وعن حملته وعن كل ما سواه، وهو استواء وعلو لا يشوبه حصر ولا حاجة إلى عرش ولا غيره، ولا إحاطة شيء به سبحانه وتعالى بل كان سبحانه ولا عرش ولم يكن به حاجة إليه وهو الغني الحميد، وموالاته لأوليائه سلام من أن تكون عن ذل كما يوالي المخلوق المخلوق، بل هي موالاة رحمة وخير وإحسان وبر، وكذلك محبته لمحبيه وأوليائه سلام من عوارض محبة المخلوق للمخلوق من كونها محبة حاجة إليه، أو تملق به أو انتفاع بقربه, وسلام مما يتقوله المعطلون فيها ([22]).

 آثار الإيمان بهذا الاسم:

1- تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص وعيب، وهو السالم من كل نقص وعيب، فمعناه قريب من القدوس، وقيل إن القدوس إشارة إلى براءته عن جميع العيوب في الماضي والحاضر، والسلام: إشارة إلى أنه لا تطرأ عليه عيوب في الزمن المستقبل، فإن الذي يطرأ عليه شيء من العيوب تزول سلامته ولا يبقى سليمًا ([23]).

2- الله سبحانه وتعالى هو المُسلِّم على عباده وأوليائه في الجنة، قال الله تبارك وتعالى: }خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ{([24] فينزل بركة اسمه السلام عليهم فيسلمون من كل آفة ونقص قال تعالى: }سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ{([25] وقال سبحانه: }تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا{([26]).

3- الله تعالى هو المُسلِّم على أنبيائه ورسله، قال تعالى: }سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ{([27] وقال تعالى: }سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ{([28] وقال تعالى: }سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ{([29] وقال تعالى: }سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ{([30] وقال تعالى: }وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ{([31] وقال تعالى: }قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ{([32] قال ابن عطية: ([33]) "أوحش ما يكون الخلق في ثلاث مواطن: يوم يولد فيرى نفسه خارجًا مما كان فيه، ويوم يموت فيرى قوما لم يكن عاينهم، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر عظيم، فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسلام عليه فقال: }وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا{([34]) فأشار إلى أن الله جل وعز سلم يحيى من شر هذه المواطن الثلاث وأمنه من خوفها, وإذا سلم الله على عبد فإن ذلك إشارة إلى سلامة ذلك العبد من كل عيب وآفة وبرئ من كل نقص، ثم إن ذلك يستلزم أن ننزههم من العيوب والنقائص، فلا يذكرهم أحد بسوء، وذلك بالطعن في شرائعهم، والاستهزاء بحديثهم، وما أعرض أحد عن شرع الله وعن رسول الله ﷺ‬ الذي ختم الله به الدين إلا وجد قسوة في قلبه؛ عقوبة من الله له، قال تعالى: }وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمَ الظَّالِمُونَ{([35]).

نص الله على مرض القلب في الآية وهو بمعنى قسوة القلب، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:"المرض هو النفاق"([36]) وقيل لا يخرج أمرهم من أن يكون في القلوب مرض لازم لها أو قد عرض لها شك في الدين، أو يخافون أن يجور الله ورسوله ﷺ‬ عليهم في الحكم، وأيًا كان فهو كفر محض والله عليم بكل منهم وما هو منطو عليه من هذه الصفات ([37])، وكذا عباده المؤمنين يسلمهم الله ويظهر أثرهم على كثير من الخلق، قال الله تبارك وتعالى: }الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ{([38])، وتأمل سلامة الله للعبد المؤمن، وكرامته له في موطن موحش تخشاه النفوس وتهابه، جاء في حديث البراء بن عازب قال: "خرجنا مع النبي ﷺ‬ في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، فجلس رسول الله ﷺ‬ مستقبل القبلة، وجلسنا حوله، وكأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به الأرض، فجعل ينظر إلى السماء، وينظر إلى الأرض، وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثًا، فقال: «استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثًا، ثم قال: النبي ﷺ‬ «إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا, وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس, معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر, ثم يجيء ملك الموت u حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة (وفي رواية المطمئنة) أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، فيأخذها (وفي رواية: حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، وفتحت له أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم) فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، فذلك قوله تعالى: }تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ{ ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، قال: فيصعدون بها فلا يمرون – يعني – بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين }وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ{ [المطففين: 19-21]: وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال: فتعاد روحه في جسده قال: «فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه» فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله ﷺ‬ فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت، فينتهره فيقول: من ربك؟ ما دينك؟ ما نبيك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن، فذلك حين يقول الله عز وجل: }يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا{ [إبراهيم: 27] فينادي مناد في السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابًا إلى الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره، قال: ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم, هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: وأنت فبشرك الله بخير, من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح فوالله ما علمتك إلا كنت سريعًا في طاعة الله، بطيئًا في معصية الله، فجزاك الله خيرًا, ثم يفتح له باب من الجنة، وباب من النار، فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله، أبدلك الله به هذا، فإذا رأى ما في الجنة قال: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي»([39])، فهاهم يسلمون عليه وقت احتضاره حتى يطمئنونه، وكأن حالهم يقول: سيسلمك الله من الشرور وسيسلمك الله مما أتعبك وسيسلمك الله بعد أن تنتقل من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ولذا جاء في الآية الأخرى: }إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ{([40])، فتكون البشارة للمؤمن بالسلامة قبل خروج الروح، فبقدر ما يحقق العبد السلامة من النقائص والذنوب في هذه الدنيا بقدر ما يسلمه الله أشد الأوقات حاجة للرب جل وعلا فتنزل الملائكة رحمة من الله وتثبيتًا للعبد وها هي الملائكة تكفن روحه، وتحنطه قبل أن يكفن جسده، ثم يحظى المؤمن بصلاة كل ملك عليه، وصلاة الملائكة مستجابة لأنهم عباد صالحون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ثم يحظى بسماع أفضل الثناء عليه من قبل السائل والمجيب، فالملائكة تسأل من هذه الروح الطيبة؟، ورسل الموت يجيبون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، ويرى فتح أبواب السماء له، وثناء المولى جل وعلا عليه، وكتابة اسمه في عليين، فأية سلامة أعظم من هذه السلامة، وأية كرامة خير من هذه الكرامة.

4- الحرص على نشر هذا الاسم بين العباد، وأنه سبب لدخول الجنة:

وقد وردت أحاديث عدة في نشر اسم الله السلام والتسليم على العباد به، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً سأل النبي ﷺ‬ أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف»([41] يقول أهل العلم: فدلالة كمال إسلام وإيمان العبد نشر السلام، وجاء عن عبد الله بن سلام أنه قال: لما قدم رسول الله ﷺ‬ المدينة انجفل الناس إليه وقيل: قدم رسول الله ﷺ‬ فجئت في الناس لأنظر إليه فلما استبنت وجه رسول الله ﷺ‬ عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول شيء تكلم به أن قال: «يا أيها الناس أفشوا السلام, وأطعموا الطعام, وصلوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام»([42]).

وعن أبي شريح t أنه قال: "يا رسول الله! أخبرني بشيء يوجب لي الجنة قال: «طيب الكلام، وبذل السلام، وإطعام الطعام»([43])"، وجاء في حديث الأغر بن مزينة قال: كان رسول الله ﷺ‬ أمر لي بجزء من تمر عند رجل من الأنصار، فمطلني به فكلمت رسول الله ﷺ‬ فقال: «اغد معه يا أبا بكر فخذ له تمره» فوعدني أبو بكر t المسجد إذا صلينا الصبح فوجدته حيث وعدني, فانطلقنا فكلما رأى أبا بكر t رجلٌ من بعيد سلم عليه، فقال أبو بكر t: أما ترى ما يصيب القوم عليك من الفضل, لا يسبقك إلى السلام أحد, فكنا إذا طلع الرجل بادرناه بالسلام قبل أن يسلم علينا ([44])، وعن الطفيل بن أبي كعب أنه كان يأتي ابن عمر رضي الله عنهما فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، على سقاط ولا على صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا سلم عليه، قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يوما فاستتبعني إلى السوق فقلت: وما تصنع في السوق؟ وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع وتسوم بها ولا تجلس بمجالس السوق فاجلس بنا ها هنا نتحدث، فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: يا أبا بطن، وقال: كان الطفيل ذا بطن: إنما نغدو من أجل السلام نسلم على من لقينا ([45])، وعن أبي أمامة t قال: قال رسول الله ﷺ‬: «إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام»([46] وأولى الناس بالله: أي أخصهم لله وأقربهم له، وفي رواية قال: «يا رسول الله الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام؟ فقال: «أولاهما بالله»([47]) دلالة ولاية الله لك أنك تبدأ الناس بالسلام، وعن أبي هريرة t قال:قال رسول الله ﷺ‬: «إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم, فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى بأحق من الأخرى»([48])، «وقام رجل أثناء حديث الرسول ﷺ‬ فنسي السلام، فقال الرسول ﷺ‬: «ما أسرع ما نسي»([49]) وكان من لطفه وعظيم أخلاقه أن أشار إلى الصحابة بأمر رفيق «ما أسرع ما نسي»!!، وعن عمران بن حصين t قال: "جاء رجل إلى النبي ﷺ‬ فقال: السلام عليكم فرد عليه السلام ثم جلس، فقال النبي ﷺ‬: «عشر»، ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه فجلس فقال: «عشرون»، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس فقال: «ثلاثون»([50])، فعلى قدر سلامك تكون حسناتك، بل حتى عند دخولك للبيت سلم، تتنزل البركة على بيتك فعن أنس t مرفوعًا: «يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم فتكون بركة عليك وعلى أهل بيتك»([51])، وعن أبي أمامة t قال: قال رسول الله ﷺ‬ «ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل: رجل خرج غازيًا في سبيل الله فهو ضامن على الله, يتوفاه فيدخله الجنة, أو يرده بما نال من أجر وغنيمة، ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله, يتوفاه فيدخله الجنة, أو يرده بما نال من أجر وغنيمة، ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل»([52])، فقوله ﷺ‬: «من دخل بيته بسلام»، أي: من إذا دخل بيته قال السلام عليكم، إن عاش كفاه الله عيشه وإن مات دخل الجنة، «ومن خرج في سبيل الله» قرن رسول الله ﷺ‬ بين إفشاء السلام في البيوت والجهاد في سبيل الله، فيدل هذا الحديث على عظم مرتبة السلام، والسلام أول أسباب التآلف والمودة وفي إفشاءه تكمن ألفة المسلمين بعضهم لبعض وإظهار شعائرهم المميزة لهم عن غيرهم من أهل الملل، مع ما فيه من رياضة للنفس ولزوم التواضع، وإعظام حرمات المسلمين.

5- من الآثار المسلكية لاسم الرب السلام: أن لا يقال السلام على الله، يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لا تقل السلام عليك يا رب لما يلي:

1) إن مثل هذا الدعاء يوهم النقص في حقه، فتدعو لله أن يسلم نفسه من ذلك، إذ لا يدعى لشيء بالسلام من شيء إلا إذا كان قابلاً أن يتصف به والله سبحانه منزه عن صفات النقص.

2) إذا دعوت الله أن يسلم نفسه فقد خالفت الحقيقة، لأن الله يدعى ولا يدعى له، فهو غني عنا لكن يثنى عليه بصفات الكمال مثل غفور سميع عليم...، وجاء في حديث عبد الله بن مسعود t قال: كنا إذا صلينا خلف النبي ﷺ‬ قلنا: السلام على الله من عباده، وزاد في رواية: السلام على جبريل وميكائيل السلام على فلان وفلان فالتفت إلينا رسول الله ﷺ‬ فقال: «إن الله هو السلام فإذا صلى أحدكم فليقل التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين, فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض, أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله([53])» و (التحيات) جمع تحية كل تحية عظيمة هي لله جل وعلا وفي حديث أنس t: "قال جبريل u للنبي ﷺ‬ إن الله يقرئ خديجة السلام فأخبرها، فقالت: إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته"([54])، قال العلماء في هذه القصة دليل على وفور فقهها لأنها لم تقل «وعليه السلام»([55]).

6- ومن الآثار المسلكية لاسم السلام، أن يتذكر العبد دعاء الأنبياء والمؤمنين على الصراط، اللهم سلم سلم، ومن أراد السلامة في ذلك الموقف فلا بد أن يسلم لله وحده ويخلص من درن الشرك وغله ودغل الذنوب والمخالفات، قال تعالى: }وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ{([56] أي: معصية الله في السر والعلن ([57] ويقول تعالى: }يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ{([58] والقلب السليم: الذي سلم من الغل والحسد والشرك والحقد والكبر والشح وحب الرئاسة, فسلم من كل آفة تبعده من الله، ومن كل شبهة تعارض خيره، وشهوة تعارض أمره, ومن كل قاطع يقطعه عن الله, ومن كل محبة تزاحم محبة الله، وهذا القلب يتقلب في جنة معجلة في الدنيا وفي جنة البرزخ ويوم المعاد بإذن الله, فلا تتم سلامة القلب المطلقة حتى يسلم من خمسة أشياء شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقص الذكر وهوى يناقض التجريد والأخلاق, فصاحب هذا القلب مستقيم على صدق حب ربه وحسن معاملته وقد ضمن الله له النجاة من عذابه والفوز بكرامته. ومن المعاني المتقدمة أخذ معنى الإسلام فإنه من هذه المادة لأنه: الاستسلام والانقياد لله والتخلص من شوائب الشرك فسلم لربه وخلص له كالعبد الذي سلم لمولاه ليس له فيه شركاء متشاكسون ولهذا ضرب الله سبحانه هذين المثلين للمسلم الخالص لربه والمشرك به قال تعالى: }ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ{([59]).

7- ومن الآثار السلوكية لاسم الله السلام:

من معاني اسم السلام أنك إذا اتصلت بالله عز وجل طهرت نفسك من العيوب، فيمنحك الله السلامة في أخلاقك، وفي سريرة نفسك، فهو سلمك في جسمك، وسيسلمك في قلبك إذا ذكرته، وسيسلمك في أخلاقك إن كنت قوي الصلة به، ففي تجارتك سيهديك سبل السلام وفي زواجك يهديك سبل السلام، وفي علاقاتك بجيرانك يهديك سبل السلام، فإذا طبقت أمر القرآن واجتنبت نهيه أوصلك في كل موضوع وفي كل شأن إلى السلام، قال تعالى: }إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا{([60])، ذكر الله يورث الأمن والسلام، والاتصال بالله عز وجل يكسب السلامة من العيوب والنقائص والأدران، ومن معاني السلام أنك إذا طبقت شرعه يهديك سبل السلام، قال تعالى: }فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى{([61]).

8- ومن الآثار المسلكية: مشاهدة آثار اسم الله السلام في نفسك، وفي الكون حولك، من الذي سلمك حتى مشيت بتوازن في سيرك؟!! السلام سبحانه هو من أعطاك كليتين، في كل كلية عشرين ضعفًا عن حاجتك، أليس هو السلام سبحانه؟!! أين نخاعك الشوكي وهو أخطر شيء في جسدك؟!! أليس في العمود الفقري؟!! أين قلبك؟ أليس في قفصك الصدري؟!! أين رحم المرأة؟ أليس في الحوض؟ قال تعالى: }فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ{([62])، أليس الذي سلم هذا كله هو السلام سبحانه؟!! من الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا؟!! من الذي جعل الليل لباسًا والنهار معاشًا!! ولو شاء لجعله سرمدًا؟!! من الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نورًا؟!! أليس السلام سبحانه؟!! }وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ{ فكل ما حولك يشهد بأنه سبحانه سلام، وأنه سلم عباده، فإن كنت مريضًا فتأمل في معنى اسمه السلام وادعه به، وإن كنت خائفًا مذعورًا فتذكر تسليمه لعباده وحفظه لهم.

9- من الآثار المسلكية: أن يسلم العباد من شَرِّك, ويصلهم خيرك. وفي الحديث الوارد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال الرسول ﷺ‬: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه»([63])، وعن عبد الله بن مسعود t قال: سألت رسول الله ﷺ‬ فقلت: أيا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: «الصلاة على ميقاتها»، قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: «أن يسلم الناس من لسانك»([64] وفي الحديث: «المؤمن من أمنه الناس والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر السوء والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه»([65])، وعن عقبة بن عامر t قال: قال رسول الله ﷺ‬: «أول خصمين يوم القيامة جاران»([66])، يختصمون يوم القيامة لتتصافى منهم الحقوق، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه, وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره»([67]).

أسأل الله العظيم أن يرزقنا السلامة في الدين والعقل والجسد، وأن يسلمنا على أرضه، وتحت أرضه، ويوم عرضه، وأن يجعلنا مسلمين حقًا، وأن يهدينا سبل السلام، وأن يجعلنا ممن سلم المسلمون من شرورهم، وأن يسكننا دار السلام مع أهل السلامة، وأن نفوز بتسليم الله في جنات عدن، إنه سبحانه هو السلام.

سبحانك اللهم وبحمدك, أشهد أن لا إله إلا أنت, أستغفرك وأتوب إليك.



([1]) مختار الصحاح (1/131).

([2]) سورة الفرقان: الآية 63.

([3]) تفسير الطبري (19/ 34).

([4]) تفسير ابن كثير (3/325).

([5]) مختار الصحاح (1/131).

([6]) سورة القدر: الآية 5.

([7]) شعب الإيمان للبيهقي (3699).

([8]) سورة الأنعام: الآية 127.

([9]) تفسير الطبري (8/32).

([10]) مختار الصحاح (1/131).

([11]) سورة إبراهيم: الآية 23.

([12]) رواه الطبراني في الكبير (10391)، والبزار في مسنده (1771)، وصححه الألباني في الجامع (3697).

([13]) أخرجه أبو داود (17) وصححه الألباني.

([14]) أخرجه ابن ماجة (3850)، الترمذي (3513)، وصححه الألباني.

([15]) أخرجه البخاري (799) (5967).

([16]) بدائع الفوائد (2/372).

([17]) سورة الحشر: الآية 23.

([18]) رواه مسلم (591).

([19]) تفسير ابن كثير (4/344).

([20]) سورة الشورى: الآية 11.

([21]) الاعتقاد (55).

([22]) أسماء الله الحسنى (110-113).

([23]) ينظر: التفسير الكبير للرازي (29/293).

([24]) سورة إبراهيم: الآية 23.

([25]) سورة يس: الآية 58.

([26]) سورة الأحزاب: الآية 44.

([27]) سورة الصافات: الآية 79.

([28]) سورة الصافات: الآية 109.

([29]) سورة الصافات: الآية 120.

([30]) سورة الصافات: الآية 130.

([31]) سورة الصافات: الآية 181.

([32]) سورة النمل: الآية 59.

([33]) تفسير الطبري، ج16، ص58/ تفسير ابن كثير، ج3، ص114.

([34]) سورة مريم: الآية 15.

([35]) سورة النور: الآية: 48-50.

([36]) تفسير ابن أبي حاتم ج8، ص2623.

([37]) تفسير ابن كثير (3/299).

([38]) سورة النحل: الآية 32.

([39]) أخرجه أحمد في المسند (18557) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1676). وانظره بجميع الروايات في أحكام الجنائز للألباني (158).

([40]) سورة فصلت: الآيات 30-32.

([41]) متفق عليه، أخرجه البخاري (12) (5882)، ومسلم (39).

([42]) رواه ابن ماجة (423) (1083)، والترمذي في سننه (2485)، وصححه الألباني.

([43]) رواه ابن حبان في صحيحه (504)، والطبراني في الكبير (469)، صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2699).

([44]) أخرجه الطبراني في الكبير (880)، وفي الأوسط (7468)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2702).

([45]) رواه النووي في رياض الصالحين (850)، ومالك في الموطأ (1726)، وصححه الألباني في الأدب المفرد (1006).

([46]) رواه أبو داود (5197) وصححه الألباني.

([47]) رواه الترمذي في سننه (2694).

([48]) رواه ابن حبان في صحيحه (494) (495) (496)، والنسائي في الكبرى (10174) (10201).

([49]) رواه أحمد في مسنده (15653)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره.

([50]) رواه أبو داود (5195)، وصححه الألباني.

([51]) رواه الترمذي (2698)، وضعفه الألباني.

([52]) رواه أبو داود في سننه (2494).

([53]) متفق عليه، رواه البخاري (797) (5876)، ومسلم (402).

([54]) رواه النسائي في السنن الكبرى (8359)، والحاكم في المستدرك (4856).

([55]) فتح الباري (7/139).

([56]) سورة الأنعام: الآية 120.

([57]) تفسير الطبري (8/14).

([58]) سورة الشعراء: الآية 88-89.

([59]) سورة الزمر: الآية 29.

([60]) سورة الإسراء: الآية 9.

([61]) سورة طه: الآية 123.

([62]) سورة المرسلات: الآية 21.

([63]) متفق عليه، أخرجه البخاري (10) (6119)، ومسلم (41).

([64]) رواه الطبراني في المعجم الكبير (9802)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2852).

([65]) أخرجه الإمام أحمد في المسند (12583)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2555).

([66]) أخرجه الإمام أحمد في المسند (17410)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2557).

([67]) رواه الترمذي في السنن (1944)، وصححه الألباني.